الخطأ الأول

الخطأ الأول

الخطأ الأول

 تونس اليوم -

الخطأ الأول

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

ارتكب الرئيس الفرنسى المنتخب إيمانويل ماكرون أول أخطائه ولم يمض على إعلان فوزه ساعات. اختار موسيقى نشيد الاتحاد الأوروبى لكى تُعزف خلال تقدمه إلى المنصة التى ألقى عليها خطاب النصر وصعوده إليها.

كم هى جميلة هذه الموسيقى المأخوذة من الحركة الرابعة فى سيمفونية بيتهوفن التاسعة التى وضعها عام 1823.

وكم هو رائع النشيد الذى استلهمها منه, إذ عبر مؤلفه شيلر عن معنى الترابط الانساني بوجه عام، وليس فى الإطار الأوروبى فقط.

غير أن موسيقى النشيد الأوروبى عُزفت فى غير محلها، وأعطت الانطباع الذى سعى إلى تكريسه قوميون متطرفون مثلَّتهم المرشحة مارين لوبن، وهو أن المعركة بين «الوطن الفرنسى» وأوروبا، وليست بين التسامح والتطرف. ورغم أن ماكرون غنى النشيد الوطنى «المارسيينر» مع أنصاره بعد انتهاء الخطاب، لم يتغير هذا الانطباع الذى عززَّه أسلوب بعض الشباب فى التعبير عن فرحتهم، حيث طلى بعضهم وجوههم بألوان علم الاتحاد وأعلام دوله الأساسية. كما أن الهتافات المؤيدة للاتحاد الأوروبى غطت على تلك المعبرة عن قيم الحرية والمساواة والتسامح وغيرها مما دافع عنه ماكرون فى حملته الانتخابية.

ورغم أنه كان موفقا فى توجهه إلى من لم يقترعوا لمصلحته، وتعهده بأن يفعل كل فى وسعه لإزالة أسباب غضبهم وإحباطهم، فالأرجح أن المظهر الأوروبى الصارخ فى حقل الانتصار زاد الكثير منهم غضبا.

كما نسى أن المشكلة أكبر ممن اقترعوا لمصلحة لوبن، لأن الممتنعين عن المشاركة (حوالى 25%) والمقترعين بأوراق بيضاء احتجاجية (حوالى 10%) يمثلون نسبة قياسية تنطوى على دلالة خطيرة. كما أن قسماً لا يُستهان به من هؤلاء إما غاضبون على الاتحاد الأوروبى، أو غير مرتاحين لأدائه.

ويعرف ماكرون أيضاً أن بعض من منحوه أصواتهم يؤيدون بقاء الاتحاد الأوروبى، ولكنهم يتطلعون إلى إصلاحه وإزالة الاختلالات فى أدائه. وهو يعرف ذلك لأنه تحدث خلال حملته عن ضرورة هذا الإصلاح، بل أكد أن التهاون فى تحقيقه سيجعل الدفاع عنه أصعب فى المستقبل.

والمهم هنا أن ينتبه ماكرون إلى أن إصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبى لابد أن يكون ضمن أولوياته القصوى وليست العادية، لكى لا تكون العواقب وخيمة فى فرنسا وغيرها من دول القارة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطأ الأول الخطأ الأول



GMT 06:49 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

رئيسي تجاهل عون!

GMT 19:59 2021 السبت ,28 آب / أغسطس

العرق الأسود

GMT 13:50 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

منظرو الأطراف الصناعية

GMT 13:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

لقائله

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 18:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 09:11 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فريق نادي "النصر" يكتسح "نجران" بخماسية ودية

GMT 02:55 2017 الأحد ,05 آذار/ مارس

"بونت لاند" تتحدث عن سبب اعتقال شيخ قبلي

GMT 07:36 2014 الأحد ,22 حزيران / يونيو

12 مسلسلًا على قناة "أيه أر تي" حكايات في رمضان

GMT 01:13 2013 الإثنين ,18 آذار/ مارس

أشرف العشماوي يكتب رواية "المرشد"

GMT 06:03 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اشعري بالحيوية مع أزياء ديان فون لربيع 2017

GMT 14:18 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للسعودي عبدالله ثابت
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia