ما لا يُصدق

ما لا يُصدق!

ما لا يُصدق!

 تونس اليوم -

ما لا يُصدق

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يستخدم الأنجلوساكسون عبارة Believe the unbelievable للتعبير عن أمور لم يكن الإنسان يتصور أن فى إمكانه تصديقها، ولكنها حدثت. وعندما نتابع مدى التدهور الاقتصادى -الاجتماعى فى فنزويلا الغنية بالنفط، ربما نجد للوهلة الأولى أنه لا يُصدق. كانت فنزويلا أغنى بلدان أمريكا اللاتينية من حيث متوسط دخل الفرد. لكن دخل هذا الفرد لم يعد يكفى أبسط حاجاته. وباستثناء شريحة صغيرة فى أعلى الهرم الاجتماعي، وفئة محدودة تحتها، هبطت أغلبية المجتمع إلى قاع سحيق، وأصبحت تُشكل قاعدة عريضة جداً يُقال عادة أنها تحت خط الفقرً, بعد أن خرج التضخم المهول عن السيطرة.

بلغ معدل التضخم فى نهاية الشهر الماضى نحو 20 ألفاً فى المائة وفق تقديرات غير رسمية، لأن البنك المركزى فى فنزويلا لم ينشر أى بيانات فى هذا المجال منذ نحو ثلاث سنوات. فى أحد الفيديوهات المتداولة، يقول أستاذ جامعى إن راتبه لمدة أربعة أشهر لا يكفى لإصلاح حذائه، وليس لشراء حذاء جديد.

ويتوقع صندوق النقد الدولى أن يزداد هذا المعدل فى الأشهر القادمة، بعد أن لم يعد فى جعبة الحكومة الفنزويلية سوى التحايل على انهيار العملة »بوليفار« بإجراءات من نوع حذف خمسة أصفار منها. وعندما يُقال فى تبرير هذا الإجراء إن (خمسة أصفار أقل ضرورة للحصول على نظام نقدى ومالى جديد مستقر)، فهذا مؤشر إلى أن الاقتصاد دخل فى حالة تفرض إخضاعها لبحث علمى عميق، بعد أن تجاوزت مرحلة الانهيار، للبحث فى كيفية بلوغها هذا المستوى غير المسبوق إلا فى جمهورية فايمار الألمانية فى عشرينيات القرن الماضي.

غير أن ألمانيا كانت خارجة لتوها من الحرب العالمية الأولي، وفُرضت عليها شروط استسلام مهينة أما فنزويلا فلم تُهزم فى حرب، بل »هُزم« اقتصادها بسبب سياسة اقتصادية خرقاء يسميها القائمون عليها اشتراكية، وتُصنف علمياً باعتبارها اشتراكية وطنية أو قومية لم تحقق فى بلد رُفعت شعاراتها الرنانة فيه إلا خراباً يتضاءل بجواره فشل الاشتراكية الستالينية التى نُسبت ظلماً إلى كارل ماركس فى الاتحاد السوفيتى السابق والبلدان التى سارت على نهجه.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: الأهرام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يُصدق ما لا يُصدق



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 08:09 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

مجلة "فيراري" تصدر تفاصيل سيارتها الجديدة "Ferrari F150 بديلة Enzo"

GMT 13:11 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

كارولينا هيريرا تطرح تصميماتها خلال أسبوع الموضة

GMT 15:54 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

المخرج إلياس بكار يصور مسلسل "الملك إدريس" في تونس

GMT 01:25 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

محمد صلاح يحتفل بعيد ميلاد "مكة" بملابس الأبطال الخارقين

GMT 19:50 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

"الخشونة" تلغي ودية الوحدة الإماراتي والمنامة البحريني

GMT 15:21 2013 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

عرض أولى حلقات برنامج "ذا فويس" 28 كانون الأوَّل

GMT 17:54 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

رياض محرز يتلاعب بـ3 مدافعين من منتخب المكسيك

GMT 12:00 2014 الإثنين ,10 شباط / فبراير

وفاة 51 شخصًا بسبب سوء الأحوال الجوية ف بوروندا

GMT 16:01 2013 السبت ,11 أيار / مايو

"SSC Tuatara" عملاق جديد في عالم السيارات
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia