من يقرر مصير الجولان

من يقرر مصير الجولان؟

من يقرر مصير الجولان؟

 تونس اليوم -

من يقرر مصير الجولان

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

يعرف الجميع أهمية الولايات المتحدة فى عالم اليوم، بوصفها أكبر قوة دولية. وأكثر من يعلمون هذا بعض من يتحدثون طوال الوقت عن تراجع نفوذها، وتحول النظام العالمى باتجاه التعدد نتيجة تنامى دور الصين وقدراتها، وسعى روسيا لاستعادة مكانتها.
 لكن أهمية الولايات المتحدة وقوتها لا تغيران حقيقة أنها واحدة من نحو مائتى دولة فى عالمنا، وأن القرارات التى تتخذها أى إدارة تحكمها لا تعبر إلا عن موقفها. يمكن أن تحظى هذه القرارات، أو بعضها، باهتمام دولى أكثر مما يصدر عن أى دولة أخري. ولكن هذا لا يُغير واقعاً من أنها قرارات تخصها، ولا تُلزم غيرها، ولا يترتب عليها أثر قانونى يتجاوزها.

وينطبق هذا على قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بضم إسرائيل هضبة الجولان، وفرض سيادتها عليها. فهذا قرار يُغير اتجاهاً كان مستمراً فى السياسة الأمريكية منذ احتلال الجزء الأكبر من الجولان فى حرب 1967. ولكنه لا يُغير معطيات الجغرافيا والتاريخ، أو قواعد القانون الدولى التى تحكم العلاقة بين أى سلطة محتلة وإقليم خاضع للاحتلال.

ولذا، يتعين أن نضع هذا القرار فى حجمه الحقيقي، لأن معظم ردود الفعل العربية منذ إصداره تُضخَّمه تضفى عليه أهمية تفوق قيمته الفعلية. ويتصور من يتأمل بعضها أن القرار صادر عن الأمم المتحدة، أو عن محكمة العدل الدولية. هذا قرار صدر عن واحدة فقط من الدول الأعضاء فى المنظمة الدولية. وهذه هى حدوده حتى إذا أيدته دولة أو دولتان أخريان. ولا ننسى أن دولاً يقل عددها عن أصابع اليد الواحدة هى التى تجاوبت مع قرار إدارة ترامب بشأن القدس المحتلة بعد مرور ما يقرب من عام على اعترافه بأن المدينة الفلسطينية عاصمة إسرائيل. وعندما أعلنت رئيسة وزراء رومانيا، خلال وجودها فى واشنطن قبل أيام استعدادها لنقل سفارة بلادها إلى القدس، رد رئيس الجمهورية فى بوخارست مؤكداً أن هذا لن يحدث وأنه صاحب القرار فى مثل هذه الأمور.

قرار ترامب، إذن، ليس نهاية المطاف فى تقرير مصير الجولان، كما هى الحال فى قضية القدس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يقرر مصير الجولان من يقرر مصير الجولان



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 06:58 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مشعل بن ماجد يرعى غداً الحفل الختامي لمسابقة جامعة جدة

GMT 12:08 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

4 أخطاء عليك تجنبها في تصميم غرف النوم

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

كريري مديرًا للكرة في نادي "الهلال" السعودي

GMT 18:02 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يقيل هيرفيه رينار ليصبح أول مدرب يترك منصبه هذا الموسم

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المصارع جون سينا يكشف سر إطالة شعره

GMT 09:22 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

طريقة نقل بيانات "واتساب" من آيفون لهاتف سامسونغ
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia