حق الرشوة

حق الرشوة !

حق الرشوة !

 تونس اليوم -

حق الرشوة

صلاح منتصر

 انشغلنا كثيرا بقضايا أقحمناها فى الدين مثل ارضاع الكبير ودخول الحمام بالقدم اليسرى والثعبان الأقرع ، وغيرها مما لا علاقة له بمعاملات الناس التى هى الأساس فى صحيح الدين ، لدرجة أننا أصبحنا فى حاجة شديدة الى مايعيد تصحيح معرفتنا عن موضوع مثل «الرشوة» التى انتشرت فى حياتنا ولكن بمفاهيم مختلفة تماما عما يجب .

ذلك أن الاسم وهو «الرشوة» أصبحت له أسماء أخرى عديدة مثل اكرامية، وهدية، ومنحة ، وعمولة ، ومحبة ، وكوباية شاى، ورزق ماتقولش لأ ، وغيرها من الأسماء التى تهدف الى تبرير الفعل ومنحه الشرعية التى أصبحت تجعل الرشوة عملا عاديا بل «واجبا مشروعا» يمارسه الملايين اما دافعين أو قابضين لها . وأخطر من ذلك أن طلب الرشوة وهو الاسم الصحيح لها مهما تكن الأسماء الأخرى التى «تدللها» أصبح عاليا ومسموعا ، ولدرجة أن من يشكو الى مسئول كبير عن المعاناة التى يعانيها فى الجهاز الذى يرأسه المسئول يكون رده : أصلك ماشخللتش جيبك !

والغريب أن هذا يحدث فى دولة لا تنافسها دولة أخرى فى عدد المصلين الذين يملأون المساجد والكنائس وعدد الذين اعتمروا وحجوا ويذكرون الله كثيرا، مما يجعلنا أمام تحول غريب فى عقيدة البعض بمظنة أن الرشوة بالفعل لم تعد رشوة ، وانما هى حق مشروع يعوض الموظف أو الأمين أو الحاجب أو.. أو.. عن الأجر الحقيقى الذى كان يجب أن يحصل عليه .

وما هو حادث اليوم أن كلمة «الفساد» أصبحت تعنى فقط الحيتان ، على أساس أنهم يتقاضون الرشوة باسمها الحقيقى «رشوة» رغم أن عملياتهم وتعاملاتهم محدودة ، بينما تعاملات الأسماك اللامحدودة التى تجرى كل يوم مع الملايين فى الشارع وفى المصالح وفى مختلف الأجهزة الحكومية ، لا تسمع فيها كلمة «رشوة» ، وانما كل الأسماء الأخرى التى أشرت اليها . أخشى أن يكون الوقت فات وأصبح مستحيلا فرملة عجلات الفساد !

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حق الرشوة حق الرشوة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia