أعداء أمريكا

أعداء أمريكا

أعداء أمريكا

 تونس اليوم -

أعداء أمريكا

صلاح منتصر

من يراجع تاريخ أمريكا وعمقه بضع مئات السنين يجد أنهم تعودوا اختراع عدو يحاربونه ثم يصادقونه . فى البداية كان «الهنود الحمر» سكان أمريكا الأصليون وقد عرفوا بهذا الاسم لتمييزهم عن هنود آسيا . وقد جرت سلسلة من الحروب القاسية استمرت نحو 300 سنة بين المستوطنين الذين جاءوا للاقامة فى أمريكا والهنود الحمر ، كان أساسها انتزاع الأرض من أصحابها الهنود والقضاء عليهم . وحاليا يوجد فى أمريكا نحو أربعة ملايين هندى تمنع الحكومة استخدام لغتهم الأصلية وارتداء الزى القومى .

وبعد الهنود جاء الأفارقة السود الذين تم نقل مايقرب من 12 مليون منهم الى أمريكا تم استعبادهم للقيام بالأعمال الشاقة التى كانت تقوم على قوة العضلات ، وتمرد العبيد ضد العبودية وقامت بسبب ذلك حرب أهلية أمريكية وانتهى نضال السود الى تولى أحدهم ( باراك أوباما ) رئاسة أمريكا لدورتين .

وبعد الحرب العالمية الثانية التى خرجت منها أمريكا أقوى دولة فى العالم ، اخترعت أمريكا « الشيوعية » عدوا طاردته داخل وخارج أمريكا. ففى داخل أمريكا عاش الأمريكيون فترة حالكة بسبب سناتور اسمه «جوزيف مكارثى» راح يوزع الاتهامات على موظفى الحكومة بعملهم لمصلحة الاتحاد السوفيتى . وتطايرت الاتهامات بغير دليل تهدد الكتاب والفنانين والمفكرين من أمثال مارتن لوثر كنج وتشارلى شابلين وآرثر ميللر ودالتون ترمبو . والأخير واحد من عباقرة مؤلفى الأفلام وكتاب السيناريو وقد شاهدت عنه هذا الأسبوع فيلما رائعا يحمل اسمه «ترامبو» يحكى كيف رفض مع عشرة من العاملين فى السينما الوقوف أمام اللجنة المختصة بكشف الشيوعيين . وحكم عليه بالسجن سنة ووضع اسمه فى القائمة السوداء التى تمنع التعامل معه . وقد باع بيته وعمل باسم مستعار نحو عشر سنوات كتب خلالها عددا كبيرا من الأفلام التى نالت جائزتى أوسكار . وكان الممثل كيرك دوجلاس هو الذى أعلن أن ترامبو هو كاتب سيناريو فيلم «سبارتاكوس» وقبل ذلك «أوكسيدوس» وأثار الاعلان ردود فعل انتهت بالاعتذار له ولكن بعد أن أصبح على حافة الموت . وانتهت المكارثية فى 1960 ، وما زالت أمريكا تبحث عن عدو تحاربه !

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعداء أمريكا أعداء أمريكا



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:21 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

أمريكا تعلن حالة الطوارئ!

GMT 08:20 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

خسارة فادحة لترامب!

GMT 06:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

بين المبادئ والمصالح

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:01 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

عياض اللومي يعلن استقالتة نهائيأً من حزب قلب تونس

GMT 20:45 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

نادي "النصر" يدرس عروضًا صينية للبرازيلي نيمار

GMT 04:25 2012 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خيري رمضان يعود إلى"سي بي سي" الأربعاء

GMT 22:24 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

"مقدمة ابن خلدون"على قائمة أكثر الكتب مبيعاً
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia