شخصية عامة

شخصية عامة !

شخصية عامة !

 تونس اليوم -

شخصية عامة

د.أسامة الغزالي حرب

مشروع قانون مكافحة الإرهاب الجديد الذى أعلن منذ أيام أثار كثيرا من الجدل والغضب بسب مواد كثيرة.

 

غير أن ما أركز عليه هنا هو المادة (33). ماذا يقول نص تلك المادة؟ يقول: «يعاقب بالحبس الذى لا تقل مدته عن سنتين كل من تعمد نشر أخبار او بيانات غير حقيقية عن أى عمليات ارهابية بما يخالف البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية، وذلك دون اخلال بالعقوبات التأديبة المقررة فى هذا الشأن»، أى ان هذا النص يهدد بالقضاء على إحدى أهم المكتسبات التى انتزعها الصحفيون فى نضالهم الطويل من أجل ترسيخ حرية الصحافة، وهى إلغاء عقوبة الحبس فى قضايا النشر. ولكى أوضح لك أيها القارئ الكريم هذه المسألة فسوف أعود بك إلى القضية التى رفعتها مؤخرا أنا ــ كاتب تلك السطور ــ على الزميل أحمد موسى بسب ما نسبه إلىَ فى برنامجه على قناة صدى البلد من افعال و أوصاف رأيت أنها تتضمن سبا وقذفا فى حقى، مما أدى إلى الحكم بحبسه عامين بتهمة السب والقذف. غير أن أحمد موسى حصل على البراءة فى الاستئناف، لماذا؟ لأن المحكمة رأت أن ما صدر عن موسى لم يكن سبا وقذفا وإنما هو نوع من النقد المباح للشخصية العامة، الذى تتيحه حرية الإعلام التى هى «الضمانة عن حرية التعبير والرأى بالدولة»، وذكرت حيثيات الحكم أن المحكمة استبان لها أن العبارات التى قيلت «لا تعدو إلا أن تكون نقدا مباحا ولا تحمل فى طياتها أية قذف أو إساءة فى حق المدعى بالحق المدنى». لماذا قالت المحكمة ذلك؟ لأننى وفق هذه الحيثيات «شخصية عامة» وأن «من مقتضيات العمل العام هو امتثال صاحبه لكافة أنواع النقد المباح، كما يخضع لجميع أنواع الثناء والمديح». وهكذا عزيزى القارئ إذا كنت شخصا عاديا ونالك ذلك النقد الشديد فمن حقك أن تعتبره سبا وقذفا ويكون بإمكانك أن تحبس قائله، أما إذا كنت «شخصية عامة» فعليك أن تتحمل ما يوجه إليك... والآن، هل تحب أن تكون «شخصية عامة»؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شخصية عامة شخصية عامة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 18:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 09:11 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

فريق نادي "النصر" يكتسح "نجران" بخماسية ودية

GMT 02:55 2017 الأحد ,05 آذار/ مارس

"بونت لاند" تتحدث عن سبب اعتقال شيخ قبلي

GMT 07:36 2014 الأحد ,22 حزيران / يونيو

12 مسلسلًا على قناة "أيه أر تي" حكايات في رمضان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia