صراع الكبار على الأرض السورية

صراع الكبار على الأرض السورية!

صراع الكبار على الأرض السورية!

 تونس اليوم -

صراع الكبار على الأرض السورية

مكرم محمد أحمد

وسط زحام الطائرات الروسية والأمريكية والفرنسية التى تمارس عملياتها فوق الأرض السورية، يدعى جميعها أنها جاءت للحرب على داعش، بينما يؤكد الواقع أنها جاءت لتنفيذ خطط واستراتيجيات مختلفة لمصالح متصادمة تخاصم المصلحة العربية!، وسط هذا الزحام يتهم الأمريكيون الطائرات الروسية بأنها لا تركز أهدافها على داعش، وتوجه معظم هجماتها الى جماعات تتبع المعارضة السورية المسلحة الوثيقة الصلة بالولايات المتحدة، بينما يتحدى لافروف وزير الخارجية الروسى الأمريكيين أن يقدموا دليلا واحدا على صدق الادعاء الامريكى مؤكدا أن الطائرات الروسية لا تقصف داعش فقط لكنها تضرب جبهة النصرة التابعة للقاعدة وتضرب جيش الفتح بناء على طلب من الرئيس السورى بشار الأسد، فى عمل مشروع لا يعترض عليه القانون الدولي، ولا تستطيع واشنطن أن تناهضه لأنها تضع هذه المنظمات على قوائم جماعات الارهاب. وحدها اسرائيل التى ترفض أن يكون هدف بوتين من عملياته العسكرية فى سوريا مجرد نقلة جسورة على لوحة الشطرنج فى لعبة الأمم، هدفها تعزيز مكانته فى سياسات الشرق الأوسط وكسب موطئ قدم قوى فى سوريا، يعطيه قدرة المساومة على حل المشكلة الاوكرانية بما يحفظ ماء وجهه ويرفع عن روسيا العقوبات الدولية. وتعتقد اسرائيل أن الغارات الروسية التى ركزت على مناطق حمص وحماة وسط سوريا، وامتدت الى الشمال فى منطقة حلب وادلب تهدف الى التمهيد لحرب برية، يقوم بها الجيش السورى تعاونه جماعات من حزب الله اللبنانى وقوات من الحرس الثورى الايراني، تقول مصادر لبنانية إنها وصلت بالفعل الى سوريا بهدف استرداد هذه المناطق، وتوسيع نطاق المنطقة التى يحكمها بشار الأسد ولا تتجاوز مساحتها 20% من مساحة سوريا، خاصة أن هذا الامتداد الجديد سوف يمكن بشار من أخصب مناطق سوريا، ويؤمن منطقة العلويين قريبا من اللاذقية، كما يؤمن الطريق الذى يربط العاصمة دمشق بالساحل السورى عبر حماة وحمص. وعلى الناحية الأخرى ثمة من يعتقدون أن التدخل العسكرى الروسى هو بداية شرق أوسط جديد لا تنفرد فيه الولايات المتحدة بالهيمنة والأوامر!، وأن التدخل الروسى يشكل بدايات عالم جديد أكثر توازنا!، لكنها أمانى اليسار الطفولى الذى لا يسندها على الأرض تغيير حقيقى فى موازين القوي، لأن الهدف النهائى لبوتين أن يظفر باعتراف دولى يمكنه من أن يكون شريكا فى تقرير مستقبل الشرق الأوسط، يعزز ذلك الاتصالات الأمريكية الروسية التى بدأت بالفعل بين وزيرى الدفاع فى البلدين من أجل تنسيق العمليات العسكرية فى سوريا، كما يعززه اعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأخير التى أكدت فيه أنه لن يكون ممكنا انهاء الأزمة السورية دون تعاون مع الروس!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع الكبار على الأرض السورية صراع الكبار على الأرض السورية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 13:52 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 29-10-2020

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 08:12 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

راشد الغنوشي يعاين الأضرار نتيجة الحريق في مقر النهضة

GMT 08:52 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

اصدار ديـوان الشعر السوري لمحمد سعيد حسين

GMT 18:58 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي أنيجو يدخل قائمة المرشحين لتدريب المغرب الفاسي

GMT 09:09 2013 السبت ,16 آذار/ مارس

"كيوتل" تدرس شراء حصة اتصالات في المغرب
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia