معارضة فى صالح النظام

معارضة فى صالح النظام

معارضة فى صالح النظام

 تونس اليوم -

معارضة فى صالح النظام

عمرو الشوبكي

لم يعتد المصريون أن يروا معارضة تقوى الجوانب غير الديمقراطية فى النظام القائم مثلما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين، فقد حاولت كل الفصائل السياسية فى مصر على مدار تاريخها أن توسع من الهامش الديمقراطى، وطالبت بمزيد من حرية الرأى والتعبير بصرف النظر عن مدى نجاحها أو فشلها فيما نادت به.

معارضة الإخوان هى من نوع خاص، فهى فى شكلها الخارجى تعكس خلافاً فى التوجه والرؤية، وفى مضمونها تعكس رغبة فى هدم النظام وكراهية غير مسبوقة للدولة والمجتمع، فليس مهماً أن يعود الإخوان للسلطة على رؤوس الدبابات والبوارج الأمريكية، وليس مهماً الحفاظ على كرامة الجيش وتماسكه وعدم خلخلته، إنما المهم هو عودة الرئيس «الشرعى»، فى أعين جماعته، للسلطة والحكم.

ليس مهماً أن يسقط عشرات الضحايا والمصابين فى تظاهرات الكراهية الإخوانية، وليس مهماً أن يخرج الإخوان فى مظاهراتهم العنيفة فى الأعياد والمناسبات الوطنية حتى لو نكدوا على الشعب كله، فالمهم أن تصور الجزيرة وإخوتها الدماء والضحايا للمتاجرة بهم خارج الحدود.

حين تصبح المعارضة جيتو، وحين يتحول خطابها إلى عنصر هدم وكراهية، فإنها تدفع أغلب الناس للالتفاف حول النظام مهما كانت عيوبه، وحين يرى الناس العاديون (الذين كرهوا الإخوان) أن هناك من يطالب بإعدام صحفيين مخالفين لهم فى الرأى، ويرون خطاب تخريب وكراهية لم يرونه من قبل فإنهم حتماً سيدافعون عن أى نظام وأى دولة، لأن البديل الذى يقدم أمامهم هو بديل الكراهية والانتقام ولا دولة.

حين يقرأ أو يسمع الناس ما يقوله الإخوان بحق النظام الحالى، ويتذكرون السنة السوداء التى حكموا فيها، وحين يقارنون بين مرسى والسيسى فإنهم على استعداد أن يقبلوا النظام الحالى بأخطائه وعيوبه لو كان البديل القابع بعيداً هو الإخوان.

والحقيقة أن انصراف الناس عن الجماعة يرجع لأن الأخيرة لم تهتم من الأصل بوجود ظهير شعبى من عدمه، لأن قضيتها لا علاقة لها بالشعب المصرى، الذى لم تره حين كانت فى السلطة أو المعارضة إنما قضيتها الوحيدة هى الجماعة وتمكينها الأبدى من السلطة.

إن جرائم كثير من أعضاء الإخوان اليومية وتحريضهم على العنف والإرهاب، وشماتتهم البغيضة فى كل نقطة دم تسيل، ليست هى موقف عموم الشعب المصرى الذى يحزن لأى ضحية مهما كان انتماؤها، فما يقوم به الإخوان حاليا من أفعال يدل على حجم الانفصال الوجدانى عن عموم الشعب المصرى نتيجة الخلل فى صيغة الجماعة نفسها وفى بنيتها العقائدية والتنظيمية وطريقة تربيتها لأعضائها، فهناك كيان إخوانى يضع أعضاءه فى عزلة شعورية منفصلة عن المجتمع فى مواجهة وطنية مصرية تلقائية لم ولن يتخل عنها الشعب المصرى.

معارضة الإخوان هى معارضة من أجل إفشال بلد وليس إصلاحه، وهى معارضة هدم وليست بناء، وهى لا ترغب فى تصحيح أخطاء أو مواجهة أوجه قصور، إنما الشماتة فى أى خطأ وأى تقصير، فمعارضة تفجير محولات الكهرباء وقذف المعارضين بالخرطوش والحجارة هى كلها ممارسات تدعم النظام وتقوى دعائمه وتجعله يقول كل يوم انظروا البديل لحكمى هم هؤلاء.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معارضة فى صالح النظام معارضة فى صالح النظام



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 10:36 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

البرازيلي بيليه يكشف أهم مزايا الفرنسي مبابي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:59 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ترامب يغادر مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ

GMT 13:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اصابة رئيس بلدية الزعفران بكورونا في الكاف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia