جريمة أبو مقار

جريمة أبو مقار

جريمة أبو مقار

 تونس اليوم -

جريمة أبو مقار

بقلم : عمرو الشوبكي

مقتل الأنبا أبيفانيوس جريمة بشعة مكتملة الأركان، وهى ليست عملية إرهابية، ولا جريمة بغرض السرقة.

والحقيقة أن هذه الجريمة على بشاعتها وقسوتها والألم الذى سببته للمسيحيين ومعظم المصريين، إلا أنها كانت كاشفة لأزمات مجتمعية عديدة، أبرزها كيفية التعامل مع هذه الجريمة فى ظل الواقع المصرى الذى يحكم التعامل مع الملف القبطى بحساسيات كثيرة، بعضها يرجع إلى وجود استهداف من قبل بعض المتطرفين المسلمين لأى أخبار تخص الكنيسة، وأخذها على أنها فرصة لتحويل الجريمة الفردية إلى مناسبة للتعميم والإساءة للمسيحيين، وفى الوقت نفسه هناك تيار مسيحى استسلم لهذا المناخ وتجاهل أهمية وجود دولة قانون يطبق على الجميع، وأيضا وجود غالبية مسلمة (مازالت غالبية رغم كل الظروف) لا تقبل أى إساءة أو استباحة للمسيحيين وكنيستهم الوطنية، وهناك أخيرا من أثبتوا انتماءهم لمرحلة الشعارات الحالية حين تبنوا نظرية «التقفيل» على أخبار الكنيسة حتى لا يتصيدها الأشرار، وصرخوا قائلين إنه لا يمكن أن يرتكب هذه الجريمة مسيحى لأن المسيحية دين التسامح، واتهموا كل من بحث عن الحقيقة بتجرد ومهنية بأنه يتآمر ضد الكنيسة.

والحقيقة أن تعامل البعض مع جريمة أبومقار لم يختلف عن المدرسة التى تعتبر أى نقد أو تصويب للأخطاء هو مؤامرة على البلد وأن المعلومات يجب أن تبقى سرية حتى لا تؤثر على سمعة مصر، وهى نفسها المدرسة التى تعتبر محاربة الإرهاب مساسا بالإسلام، فأصبح لدينا تيار يقدس صورة المؤسسة أو منظرها الخارجى على حساب الجوهر والمضمون.

نعم الكنيسة المصرية، كما الأزهر، هما جزء من تاريخ هذا البلد، والتعامل معهما يجب أن يكون بحذر ولا تحكمه أخبار صحف النميمة، لكن فى هذه الحالة نحن أمام جريمة قتل بشعة لراهب نبيل ذى علم وخلق رفيع، فكيف يمكن أن نتساهل مع هذه الجريمة البشعة خوفا على الصورة والشكل؟!

الرهبان بشر وليسوا أنبياء مثل كل رجال الدين فى كل العالم، وخطئهم وارد وفى بعض الأحيان متكرر، والبلاد المحترمة التى ترغب فى التقدم هى التى تكشف هذه الأخطاء وتعمل على تصويبها، وجريمة دير أبومقار جريمة فردية وليست حالة عامة ولا متكررة تورط فيها مجرم معدوم القلب والضمير ولا علاقة له (أو لهم) بقيم وتقاليد أى دين.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة أبو مقار جريمة أبو مقار



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia