هل أوباما جاد

هل أوباما جاد؟

هل أوباما جاد؟

 تونس اليوم -

هل أوباما جاد

محمد سلماوي

جمعت مائدة الغداء عدداً من أكبر المحللين الأمريكيين وبعض الأجانب، لبحث موضوع الحرب التى أعلنها الرئيس الأمريكى أوباما ضد الإرهاب، وما إذا كان جاداً فى ذلك أم لا، وقد اتفقنا إذا نشرنا أياً مما جاء فى هذا اللقاء ألا يتم ذكر أسماء الحضور، وهو ما أنا بصدده الآن بسبب أهمية وخطورة ما قيل من المشاركين فى اللقاء، وهم جميعاً قريبون من دوائر اتخاذ القرار فى بلادهم.

ولقد اتفق الحضور جميعاً فى مداخلاتهم على أن داعش التى يعلن أوباما، اليوم، عليها الحرب هى صنيعة الولايات المتحدة وبتمويل من بعض الدول الخليجية ومن بينها قطر، وإن كانت ليست الوحيدة.

وقد كان الهدف من دعم هذه المجموعة الإرهابية المسلحة هو التصدى لنظام بشار الأسد المدنى فى سوريا، قبل أن تنقلب المجموعة على الولايات المتحدة وتقوم بذبح رعاياها، ما وضع الرئيس الأمريكى تحت ضغوط قوية من الرأى العام لضرورة اتخاذ موقف صارم ضد هذه المجموعة الإرهابية.

لكن السؤال الذى توقفنا عنده هو: هل ستوقف الولايات المتحدة بالفعل دعمها لداعش؟ الحقيقة أن أحداً لم يذهب إلى هذا الرأى، فالحرب التى أعلنها أوباما هى للاستهلاك المحلى، لكن الدعم الأمريكى للمجموعة الإرهابية سيستمر، وإن كانت بعض دول الخليج هى التى تدفع فاتورته، ذلك أن الهدف من دعم داعش لم يتحقق بعد، حتى تتراجع واشنطن عن موقفها الداعم لها، فما هذا الهدف؟

مازال الهدف الأمريكى الاستراتيجى فى المنطقة هو إضعاف الدول العربية الكبرى لصالح إسرائيل، وهذه الدول هى سوريا والعراق ومصر التى فشلت الجهود المتتالية فى ضربها، أما سوريا والعراق فالهدف مازال هو زعزعة استقرارهما وإشاعة الفوضى بما يسمح بتقسيمهما إلى دويلات صغيرة لا يخشى منها على إسرائيل.

ولقد نشرت جريدة «نيويورك تايمز»، فى اليوم التالى للقائنا، الخريطة السرية لتقسيم المنطقة والتى تحول خمس دول فى المنطقة وهى العراق وسوريا والسعودية وليبيا واليمن إلى 14 دولة جديدة، قالت الجريدة إنه بدأ تنفيذها بالفعل.

وحسب هذه الخريطة يتم تقسيم سوريا إلى 3 دول هى علويستان التى تضم العلويين والدروز، وتمتد من شمال سوريا إلى جنوبها بموازاة الساحل، وكردستان التى تضم أكراد سوريا، ويمكن أن تندمج مع كردستان العراق، وسنيستان التى تضم السنة، ويمكن أيضاً أن تندمج مع بعض الأقاليم السنية فى العراق، أما العراق فبالإضافة للأقاليم التى ستندمج مع أقاليم سوريا تنشأ دويلة شيعية تسمى شيعستان، وتضم الغالبية الشيعية فى جنوب العراق.

وهكذا، تختفى تماماً كل من سوريا والعراق لتتحولا إلى دويلات أغلب الظن أنها ستدخل فى صراعات عرقية وطائفية فيما بينها، لكن كيف يتحقق ذلك؟ إن الولايات المتحدة تحتاج لعنصر يفكك الدولة كما حاولت داعش عمله فى العراق، وهو ما يعنى أن واشنطن لم تنته من استخدام داعش بعد، وأنها ستستمر فى دعمها، وفى سبيل ذلك يمكن التضحية بمواطن أمريكى أو اثنين يتم ذبحهما.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أوباما جاد هل أوباما جاد



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 10:55 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

الإصابة تحرم منتخب سورية من نجم الأهلي

GMT 03:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوروبا تعود إلى السودان من باب النفط والذهب!

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia