نجلاء تونس وساره بريطانيا

نجلاء تونس وساره بريطانيا

نجلاء تونس وساره بريطانيا

 تونس اليوم -

نجلاء تونس وساره بريطانيا

بكر عويضة
بقلم : بكر عويضة

من منظور يقارن وضع المرأة في مجتمعين متباعدي المسافات والثقافة والعادات، وجدتني أتوقف أمام جانب شد انتباهي إذ أعلن قرار تكليف السيدة نجلاء بودن تشكيل الحكومة في تونس، فيما كانت تعصف بالمجتمع البريطاني حالة ذعر تسببت فيها جريمة قتل شابة تدعى ساره إيفرارد. جرائم القتل ليست جديدة في حد ذاتها، مؤكد، إنما زاد من وحشية اختطاف الشابة، ثم اغتصابها قبل قتلها، أن المجرم المدعو واين كوزينز، رجل شرطة، وهو متزوج وأب لأطفال. ارتفع منسوب الصدمة أكثر بين الناس عندما جرى بث مقاطع فيديو تظهر توظيف الضابط القاتل صلاحيات البوليس كي يوقف الشابة في الشارع، ثم يضع القيود في معصميها بعدما يتهمها بخرق ضوابط منع فيروس «كورونا»، ثم يختطفها إلى حيث ارتكب جريمته. فظيع ما جرى للشابة ساره. أكيد. لكن الأفظع أيضاً استمرار منهاج غض البصر عن مقدمات ما سوف يقود إلى هكذا نتائج تخض طبقات المجتمع كلها. فقد تبين، لاحقاً، أن بعضاً من الضباط زملاء القاتل أدركوا منذ وقت طويل طبيعة شخصيته، بل إن بعضهم لم يكن يتردد في مناداته بكلمة «مغتصب»، ومع ذلك صمتوا. يحدث هذا، مع شديد الأسف، في أنحاء متفرقة من الأرض، وعندما تقع «الفأس في الرأس» يكون فات الأوان، فتسفك دماء ضحايا أبرياء، وتنهمر الدموع فتفيض أنهر الأحزان، إنما بلا نتيجة، إذ عما قليل سوف يطل نهار بعد الليل، وتمضي الحياة.
نعم، تمضي بالفعل، وهو ما يعيدني إلى السيدة المسلمة التي تسوق سيارة أجرة - يسمونها هنا «ميني كاب» - كانت توصلني، بعد ظهر الجمعة الماضي، من منطقة «إلفورد» بأقصى شرق لندن إلى بيتي، عائداً من واجب السلام على شاب عربي وصل إلى بريطانيا منذ أسبوع بعدما حصل على فرصة عمل كطبيب اختصاصي أطفال. قالت إنها أرملة ولديها طفلة في الثانية عشرة من العمر، وإن والديها غير قادرين على إعانتها، لذا يجب أن تعمل. ألا تستحق شجاعة هذه المرأة، التي لم تزل شابة، أن يُفخر بها؟ بلى، حقاً، وهو تحديداً ما قلته لها، بكل اقتناع تام وإعجاب بعزيمتها، التي تمدها بأسباب الإقدام على هكذا عمل خطر في مجتمع باتت نساء كثيرات فيه، بعد جريمة مقتل الشابة ساره إيفرارد، حذرات حتى في التعامل مع رجال الشرطة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجلاء تونس وساره بريطانيا نجلاء تونس وساره بريطانيا



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"

GMT 06:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 13:09 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان أحمد مالك يبدأ تصوير فيلم "رأس السنة"

GMT 16:35 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

مقتل 8 من عناصر "داعش" خلال ضربات جوية في العراق
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia