الوزير الشجاع إمحوتب

الوزير الشجاع إمحوتب!

الوزير الشجاع إمحوتب!

 تونس اليوم -

الوزير الشجاع إمحوتب

بقلم ـ حسن خلف الله

هالني ذلك المشهد المؤسف الذي حدث في حمام سباحة التربية والتعليم، في الجزيرة الأسبوع الماضي، وكيف كانت الدموع تنهمر من الأمهات والآباء وسط حالات الإغماءات التي تتعرض لها بناتهن أمام أعينهم، بعد إصابتهن بأزمات قلبية وصدمات وتشنجات، وذلك لمجرد نزولهن فقط لمياه هذا الحمام الباردة للغاية في هذا الشتاء، وذلك في بطولة الجمهورية للمدارس، وللأسف لا توجد سيارة إسعاف ولا مسعفون ولا أي شيء!

لقد كان قدر تلك الأسر التي جاءت مع بناتهن من مختلف محافظات مصر، رغم إرهاق السفر أملاً في المشاركة من أجل درجات الحافز الرياضي، بعد جهد وتعب وعناء فى التدريبات والاستعدادات يغمره الطموح فى التفوق، أن ينتهي بهم
المطاف إلى الهرولة حاملين بناتهن بحثًا عن أقرب مستشفى لإسعافهن!!

إذا كانت وزارة التربية والتعليم ليست على دراية بالقواعد التي يجب اتباعها في إدارة مثل هذه البطولات الرياضية، ومنها درجة حرارة المياه، فلماذا لم تتعاون مع اتحاد اللعبة؟!.. وهل لا يعلم الموظفون في الوزارة أنه من البديهيات أن تكون هناك سيارة إسعاف ومسعفون؟! وهذا أمر روتيني لن يكلفهم سوى خطاب لا يحتاج إلى طابع "دمغة" عليه!

لقد كانت تجربة قاسية على البنات وأسرهن، والمحزن فيها أن الوزارة لم تكلف نفسها على الأقل بإصدار بيان اعتذار للطالبات، ولن أقول محاسبة للمتسبب فيما حدث، ومنح كل طالبة صارعت الموت ـ دون ذنب ـ درجات الحافز الرياضي مباشرة، وأعتقد أيضًا أن الوزارة لن ترد على ما نكتبه، لأنها تعتقد أن لكل مواطن الحق فى أن يتكلم.. وأن للوزارة الحق في ألا تتكلم!

لهذا لا ينتظر أو يأمل هؤلاء المواطنون في أن يحاسب أحد بعد تلك المهزلة التي كادت تقتل بناتهن، كي لا تتكرر، كما لا يحلمون بأن يصدر وزير التعليم قرارًا يمنح البنات درجات الحافز الرياضى مباشرة، تعويضًا عن رحلة الموت التي عاشوها، بدلاً من إعادة البطولة، حيث يقال إن آخر وزير اهتم بمثل هذه الوقائع واتخذ مثل هذه القرارات.. هو الوزير الشجاع إمحوتب!

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير الشجاع إمحوتب الوزير الشجاع إمحوتب



GMT 10:53 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

GMT 08:23 2016 الأحد ,29 أيار / مايو

مسك الختام

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 23:48 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

" مريومة " من أفخم المطاعم التقليدية في الجزائر

GMT 21:11 2012 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

آزورا" سفينة سياحية بريطانية مناسبة للرحلات العائلية"

GMT 18:38 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ريماس شريف تحصد ذهبية بطولة الجمهورية للجمباز
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia