بقلم - عبدالرحمن الجماز
هل بالإمكان القول إن فرق دوري كأس الأمير محمد بن سلمان قد خيبت التوقعات بعد مضي خمس جولات؟ أم أن الأمر مازال مبكرًا لمنح أحكام قاطعة في هذه المرحلة تحديدًا، وإن من الحكمة الانتظار إلى جولات إضافية.
ومن الواضح جدًّا أن فوارق فنية كبيرة جدًّا تفصل بين الفرق المتصدرة في المراكز الثلاثة الأولى وبين بقية الفرق الأخرى، سواء المتواجدة في المناطق الدافئة أو تلك القابعة في مؤخرة الترتيب.
وأستطيع أن أقولها وبكل صراحة، إنه على عكس المتوقع لم تظهر فرق الدوري حتى الآن باستثناء ما يمكن تسميتهم "الثلاثة الكبار"، أي مستويات فنية توحي بأنها تملك الكثير لتقديمه في مستقبل الجولات المقبلة من الدوري.
صحيح أن الوقت مازال مبكرًا، ولكن كما يقول المثل المصري "الجواب باين من عنوانه". ولا أعتقد أن تلك الفرق بإمكانها تغيير معادلة الدوري وإحداث ثورة فيه تخلط حسابات المتصدرين الثلاثة، التي تذهب كل التوقعات إلى سقوط أحدهم وتعثره، وأن المنافسة ستكون مقصورة على فريقين اثنين كما جرت العادة في الدوري السعودي خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، والتي ظل فيها الهلال وحده ثابتًا والبقية متحولون.. هذه هي الحقيقية التي يصعب تجاهلها.
دخول النصر هذه المرة وظهوره على مشهد الدوري بعد سلسلة تغيرات جذرية شهدتها مفاصل الفريق، واستغلال الإدارة بشكل مثالي ورائع عملية التعاقدات الأجنبية، زاد بلا شك من إثارة الدوري بوجود المنافس الدائم الزعيم. وغير من الصورة النمطية للتنافس الذي ظل محصورًا بين الهلال والأهلي طوال المواسم الثلاثة الماضية، وهذه بلا شك نقطة إيجابية تسجل لدوري هذا الموسم، ولكنها في الوقت نفسه لا ترقى لأمنياتنا التي سبقت الانطلاقة، وكنا نحلم فيها بمشاهدة خمسة فرق على الأقل تتنافس على لقب بطولة الدوري الغالية.
قد يذهب بعضهم إلى أن تواجد النصر هذا الموسم كمنافس للهلال كافٍ بحد ذاته لجعل الموسم مثيرًا وصاخبًا للجماهير والمتابعين.
ربما يكون هذا الطرح صحيحًا، ولكنه بكل تأكيد لن يجعل الدوري مختلفًا عما سبقه من المواسم، وسيكون نسخة كربونية من مواسم 2014 و2015.. تغيرت الأسماء وبقي المشهد نفسه!
الشيء الأكيد أن ضمان استمرار الأهلي في المنافسة إلى جانب النصر والهلال سيغير بلا شك من شكل المنافسة، ويعطيها زخمًا يعوضنا على الأقل فقدان الاتحاد وغيابه عن مشهد الدوري، ولا أظنه سيفعل وهو الذي لم يبرح مكانه في المؤخرة بنقطة واحدة من مجموع 15 نقطة!.