أبشِروا

أبشِروا..

أبشِروا..

 تونس اليوم -

أبشِروا

بقلم: المهدي الحداد

أسود تشيخ وترحل وأسود تكبر وتزحف، والعرين لن يضربه الفراغ قط ولن يصيبه مكروه، لأن لديه مخالب حادة تحميه وأنياب شرسة تفترس كل من يقترب إليه.

أسود الأطلس بعمر مديد وخلف جديد وزحف شديد، وإعتزال السلف وأعمدة الفريق الوطني من الجيل الحالي، لن يؤثر على المستقبل في أمديه القريب والمتوسط، في ظل المد الجارف القادم من الأشبال والمواهب واللاعبين الشباب في مختلف بقاع العالم.

الصيف الجاري أطل بوجوه وأسماء جديدة إلتحقت بفئة الكبار للعديد من الأندية الأوروبية، وقدمت أوراق إعتمادها بقوة سواء عبر المباريات الودية أو الرسمية، وأظهرت علو كعبها رغم صغر سنها وقلة تجربتها وعدم إكتمال بنيتها الجسدية.

شمس نبيل التوايزي أشرقت ساطعة فوق قلعة مانشستير سيتي، وبدر ماتيو الكندوزي أضاء أرجاء بيت أرسنال، ونجم أيمن أزهيل يسمو في سماء بايير ليفركوزن، ونيازك نبيل عليوي وسفيان ديوب تنطلق من إمارة موناكو، وآفاق الليغا يلوح فيها أيوب بوعلام مع رديف ريال مدريد وأنور التهامي صحبة كبار بلد الوليد، ولبيض بسيلطا فيغو، وعبقار وبوسفيان في مالقا، وبنقطيب في إلتشي والخلوة بألميريا.

الأنوار إزدادت بوضوح في فرنسا مع قناديل مغربية صغيرة تنير طرق أندية كبيرة ومحترمة، ويتعلق الأمر بعز الدين توفيقي (باريس سان جيرمان)، إسماعيل عنيبة (ستراسبورغ)، ياسين بنرحو (بوردو)، هشام ماحو (نيس)، أمين طلال وفهد الخوميستي (أورليان)، بلال باري ومنير شويعر (لانس)، كريم أشهبار (غانغان)، أمين باسي (نانسي)، صابر بوكرين (إف سي باريس)، وكلهم بعقود إحترافية ومقاعد محجوزة وتنافسية تصاعدية، علما أن أكبرهم سنا لا يتجاوز 20 عاما.

البذور المغربية أينعت أيضا وأصبحت أزهارا بكل الألوان تزين حدائق الإيرديفيزي والكالشيو هذا الموسم، والحديث عن سفيان كيين (كييفو فيرونا)، حمزة الكواكبي (بولونيا)، أمين غزواني (فريزينون)، متير شجيع (كوتشينزا)، شادي أوخدا (ألبيسولا)، نوصر المزراوي (أجاكس)، عثمان بوسعيد (أوتريخت)، أمير عبد السلام (غرونينخن) والكثير من الورود الناعمة التي تُسقى من عيون دافئة، تحت أشعة العناية المركزة للمدربين والمسؤولين، وأمام أنظار المراقبة والحماية من الأنصار والمشجعين.

أكثر من 30 لاعبا مغربيا شابا إلتحقوا بفئة الكبار هذا الموسم في أكبر البطولات الأوروبية، ليحرقوا المراحل في أعمار تتراوح بين 17 و20 ربيعا، وينضموا إلى فيلق الأشبال الذي يزأر مسبقا مع أعرق الأندية، مما يجعل المشهد وكأنه لجيش مغربي فتي بأسلحة المهارة والموهبة والطموح، يسير عازما نحو غزو الساحة الكروية بالقارة العجوز، وبعده تهديد عرين الأسود بالإكتساح طولا وعرضا.

الفرسان الشبان وقادة الفريق الوطني في المستقبل، وأصحاب التجربة والرصيد الدولي، يمارسون حاليا في ملاعب شهيرة وأندية عملاقة كشالك ودورتموند وفاينورد وأجاكس وبرشلونة، وأركان عرين الغد تبدو قائمة بأعمدة حكيمي، منديل، حاريث، النصيري، أمرابط، المزراوي، كيين، الزرفاني...والذين يتجاوز سعر أصغرهم 6 ملايين أورو.

المنتخبات الوطنية من الكبار إلى الفتيان تتوفر على غزارة الإختيار وتعدد المواهب في مختلف المراكز، وهو إمتياز تُحسد عليه من طرف الجيران الأفارقة والعرب، كما يُثقلها بمسؤوليات جمة، أبرزها ضرورة ريادة القارة السمراء في قادم الإستحقاقات، والتواجد في أكبر المسابقات والمحافل الكروية خلال العقد القادم.

وهنا أتذكر ما قالاه لي العميد بنعطية والمايسترو بوصوفة حينما سألتهما بعد مباراة إسبانيا بكالينينغراد في المونديال عن إعتزالهما الدولي، فأجابا بثقة كبيرة وتفاؤل غير عادي بأنهما سيغادران العرين بإطمئنان، ويقين بأن الخلف موجود والمشعل مضمون على يد الشبان، الذين لهم القدرة والكفاءة للحضور في مونديالي 2022 و2026 تواليا، والألعاب الأولمبية 2020، والمنافسة على كل ألقاب البطولات القارية.

الفريق الوطني بخير ومستقبله الدولي سيكون أجمل وأروع وأفضل بكثير، فما تحقق مع المخضرمين شيء مميز، وما سيتحقق مع الشباب سيشكل الإستثناء وسيحطم جميع الأرقام، بشرط الإستقرار والإجتهاد والإلتزام بالإستراتيجيات الموضوعة، والصبر والمساندة والإستبشار.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبشِروا أبشِروا



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 12:18 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

فريق لكل وزير

GMT 12:16 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

توجه فرنسي بالوداد

GMT 12:29 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

صفات حكام كرة القدم

GMT 12:27 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الشيخ المُستفز

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 23:54 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

خالد آل معمر يؤكد أنه لا يطلب ود "الأهلاويين"

GMT 20:02 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

فيلم "كريم بلقاسم" لأحمد راشدي يعرض في الجزائر

GMT 19:22 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

بيومي فؤاد مهندس زراعي في مسرحية "أنا وهو وهو" من تياترو مصر

GMT 13:42 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

اتجاهات عالم الديكور الجديد في ألوان دهانات الحوائط 2021

GMT 18:07 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

محمد فؤاد يطرح بوستر ألبومه الجديد "سلام"

GMT 04:02 2019 الأحد ,14 إبريل / نيسان

بريشة : هاني مظهر

GMT 01:52 2015 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" الأميركيّة تطلق أول سيارة دفع رباعي كهربائية

GMT 04:40 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

مارك هانت يصف بروك ليسنر بـ "القمامة"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia