الإعلام والساحرة المستديرة

الإعلام والساحرة المستديرة

الإعلام والساحرة المستديرة

 تونس اليوم -

الإعلام والساحرة المستديرة

بقلم ـ خالد عبد العزيز

تتحدث وسائل الإعلام الرياضي كثيراً عن الساحرة المستديرة ويتبادر للناس فوراً أن كرة القدم هي الساحرة المستديرة من أن أيضاً كرة اليد مستديرة وكرة الاسكواش مستديرة ولكن ليست كل الكرات ساحرة..

ويبدو أن كرة القدم سحرت عيون وعقول المصريين منذ عقود طويلة وجعلت معظمهم لا يتابعون سواها ولا يستمتعون بغيرها وبالتالي يتابعها الإعلام بشكل كبير لأن الإعلام في النهاية يهتم بما يهتم به جموع الناس أو معظمهم وينشغل بما ينشغلون به بغض النظر عن رأي البعض الآخر في أهمية هذا الأمر.

ونحن لدينا ثلاثة منتخبات مصرية في الوقت الحالي تأثرت بهذا السحر تأثرت بهذا السحر تأثراً متفاوتاً وتأثر به اللاعبون أعضاء هذه المنتخبات بالتالي سلباً وإيجاباً وكان ذلك واضحاً في لقائي معهم على مدار الأيام السابقة.

منتخب مصري فاز ببطولة كأس العالم وهو صاحب التصنيف الأول عالمياً بدون منازع وهو منتخب مصر الأول لسيدات الاسكواش المكون من نور الشربيني ورنيم الوليلي ونوران جوهر وأمنية عبد القوي تحت قيادة المدير الفني عمرو شبانة حقق إنجازاً تاريخياً بالفوز ببطولة كأس العالم التي أقيمت في فرنسا الأسبوع الماضي بعد تغلبه في المباراة النهائية على منتخب إنجلترا 2/1 وكان قد حقق الفوز على كل من أميركا وفرنسا في دور الثمانية والدور قبل النهائي وتشعر لاعبات هذا المنتخب ببعض التجاهل الإعلامي رغم اعترافهن بأن الحال أفضل كثيراً مما سبق.

ومنتخب مصري تأهل لنهائيات بطولة كأس العالم وهو دائم التأهل لتلك البطولة وهو المنتخب الوطني الأول لكرة اليد الذي يخوض منافسات كأس العالم في شهر يناير المقبل في فرنسا ويستهل مبارياته بلقاء قوي مع منتخب قطر يوم 13 في مجموعة تضم المنتخبين والدنمارك والسويد والأرجنتين والبحرين ويستعد الآن هذا المنتخب في معسكرات داخلية وخارجية في كل من تونس ولاتفيا والدنمارك وقد اشتكى لي لاعبو المنتخب بعدم الاهتمام الإعلامي بالشكل الكافي الذي يرفع حالتهم المعنوية أثناء فترة الاستعداد رغم انهم سيخوضون المنافسات بعد حوالي شهر فقط من الآن.

منتخب مصري يخوض حالياً بنجاح مرحلة التصفيات النهائية لبطولة كأس العالم مع كل من غانا والكونغو وأوغندا وقد تجاوز أول خطوتين بفضل الله بفوزين كبيرين وهو المنتخب الوطني الأول لكرة القدم والذي لم يتأهل إلى كأس العالم منذ عام 1990 وتأهل أيضا لبطولة الأمم الأفريقية في الجابون الشهر القادم بعد غياب استمر 7 سنوات عن هذه البطولة المفضلة لدى المصريين.

والغريب في الأمر أن المسئولين عن هذا المنتخب يشتكون من شدة الاهتمام الإعلامي بالفريق ورغبة بعض السادة الإعلاميين في التعرف على كل صغيرة وكبيرة والتواجد مع الفريق في تدريباته ومعسكراته ومبارياته الأمر الذي ربما يعتبره البعض شئنا غير مرغوب فيه ويؤثر سلبياً على تركيز اللاعبين والأجهزة الفنية المصاحبة.

يبقى السؤال لماذا هي كرة القدم؟ هل لأنها الأقدم ممارسة في مصر قبل كرة اليد والاسكواش؟ أم لأن المنتخب يتكون من 11 لاعباً وليس 7 لاعبين فقط أو لعبة فردية؟ أم لأن أرض ملعب كرة القدم هي الأكبر ومن الممكن أن يشاهد المباراة عدد يصل أحياناً إلى مائة ألف متفرج؟ أم لأن المتابعين يعرفون كل كبيرة وصغيرة عن قوانينها وطرق لعبها؟ أم لأنه من السهل ممارستها حتى في الشارع؟ أم لأن كرة القدم نفسها هي الأكبر وبالتالي هي الأكثر سحراً؟ أسئلة كثيرة ولكن حقيقة واحدة في النهاية أن الساحرة المستديرة هي كرة القدم.

الاهتمام الإعلامي أحد عوامل التأثير على أداء المنتخبات في البطولات الدولية الكبرى في كل دول العالم ولابد من التعامل في هذه الأوقات بميزان الذهب الحساس.. ونستطيع أن نجزم أن الإعلام المصري لديه من الخبرات والوسائل وقوة التأثير ما يساعد بشكل إيجابي حقيقي على أداء المنتخبات المصرية خصوصا عندما يؤهل لذلك الرأي العام الشعبي.

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام والساحرة المستديرة الإعلام والساحرة المستديرة



GMT 16:41 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

قانون الهيئات الشبابية

GMT 15:09 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الدعم المالي والبطولات

GMT 17:17 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

عهد رياضى جديد

GMT 09:22 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

منتدى شباب العالم

GMT 12:44 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلى وكل هؤلاء يدفعون الثمن

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 10:55 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

الإصابة تحرم منتخب سورية من نجم الأهلي

GMT 03:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوروبا تعود إلى السودان من باب النفط والذهب!

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia