حين نطق البوشحاتي

حين نطق البوشحاتي

حين نطق البوشحاتي

 تونس اليوم -

حين نطق البوشحاتي

بقلم : منعم بلمقدم

ما فعله نور الدين بوشحاتي النائب الثاني  لفوزي لقجع يوم اجتماع المكتب الجامعي هو عين العقل وجوهر الصواب، هو الاختلاف الرحيم الذي لا يفسد للود قضية وليس خلافا كما يراه البعض.

ولأنه في الاختلاف رحمة، فقد صمت بوشحاتي دهرا ونطق جهرا وفي حضرة اجتماع كثر فيه الضجيج الإيجابي وانطلقت فيه زفرات الحضور دهشة مما قاله إبن الحسيمة لأن من تحدث وقال كل الذي قاله ليس أي كان وإنما نائب الرئيس.

تخلي بوشحاتي عن صمته، توجه بجرأة كبيرة لصوب فوزي لقجع ليدلي بدلوه ويلقي لوما وعتابا شديدين على مقاربة اعتماد الرأي الواحد وتهميش من قال بشأنهم نور الدين أنهم من صنعوا ملحمة لائحة المكتب الجامعي الحالي وخص بالذكر نفسه وبودريقة ثم أبرون، هو المظهر الإيجابي لما ينبغي أن تكون عليه اجتماعات المكتب الجامعي كي لا تنتهي سلبية تبدأ بالتصفيق وتنتهي بالتأمين على كلام وقرارات كبير القوم.

بوشحاتي وهو يدعو لعقد جمع عام استثنائي للجامعة لانتخاب وجوه جديدة تحل محل تلك التي وضعت بالثلاجة وتم تجميد أضلعها ودورها وهو واحد منهم، يكون قد احترم هياكل المؤسسة وطالب بتقنين إطارها، لأنه لا يعقل أن يبحر السيد فوزي لقجع بسفينته ويمخر عباب القارة السمراء بالطول والعرض ويحقق مكاسب فردية وجماعية دون أن تحفظ للجهاز حرمته.

فحين ألقى رئيس الحسيمة السابق بقنبلة الجمع الاستثنائي، فهو لم يقدم بذلك على محاولة انتحارية ولا هي ثورة وحراك نقله من منطقته لرحاب حي الرياض، فقد ما تحسب له النقطة والجرأة وتبني الطرح بإقدام وشجاعة.

أن يكون لنا رئيس جامعة بكاريزما وبراغماتية لا نقاش بشأنهما، وأن تحقق الجامعة على عهده نقلات ومكاسب وطفرات، فهذا أمر محمود لا يتعارض مع ما قاله بوشحاتي، بل يضيف لكلام نور الدين الشرعية كاملة لأن الرجل يريد أن يصون هيبة المؤسسة.

ليس معنى الجمع العام الاستثنائي الإنقلاب على لقجع، وليس معناه سحب السجاد من تحت أقدام أعضاء مكتبه، بل لإعلان رحيل بوشحاتي وبودريقة وغيرهم ممن لم يعد لهم مكان في الإعراب ولا محل لهم من النحو والشكل بطريقة قانونية، وانتخاب من يحل مكانهم ويضمن للجان القضائية والانتخابية التي لم تر النور بعد أرضية اشتغال بشكل قانوني يجعل من الجامعة مرجعا لبقية فرق البطولة لا نشازا.

ما قاله بوشحاتي أيضا وهو يلوم من ساروا بمركب القرارات أو همسوا للرئيس كي يغير مجرى النهر ويتحدى من يملك ملفات ضده بفتحها، راق لقجع ولم يغضبه لأن الرجل جبل على ثقافة الحوار والأخذ والرد وتطبع على فلسفة احترام مواقف الآخرين متى اتسمت بالجرأة ولم تكن بالبلادة المستفزة.

الآن وقد خرج نائب رئيس الجامعة والمجرد من لجنة المنتخبات وحقيبة تقنية كان لها دور كبير في المرحلة السابقة، ومن لعب دورا كبيرا في ملف "الطاس" وحكاية "إيبولا" وعقوبات حياتو الشهيرة عن صمته، ما بوسع رئيس الجهاز أن يفعل وهو المقبل على أوراش ومؤتمرات ومناظرات على قدر كبير من الأهمية والثقل؟ وما بوسعه أن يفعل ويرد على رسالة رفيق الطريق؟

في مطلق الأحوال، بوشحاتي رد على من اعتقدوا أنه بلا لسان، أو أنه خنع وخضع لأمر التجميد والاكتفاء بدور الكومبارس على الهامش.

ما فعله بوشحاتي فيه إفادة كبيرة لدمقرطة جهاز الجامعة ولإعمال مقاربة البوليميك الإيجابي مستقبلا وتأكيد لمقولة "دوز على الواد الهرهوري لا دوز على الواد السكوتي"، وإثارة إيجابية لثقافة الاختلاف.

 

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين نطق البوشحاتي حين نطق البوشحاتي



GMT 20:41 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 13:29 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مهلا يا رونار

GMT 16:21 2019 الأحد ,17 آذار/ مارس

أسد يهدد عرش الفرعون

GMT 10:57 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

الاتحاد «بخروه» من «العين» القاتلة

GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia