القطاع السياحي يسجل انتعاشة رغم الصعوبات في توزر التونسية

أعرب عدد من مهنيي قطاع السياحة في ولاية توزر، عن تذمرهم من مشاكل القطاع التي تفاقمت جراء أزمة كورونا، هذه الأزمة التي مست موارد رزق العديد من العائلات العاملة في المجال السياحي وفي هذا السياق، كان  اليوم ، لقاء مع رئيس جمعية العربات السياحية بتوزر محمد الصالح العكوري، تحدث فيه عن مشاكل العربات السياحية قائلا" رغم ما تقدم هذه العربات من إضافة إيجابية لقطاع السياحة بالجهة، يعاني أصحابها اليوم من عدة مشاكل، نتجت عن الوضع الصحي المتردي يوما بعد يوم بسب الوباء اللعين وكذلك غياب دعم الدولة". وبصوت تغلب عليه الحرقة، تساءل "أريد أن أفهم فقط لماذا توفر الدولة دعما للمهرجانات والتظاهرات الرياضية ولا تعير اهتماما بمورد رزق العديد من العائلات التي يعيلها صاحب عربة سياحية مجرورة بحصان يجوب شوارع توزر بحثا عن سائح قد يجده وقد لايجده في كثير من الأحيان ويمني نفسه في كل يوم بدعم ولو بسيط من الدولة يمكنه من توفير قوت يومه في انتظار عودة الحياة وتجاوز الأزمة.." وتابع" نحن نطالب وبالحاح شديد السلط المعنية، بإدراج الـ109 عربة ضمن المسلك السياحي في توزر وتمكين أصحابها من منح ظرفية لمجابهة أزمة القطاع السياحي بسبب جائحة الكوفيد التي لاتزال آثارها قائمة إلى اليوم رغم بداية الإنفراج". واستنكر ناجي عمارة صاحب عربة سياحية يمتهن هذا العمل منذ بداية التسعينات، امتناع وزارة السياحة عن دعم أصحاب العربات السياحية المجرورة بالخيول "مع أنها ركيزة من ركائز السياحة في الجهة ورغم الاتصال بالمسؤولين ومحاولة الاستفسار عن أسباب حجب الدعم فان الوضع بقي على حاله" حسب قوله. وفي جانب آخر من معاناة أهل القطاع، كان لـ(وات) حديث مع منسق الجامعة الجهوية لوكالات الاسفار بالجنوب الغربي توزر/ قفصة الصحبي كريب، أشار فيه، إلى أن "قطاع وكالات الأسفار يعاني من أزمة مالية حادة ومشاكل هيكلية تتمثل في عدم ايفاء وكالات الأسفار بوعودها تجاه الصناديق الاجتماعية ومصالح الاداءات وتسببت حائحة الكورونا في تفاقم الأزمة بعد غلق المجالين الجوي والبحري " وقال الصحبي كريب، " لقد أجبرت وكالات الأسفار على التخلي عن السيارات رباعية الدفع التي كان عددها يقدر بحوالي 600 سيارة في ولاية توزر وبيعها في محاولة منها تجاوز الأزمة المالية وجدولة ديونها لتصبح اليوم هذه السيارات في حدود الـ80 سيارة وهو ما أحدث أزمة عميقة في مجال السياحة الصحراوية بالجهة"

وعاب المسؤول في هذا السياق على السلط المعنية،عدم التدخل لايجاد حلول جذرية لصعوبات قطاع السياحة بالولاية "رغم أهميته على مستوى محلي ووطني" حسب تقديره .
واقترح الصحبي كريب بعض الحلول تمثلت خاصة في ضرورة التفكير في إعداد مخطط شامل لمشاكل القطاع و مزيد دعم النقل الجوي من خلال ربط مطار توزر/ نفطة بكل العواصم الأوروبية واعتماد أسعار تفاضلية تسمح باختيار مدينة توزر كوجهة سياحية.
ومن جانبه،اعتبر ياسين الغربي صاحب محل تجاري لبيع المنتوجات التقليدية في مدينة توزر أن كل مكونات القطاع السياحي بتوزر (المنتوجات التقليدية والعربات السياحية ووكالات الأسفار والوحدات الفندقية) هي حلقات متماسكة ومترابطة وكل خلل في أحدى هذه المكونات يمكن أن يؤثر سلبا على مختلف مكونات القطاع. وأضاف أن مشاكل القطاع السياحي تتعلق أيضا بصعوبة ترويج المنتوجات التقليدية في ظل غياب الزائرين للجهة جراء جائحة الكورونا والحجر الصحي ولفت إلى أن أغلب المنتوجات التي تميز الجهة تكاد تندثر على غرار "المرقوم والقفة والحرام التوزري" نظرا لعدم استمرار التكوين المهني في قطاع النسيج والمنتوجات التقليدية في الجهة.
ومن جهته، بين المندوب الجهوي للسياحة بتوزر/ قفصة ياسر صوف في تصريح لـ(وات)، أن القطاع السياحي قد شهد خلال الجائحة صعوبات كبيرة وقد عاضدت الدولة العملة في القطاع السياحي ووكالات الاسفار وحرفيي الصناعات التقليدية وأصحاب المؤسسات للمحافظة على ديمومة القطاع بجملة من الاجراءات تمثلت في منح مالية للعملة ومساعدات على مستوى التغطية الاجتماعية والضرائب والقروض الميسرة من البنوك التونسية بهدف تخفيف الأزمة. وذكر أنه تم اقرار المنح الظرفية لفائدة أصحاب العربات السياحية في انتظار استكمال بعض الاجراءات الإدارية . وأكد أن اشكاليات وكالات الأسفار تتداخل فيها مجموعة من الوزرات وهي بصدد الدراسة لتتمكن الوكالات من تجديد أسطول السيارات رباعية الدفع والتمتع بجملة من الامتيازات. وأوضح أن القطاع السياحي يشهد تحسنا كبيرا هذه الأيام خاصة في بداية موسم السياحة الصحراوية والواحية، حيث تقام بالجهة خلال هذه الفترة جملة من الأنشطة الثقافية والرياضية المتنوعة وذلك إلى حدود شهر أفريل 2022 ستساهم في تنشيط جل المجالات ذات العلاقة . وذكر ياسر صوف، أنه الى حدود شهر سبتمبر 2021 بلغ عدد الوافدين على الوحدات السياحية حوالي 55 ألف زائر قضوا حوالي 67 ألف ليلة كما بغلت نسبة الايواء في كل الوحدات السياحية حاليا الطاقة القصوى بنسبة 50 بالمائة تماشيا مع الالتزام بالبروتوكول الصحي في البلاد التونسية.

قد يهمك ايضا 

تأجيل إغلاق مطار توزر نفطة الدولي إلى بداية إبريل/ نيسان

غلق مطار توزر نفطة الدولي ابتداء من مارس المقبل