الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب

الأنوار والزينات تضىء شوارع دمشق
دمشق ـ العرب اليوم

عادت الأنوار والزينات لتضىء شوارع دمشق وأسواقها القديمة ابتهاجًا بحلول الشهر الكريم وإيمانا باستمرارية الحياة التي لم تستطع خمس سنوات من الحرب الدامية أن تلغيها.

ويرى المتجول في حارات دمشق وﻻ سيما القديمة منها الآيات القرآنية والزينات تضىء الشوارع ويشاهد المظاهر الرمضانية منتشرة في كل أرجاء هذه المدينة الجميلة.

ويعد من أجمل الأماكن التي تحتفل بقدوم الشهر الكريم منطقة الجزماتية في الميدان حيث تسمع فيها  الأناشيد الدينية مترافقة مع أصوات الباعة وروائح المأكوﻻت الشهية من الكبة بأشكالها المختلفة والفريكة والسجقات، وﻻيمكن إﻻ أن يستوقف المتجول فيها رائحة الحلويات الدمشقية التي تنتشر في رمضان كالنهش المحشو  بالقشطة والقطر والنمورة والمدلوقة والنابلسية.

وذكر أحد الباحثين في التراث الدمشقي أحمد العلبي أن أهالي دمشق لطالما كانوا يحتفون بقدوم رمضان بطريقتهم الخاصة ورغم كل ما حدث لم تتغير هذه العادات بل أصبحت تمارس ولكن بشكل يتناسب مع الوضع الراهن والغلاء. حيث يطلق الدمشقيون على العشر الأُوَل من شهر رمضان "المرق" لانهماك الناس بطعام رمضان وموائده المتنوعة، حيث تهتم الأسرة الدمشقية بتقديم ما لذَّ وطاب من أصناف وألوان الطعام والمرطبات كالخشافات المصنوعة من قمر الدين والزبيب، بالإضافة إلى المقبلات التي تشمل الفتّات بأنواعها.

أما العَشر الوُسْطَى من شهر رمضان فتسمّى "الخِرَق"، أي لشراء ثياب وكسوة العيد ولوازمه، وهنا بات أغلب الناس يلجأون إلى الأسواق الشعبية لشراء الملابس التي تتناسب أسعارها مع دخولهم.

أما العَشر الأواخر من شهر رمضان فيسمونها "صر الورق" حيث تنهمك النسوة بإعداد حلوى العيد.

وارتبطت مجموعة من الحلويات الدمشقية بشهر رمضان مثل الناعم الذي يصنع من العجين المائع، ويضع صانعه صاجًا من النحاس على نار ليّنة، ويطيّنه بذلك العجين حتى إذا جمد العجين على الصاج ينشرونه حتى يجف، ثم يقلونه بالزيت ويرشّون على وجهه مغليّ الدبس على شكل خيوط متداخلة.

كما تشتهر مدينة دمشق في رمضان بانتشار بائعي السوس والتمر الهندي والتوت الشامي على أرصفتها وهم يرتدون الثياب التراثية، وينادون على مشروباتهم لا بأصواتهم بل بكؤوس نحاسية تبعث صوتًا يعرفه الصائم جيدًا.

ومن العادات التي انتشرت في دمشق خلال سنوات الحرب لتخفيف معاناة الفقراء والنازحين هي تخصيص الشباب المتطوع وقت قبل الإفطار لطهي وإعداد وجبات طعام يتم توزيعها على الأسر المحتاجة ومراكز الإيواء والعائلات النازحة، حيث يتم حصر العائلات بالأرقام وتحديد كيفية توزيعها.

ومع تحسن الأوضاع الأمنية في دمشق بشكل نسبي عن السنوات السابقة عادت المقاهي والأسواق تكتظ بالزائرين بعد الإفطار فأصبحت الحركة فيها طبيعية تقريبًا رغم ما يسمعه الدمشقيون من تهديدات متواصلة لمدينتهم .

وتبقى دعوات الدمشقيين التي تلهج بها ألسنتهم في المساجد التي امتلأت بهم في صلاة التراويح أن يعود الأمن والأمان إلى بلادهم ويكون رمضان في السنة المقبلة أفضل حالًا ويعود إليهم السلام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب الدمشقيون يصرون على صناعة الفرح في رمضان رغم قساوة الحرب



GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia