الجدل يسود الصورة بشأن مواقف القوات اللبنانية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الجدل يسود الصورة بشأن مواقف "القوات اللبنانية"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الجدل يسود الصورة بشأن مواقف "القوات اللبنانية"

"القوات اللبنانية"
بيروت - العرب اليوم

يتواصل النزاع بين "القوات اللبنانية" و"حزب الله"، حيث تقاطع الطرفان في ملفات عدة بعيدًا من الخلاف السياسي والنظرة الإستراتيجية، وبخاصة في ظلّ جلوس ممثلي الحزبين معًا إلى طاولة مجلس الوزراء، في حين طغت على العلاقة بين الطرفين، أخيرًا، رسائلُ وِدّ وتبادل سلامات ومشاورات لمنع "الخصام" التام، ولذلك راهن كثيرون على أنّ مكافحة الفساد التي تبناها "الحزب" بزخمٍ في المرحلة الراهنة ستكون "صلة وصلٍ وتقاربٍ" بين الفريقين.

وعلى رغم أنّ حزب "القوات اللبنانية" ينتمي إلى شريحة واسعة من اللبنانيين تؤمن بأنّ الدولة لا تكتمل شكلًا وفق أسس الدول الحديثة والوطن لا يُبنى في ظلّ وجود "هيمنة السلاح، إلّا أنّ "القوات" ومن ضمن سياسة ربط النزاع مع "الحزب" لم تمانع التقاطع معه في ملفات اقتصادية وشؤون إنمائية واجتماعية.

حرب "الحزب" على الفساد انطلقت من ملف قديمٍ ـ متجدّد يطاول الرئيس فؤاد السنيورة وبالتالي فريق الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله الرئيس سعد الحريري حليف "القوات" منذ 2005، وعلى الرغم من أنّ القوات تتعامل مع ملفات الفساد "عالقطعة" إلّا أن لها رؤية واحدة لهذا التعامل، تسري على ملف الـ11 مليار دولار حيث يدور نزاع بين "الحزب" والسنيورة، مثلما تسري على كل الملفات، فـ"القوات" لا تتعامل في موضوع الفساد على قاعدة أنّ هناك تحالفات ثابتة سبق أن أجرتها، بل تنطلق في هذا الموضوع من إمكانية التقاطع "عالقطعة" مع أيِّ طرف سياسي لديه الاستعداد نفسه الذي لديها، أي التزام مفاهيم ومقاييس ورؤية معينة لطريقة مقاربة بناء الدولة وإدارتها. فهي تعتبر أنّ مكافحة الفساد ليست فتح ملف بل هي رؤية ونظرة وتطبيق سياسي والتزام الدستور والقوانين والشفافية، فهي نهج وثقافة وليست "تصريحًا".

أقرا ايضًا:

جعجع يأسف لعدم تطرق بيان الحكومة لسلاح "حزب الله"

وستفتح "القوات" يديها لأيِّ طرف تلتقي معه على هذا المفهوم لـ"محاربة الفساد" ولا تنظر إلى حليف دائم إن ثبت عليه فساد ولا متهمًا ثابتًا فقط لأنه ليس حليفًا، وعلى سبيل المثال، في الجلسة الثانية لمجلس الوزراء تقاطع موقف "القوات" مع موقف "التيار الوطني الحر" حول بند الدرجات الست للأساتذة الثانويين، على رغم الخلاف مع "التيار" على كثير من المواضيع، ولم تتقاطع مع "حزب الله" في موقفه من هذا الملف، فهو صوّت مؤيّدًا إعطاء هذه الدرجات، فيما "القوات" و"التيار" صوّتا ضدها.

فبالنسبة إلى "القوات" أنّ مَن يريد مكافحة الفساد عليه أن يكون منسجمًا مع نفسه، ولا يُصوّت مع قرار من هذا النوع، وذلك على مستويين:

ـ الأول، هذا القرار مخالف لرأي مجلس الخدمة المدنية ومجلس شورى الدولة، فكيف نقبل إقراره؟

ـ الثاني، الجميع متفقون على أنّ حالة الدولة كارثية على المستوى الاقتصادي وإقرار سلسلة الرتب والرواتب بالنحو الذي تمّ لم يكن صائبًا، فكيف تُحمّل الخزينة أعباءً وتكاليفَ وأثمانًا إضافية ليست في مكانها؟

وبعد أن انطلق "حزب الله" في هذه الحرب بإطلاق الرصاصة الأولى على السنيورة في ملف قديم سبق أن أُثير بنحوٍ واسع وعلني من خلال كتاب "الإبراء المستحيل" الذي نشره "التيار الوطني الحر" في 2013 وردت كتلة "المستقبل" عليه بكتاب "الافتراء في كتاب الإبراء"، يرى البعض أنّ ذلك يشير إلى أنّ "حزب الله" يستغلّ "مكافحة الفساد" لتحميل الحريري والقريبين منه مسؤولية ما آلت إليه حالُ الدولة، خصوصًا أنه سبق لأكثر من مسؤول في الحزب أن اعترف أنه لن يفضح حلفاءه إن ثبت تورّطُهم في ملف فساد، بل سيطرحون الأمر معه بعيدًا من الإعلام.

أمّا "القوات" فحين يتبيّن لها ثغرة لدى أيّ فريق وضرورة لمحاسبة أحدهم فلن تتردّد في الموافقة على ذلك، و"لكن من دون أن تكون مسيّسة وأن لا تُفتح ملفات لغايات واستعراضات إعلامية، بل أن يكون الهدف من فتح الملفات تحقيق الغايات المرجوّة".

وعلى صعيد الملف الذي فُتح للسنيورة تشير "القوات" إلى أنه "سبق أن فُتح، وهناك تيار بذل كل جهده ليواجهه في هذا الملف ولم ينجح أو يصل إلى أيّ مكان، فما الجدوى من فتحه مجددًا ولا أفق له".

وعلى رغم أنّ "القوات" ستلاحق هذا الملف وستدقق في الأوراق والمستندات التي تطرحها وتكشفها الجهتان، ترى "أنّ ردّ السنيورة، شكلًا وفي الوقائع، مفنّدًا التفاصيل بحِرَفيّة تامة وإلمام كبير، أجهض أيَّ محاولة لإعادة فتح ملفات في غير مكانها".

المعركة الأولى لـ"الحزب" في حرب الفساد لم يكسب فيها "القوات" إلى جانبه، كذلك "القرار المالي" لمجلس الوزراء الذي يأتي ضمن سياسة وقف الهدر وتخفيض نفقات الدولة في ظلّ الظروف الراهنة فرّق المتقاربَين حديثًا، بل بدا وكأنّ تصويت "الحزب" على الدرجات الست للأساتذة الثانويين يناقض توجّهه لوقف الهدر والفساد، و"القوات" لن تلتقي معه أو مع أيّ فريق آخر، إلّا على تقاطع واحد في هذا المسار هو رؤيتها لمفهوم الفساد".

وقد يهمك أيضًا:

"القوات اللبنانية" يؤكد أن الحكومة ليست شركة والوزير ليس موظفًا

مسؤول أميركي يكشف أن إدارة ترمب تُعدّ لعقوبات جديدة ضد "حزب الله"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجدل يسود الصورة بشأن مواقف القوات اللبنانية الجدل يسود الصورة بشأن مواقف القوات اللبنانية



GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا

GMT 21:19 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة الطليعة" تعاقب اللاعبين بعد تدهور النتائج"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia