ارتباك يهدد بإعادة شبح الحرب مع اقتراب تنفيذ اتفّاق إدلب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ارتباك يهدد بإعادة شبح الحرب مع اقتراب تنفيذ اتفّاق إدلب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ارتباك يهدد بإعادة شبح الحرب مع اقتراب تنفيذ اتفّاق إدلب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
دمشق - العرب اليوم

 يسود ارتباك في صفوف الفصائل المعارضة إزاء آلية تطبيق الاتفاق الروسي التركي وإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها في شمال غرب سورية,مع خشيتها من محاولات لقضم مناطق سيطرتها تدريجيًا.

ويبدو أنه بعدما رحبّت غالبية الفصائل السورية غير الجهادية ,بمضمون الاتفاق الذي جنّب لإدلب هجومًا واسعًا لوحت به دمشق على مدى أسابيع، مبدية في الوقت ذاته "عدم ثقتها" بروسيا، سارع بعضها في اليومين الأخيرين إلى إعلان رفضه بنودًا عدة تضمنها الاتفاق، وطلب توضيحات من الداعم التركي.

وينص الاتفاق وفق ما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إثر لقائه نظيره التركي رجب طيب اردوغان في سوتشي في 17 أيلول/ سبتمبر، على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومترًا على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل.

التواجد الروسي يثير الريبة!

وتجلت حالة الإرباك في صفوف المعارضة بعدما نفت الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من أنقرة، التي تأسست منذ شهرين وتضم غالبية الفصائل غير الجهادية في المنطقة، أنباء عن بدء سحب السلاح الثقيل تنفيذاً للاتفاق. وأكدت رفضها لأي تواجد روسي في المنطقة المنزوعة السلاح المرتقبة. ويقرّ الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى لوكالة فرانس برس أن "بعض النقاط لا تزال موضع خلاف وثمة جدال بشأن تفسيرها".
و يتوجب على الفصائل كافة سحب سلاحها الثقيل من المنطقة المنزوعة السلاح بحلول العاشر من الشهر الحالي، على أن ينسحب الجهاديون تمامًا منها بحلول منتصف الشهر. وتتولى القوات التركية والشرطة الروسية الإشراف على هذه المنطقة.

وكان بعد أسبوعين من إعلان الاتفاق، لا تزال آلية تطبيقه غير واضحة تقنيًا, وتعقد تركيا اجتماعات مع الروس من جهة ومع الفصائل من جهة ثانية لتوضيح النقاط الغامضة.

ويقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر ,إن الاتفاق "غامض عمومًا ولا يتضمن الكثير من التفاصيل العملية"، بخاصة بشأن كيفية تنفيذه. ويوضح أنه "لم يتبلور أي تصور واضح بشأن تنفيذ الاتفاق لدى الفصائل المعارضة إلا في الأيام الماضية بعد محادثات تقنية عقدت بين الطرفين التركي والروسي ولقاءات بين الأتراك والفصائل".

ويشير سيف الرعد المتحدث الاعلامي باسم فيلق الشام، أحد أكبر مكونات الجبهة الوطنية للتحرير، أنه "يتم التنسيق مع الضامن التركي لمتابعة الاتفاق وطرق تطبيقه بما يضمن مصلحة المناطق المحررة".

هواجس التقسيم الجغرافي

وتتمحور هواجس الفصائل كذلك في رفضها أن تقتصر المنطقة العازلة جغرافيًا على مناطق سيطرتها فحسب من دون مناطق سيطرة النظام السوري. وأبدى فصيل "جيش العزة"، الناشط في ريف حماة الشمالي المحاذي لإدلب، رفضه السبت لأن "تكون المنطقة العازلة فقط من جانبنا" مطالبًا بأن تكون "مناصفة"، أي أن تشمل مناطق تحت سيطرة قوات النظام. وقال قائده الرائد جميل الصالح  "نحن ضد هذا الاتفاق الذي يقضم المناطق المحررة ويعمل على إعادة تعويم بشار الأسد".
ولم يحدد الاتفاق المعلن بالتفصيل حدود المنطقة العازلة. واكتفى بالقول إنها تقع على "خطوط التماس" بين النظام والمعارضة، الواقعة عملياً على الحدود الإدارية بين إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة، وهي ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي.

وتشكل إدلب ومحيطها منطقة خفض التصعيد الأخيرة الصامدة في سورية، بموجب محادثات استانا بين روسيا وايران، حليفتي الحكومة السورية، وتركيا الداعمة للفصائل. ورغم أن الاتفاق المعلن يتحدث عن دوريات للأتراك والروس في المنطقة العازلة، إلا أن الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر استبعد ,حدوث ذلك عند تنفيذ الاتفاق "مع وجود بعض الفصائل والمجموعات الجهادية التي قد تستهدف أي وجود أجنبي ولو كان تركيًا".

وتبقى هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا"عمليًا العقبة الأبرز أمام تنفيذ الاتفاق الروسي التركي.

ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي من الهيئة التي أعربت سابقًا عن رفضها "المساومة" على السلاح، معتبرة الأمر "خطا أحمر". وأعلن تنظيم حراس الدين المرتبط بتنظيم القاعدة قبل أكثر من أسبوع في بيان جرى تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي رفضه "لهذه المؤامرات وهذه الخطوات كلها".

ي.ب/ ع.غ (أ ف ب)

تعتبر محافظة إدلب في شمال غربي سورية آخر المعاقل الرئيسية لفصائل المعارضة، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة فهي من جهة محاذية لتركيا الداعمة للمعارضة، ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية. كما أن مدينة إدلب "مركز المحافظة" لا تبعد عن طريق حلب - دمشق الدولي سوى 20 كليومترًا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتباك يهدد بإعادة شبح الحرب مع اقتراب تنفيذ اتفّاق إدلب ارتباك يهدد بإعادة شبح الحرب مع اقتراب تنفيذ اتفّاق إدلب



GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"

GMT 06:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 13:09 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان أحمد مالك يبدأ تصوير فيلم "رأس السنة"

GMT 16:35 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

مقتل 8 من عناصر "داعش" خلال ضربات جوية في العراق
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia