أمينة بغداد تريد إعادة بناء مدينتها وتوأمتها مع باريس
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أمينة بغداد تريد إعادة بناء مدينتها وتوأمتها مع باريس

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أمينة بغداد تريد إعادة بناء مدينتها وتوأمتها مع باريس

يثير مرور أمينة بغداد في شارع الرشيد مشاعر متناقضة
باريس ـ العرب اليوم

تضع أمينة بغداد ذكرى علوش نصب عينيها هدف إعادة إعمار مدينتها التي عانت على مدى سنوات الإهمال والحرب، وتوأمتها مع باريس، العاصمة الأخرى التي تديرها امرأة.

لا شك أن المهمة كبيرة، وتقول علوش (60 عاماً) إنها تعطي نفسها 10 سنوات لتنشيط العاصمة السابقة للخلافة العباسية، وتصب تركيزها على إعادة تأهيل البنى التحتية، وترميم المعالم التراثية، لكن مسألة إيجاد التمويل تقع على عاتقها.

داخل مكتبها الضخم في وسط المدينة تقول المرأة الوحيدة التي ترأس بلدية عاصمة عربية: «عندما استلمت منصبي عام 2015 كانت البلدية مفلسة، ولا يوجد دينار واحد، وقيل لي إن عليّ أن أدبر التمويل بنفسي».

ويأتي التمويل من ضرائب مختلفة وغرامات واستثمارات خاصة، ومن المتوقع أيضاً أن تزداد الإيرادات بفضل قانون جديد سيحول إلى البلدية بعض الضرائب التي تجمعها حتى الآن وزارة المالية.

وتوضح علوش أن «ميزانيتنا تبلغ 110 مليارات دينار عراقي (90 مليون دولار)، لكننا نحتاج ضعف ذلك لتشغيل الخدمات الأساسية بشكل صحيح»، مؤكدة أنها «على الطريق الصحيح».

وليست المهمة سهلة في مدينة تمتد على مساحة 900 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها 7.2 ملايين نسمة حالياً، في مقابل خمسة ملايين عام 2015، بزيادة قدرها 45% بسبب النزوح من الأرياف والحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.

وتقول المهندسة المدنية التي ترأس 36 ألف موظف، إن «أولويتنا هي السير السليم لمياه الشرب، والمجاري، وجمع القمامة».

وأقر البنك الدولي أخيراً مشروعاً جديداً بقيمة 210 ملايين دولار يرمي إلى تحسين نوعية مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي في بغداد، التي تعاني نقص المياه وتفشي الأمراض المعدية.

وتشير علوش إلى أن البنية التحتية للعاصمة دمرت بفعل 13 عاماً من الحصار الذي فرض عام 1991، ثم بالنزاعات الطائفية الدامية التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وأخيراً باجتياح تنظيم «داعش» للبلاد.

وأصبحت أحياء عدة مهجورة في المدينة التي يخنقها التلوث بسبب الحركة الجنونية للسيارات.

وتقترح علوش إنشاء طريق دائري جديد، وتوسيع الشوارع، وتطوير وسائل النقل العام، بما في ذلك إنشاء خط مترو ضمن مشاريع عدة يتضمنها «المخطط الإنمائي الشامل 2030».

وتوضح السيدة العراقية الأنيقة التي يبرز وجهها حجاب أحمر اللون، أن «مساحة المدينة ستكبر 10 كيلومترات من كل جهة»، نتيجة هذا التخطيط.

وثمة أولوية أخرى لدى أمينة بغداد، هي الأبنية التراثية، إذ ستسعى إلى إعادة تأهيل شارعين يعدان من الشرايين الرئيسة للعاصمة، هما الرشيد وأبونواس.

وقد رسم الشارع الأول خلال الحرب العالمية الأولى، وكان ينظر إليه حتى السبعينات على أنه شانزليزيه بغداد، أما الشارع الثاني فهو ممشى على طول نهر دجلة، ويشكل الرئة الخضراء للمدينة.

في شارع الرشيد يثير مرور أمينة بغداد مشاعر متناقضة، يلومها بعض الباعة المتجولين على إزالة أكشاكهم من الأرصفة، فيما يهنئها آخرون على رغبتها في إعادة الشارع إلى أمجاده.

ولإنجاح مساعيها ترغب علوش في توأمة بغداد مع باريس التي تديرها آن هيدالغو.

وتقول: «أتمنى أن يكون هناك لقاء بيننا، وأن أوقع معها مذكرة تفاهم للتوأمة، وآمل أن أستفيد من تجربتها في إعادة تأهيل الأبنية والمنطقة التراثية».

وتشير الباحثة سيسيليا بييري المشاركة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى ومؤلفة كتاب «بغداد 1914-1960.. بناء عاصمة حديثة» إلى أن «باريس مثل بغداد، اختبرت التدمير الحضري مع أربع ثورات وثلاث حروب، إنها عاصمة يعرف المتمرسون فيها كيفية إعادة الإعمار».

أما في ما يتعلق بالفساد المستشري في العراق، والذي كان سبباً في إطاحة سلفها، تقول علوش إنها «لا تحب» الحديث عنه.

وتقول السيدة التي عينها رئيس الوزراء حيدر العبادي: «أفضل القول إن هناك نوعاً من الأخطاء، ولكن في كل الأحوال آمل أن يتم في عهدي تقليص هذا الموضوع إلى أقصى ما يمكن، لاسيما باستخدام التكنولوجيا، واختيار الأشخاص المناسبين».

وتضيف: «إذا اختاروا امرأة (لرئاسة البلدية)، فذلك لأننا نعرف أيضاً كيفية تقليل المصاريف».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمينة بغداد تريد إعادة بناء مدينتها وتوأمتها مع باريس أمينة بغداد تريد إعادة بناء مدينتها وتوأمتها مع باريس



GMT 11:18 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

''غوغل'' يحتفل بذكرى ميلاد شاعر السودان وإفريقيا محمد الفيتوري

GMT 11:10 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إنهاء مهام مدير عام ديوان الطيران المدني والمطارات في تونس

GMT 08:38 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تونسية تخطف الأضواء من عمرو دياب في دبي

GMT 07:39 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تونسية تبدع أعمالاً مبهرة بتقنية قديمة للرسم على الماء

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"

GMT 06:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 13:09 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان أحمد مالك يبدأ تصوير فيلم "رأس السنة"

GMT 16:35 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

مقتل 8 من عناصر "داعش" خلال ضربات جوية في العراق
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia