عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في نـزهة الدلفين ليوسف المحيميد
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في "نـزهة الدلفين" ليوسف المحيميد

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في "نـزهة الدلفين" ليوسف المحيميد

الرياض ـ وكالات
تحفل رواية "نـزهة الدلفين" للكاتب السعودي يوسف المحيميد بكثير من الصور والتعبيرات الشعرية في السرد، فقد تلبَّس السرد هذه الحالة الشعرية لتلائم حالة البطل أو الشخصية الرئيسية، الشاعر خالد اللحياني، الذي يمر بقصة حب رومانتيكية، خلع عليها أبعادًا أسطورية، وجاراه الكاتب في تقديم قصته بطريقة سردية شعرية، تضافر في لغتها السرد والشعر، فزادتها الشعرية رونقًا، واكتـنـزت الدلالة في كثير من المواقف، تلك المواقف التي تظهر طموحات الروح وانهزامها، وتصور تحررها الكامل من الخوف، ومن كثير من الهموم، وهو ما يُعَدُّ معادلاً للواقع الهارب من الإنسان، أو الذي يقترب من الإنسان ويداعب طموحاته لكنه لا يمنح له نفسه بسهولة، فكانت قضية الحب الإنساني الكبير هي موضوع الرواية، حيث اجترَّت الشخصياتُ كثيرًا من الذكريات، وطافت في مجموعة من البلدان، واستدعت مجموعة من الأساطير، وتواريخ أسطورية من شعوب قديمة أو مُوغلة في القدم، حتى وصلت للأساطير المعاصرة والخرافات، التي صارت قصة حبه واحدة منها. ويلاحَظ أن الكاتب وضَعَ إشارة مرجعية قبل صفحات الرواية، ليمنح المرجعية للبعد الأسطوري للرواية، وخصوصًا أن هذا البعد قد توسع فيه، كما يؤكد لنا مرجعية الاستبشار بالدلفين، في التراث العربي، في كتاب من كتب العجائب والغرائب، ليوهم بأن هذه الإشارة المرجعية أساس لما سيتحدث عنه، وكأنه سيتحدث عن دولفين حقيقي واستبشار حقيقي. في هذه الإشارة المرجعية يذكر الكاتب: "الدلفين حيوان مبارك، إذا رآه أصحابُ المركب استبشروا، وذلك أنه إذا رأى غريقًا في البحر ساقه نحو الساحل، وربما دخل تحته وحمله، وربما جعل ذَنَبَه في يده ليمشي به إلى الساحل، وقيل: له جناحان طويلان، فإذا رأى المركب تسير بقلوعها رفع جناحيه تشبيهًا بالمركب وينادي، وإذا رأى الغريق قصده". (الإمام العالم زكريا القزويني: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات). في سرد أولى الحكايات يكشف الكاتب عن علاقة بين الرجل القصير والمرأة بطريقة غير مباشرة، فلم يصرح بها، فكان موقفًا كاشفًا منذ بداية الرواية، صاغه بطريقة فنية في صورة مشهد، حيث يسير الرجل الطويل في الأمام، وخلفه تمشي المرأة مع الرجل القصير الذي يشبك يديه في يدها، وحين ينظر الرجل الطويل إلى الخلف سرعان ما تنساب يداهما كأنهما لم يشبكاها. وهو موقف كاشف للعلاقة الحميمة المتبادلة بينهما، وكاشف- أيضًا- عن أنها كانت غير معلومة للطرف الثالث. وهي لا شك حركة ماكرة يقوم بها الرجل الموصوف بأنه (القصير)، مخفية عن عين هذا الرجل الذي يبدو من البداية أبله، وهو الموصوف بأنه (الطويل)، وقد استخدم الكاتب الوصفين بمرجعيتهما الشعبية التي ترى في القصير مكرًا ودهاءً وترى في الطويل غفلة تصل إلى حَدّ البله. ليس معنى ذلك أن هذا الموروث الشعبي سيثبت أمام الأحداث، بل ربما كان العكس هو الصحيح بعد ذلك.
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في نـزهة الدلفين ليوسف المحيميد عبدالناصر عيسوي يقدم قراءة في نـزهة الدلفين ليوسف المحيميد



GMT 11:18 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

''غوغل'' يحتفل بذكرى ميلاد شاعر السودان وإفريقيا محمد الفيتوري

GMT 11:10 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إنهاء مهام مدير عام ديوان الطيران المدني والمطارات في تونس

GMT 08:38 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تونسية تخطف الأضواء من عمرو دياب في دبي

GMT 07:39 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تونسية تبدع أعمالاً مبهرة بتقنية قديمة للرسم على الماء

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 06:58 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مشعل بن ماجد يرعى غداً الحفل الختامي لمسابقة جامعة جدة

GMT 12:08 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

4 أخطاء عليك تجنبها في تصميم غرف النوم

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

كريري مديرًا للكرة في نادي "الهلال" السعودي

GMT 18:02 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يقيل هيرفيه رينار ليصبح أول مدرب يترك منصبه هذا الموسم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia