تقدُّم المرأة للزواج من الرَّجل بين تقاليد المجتمع وواقع العنوسة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الدِّين لم يُحرِّمها والعُرف يرفضها وبعضهنَّ فعلها

تقدُّم المرأة للزواج من الرَّجل بين تقاليد المجتمع وواقع العنوسة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تقدُّم المرأة للزواج من الرَّجل بين تقاليد المجتمع وواقع العنوسة

هل يمكن أن تتقدم المرأة للزواج من الرجل ؟
القاهرة ـ شيماء مكاوي


أكَّد الكثير من الخبراء والأخصائيين، أن "تقاليد المجتمع ترفض أن تتقدم المرأة للزواج من الرجل، رغم ارتفاع معدلات العنوسة بنسب غير معقولة في الوقت الحالي".
وأوضح أستاذ علم الاجتماع، الدكتور مصطفى السخاوي، أنه "على الرغم من ارتفاع نسبة العنوسة في مصر في الآونة الأخيرة، إلا أن التقاليد والأعراف المصرية الموجودة في المجتمع تبقى وتظل سائدة حتى مع التطور في العصور".
وأشار السخاوي إلى، أن "المجتمع يلتزم ببعض القواعد العرفية، التي لا يمكن الخروج عنها، فلا يمكن للمرأة أن تتقدم للزواج من الشخص الذي تريده، أو أن تعرض نفسها على رجل، لأن هذا يعد خطأً فادحًا لا يغتفر تمامًا، ولا يقبل الرجل الزواج من المرأة التي تفعل ذلك، وتعرض نفسها من أجل الزواج به، بل يعتبرها عانسًا ترغب في الزواج من أي شخص"، مشيرًا إلى أن "المرأة بطبعها خجولة، فإذا فعلت ذلك يعتبرها المجتمع امرأة غير سوية من الجانب الأخلاقي، حتى ولو تمتعت بالجرأة الكافية لفعل ذلك".
وأكَّدت أستاذ الطب النفسي، الدكتورة هبه عيسوي، أن "الجانب النفسي يجعل الرجل لا يقبل الزواج من امرأة فرضت نفسها عليه أو طلبته للزواج، لأنه يشعر وقتها بقلة شأن تلك المرأة، وأنها ليست بالمرأة التي يسعى إليها للزواج منها، فإذا كان يرغب هو من الزواج منها وفاجأته بطلبها للزواج منه يبادر فورًا بالرفض".
وتابعت، "حتى لو أشارت المرأة بشكل غير مباشر للرجل برغبتها بالزواج منه، يبدأ الرجل في التراجع في التفكير في الزواج منها، وذلك الجانب النفسي الخاص بالرجل مرتبط بالجانب الاجتماعي الموجود في المجتمع الذي نشأنا فيه"، مشيرة إلى أن "مجتمعنا عربي وليس غربي، حتى في الغرب الرجل هو الذي يتقدم للزواج من المرأة، ولكن في الغرب يمكن تقبل فكرة أن تتقدم المرأة للزواج من الرجل".
وأضافت المحامية، ورئيس المركز المصري لحقوق المرأة، نهاد أبوقمصان، "قابلت كثيرات فعلن هذا، ولكن معظمهن لن ينجح زواجهن، فهناك من تقدَّمت للزواج من رجل، وبعد أن تزوجا، وقَبِل الرجل الزواج منها، قام بمعايرتها بعد ذلك بأنها هي التي طلبت منه الزواج، مما أدى إلى تفاقم الخلاف في ما بينهما، ووصل إلى حد الانفصال، وهناك حالات كثيرة تتشابه مع تلك الحالة".
وأوضحت أن "المرأة عندما يفيض بها الكيل، إما لكبر عمرها، ورغبتها في الزواج، أو لرغبتها في الزواج من رجل تحبه، تتقدم بشكل عفوي، وتطلب الزواج من الرجل إلا أن هذا الأمر في المجتمع المصري والعربي غير متعارف عليه وغير صحيح، وعلى الرغم من أنني ضد هذا فما المانع أن تطلب المرأة الزواج من شخص ما تراه مناسبًا لها، فالمرأة حاليًا أصبحت مثل الرجل في كل شيء تعمل وتكدح من أجل بناء بيتها وأسرتها، فما المانع أن تطلب هي الزواج من الرجل".
وتابعت، "لا أرى عيبًا في هذا، ويجب أن يبدأ المجتمع في التطور بتقاليده وعاداته القديمة، وأن يبدأ في معاصرة الوضع الحالي للمرأة المصرية وللمجتمع بوجه عام، فمثلما نتقبل أي تطور في أي مجال يجب أيضًا أن نطور أفكارنا وعادتنا".
وأكَّدت الدكتورة سعاد صالح، "الدين لم يحرم أن تطلب المرأة الزواج من الرجل، ولكن الله سبحانه وتعالى، خلق المرأة في استحياء، وخجلها هو نصف جمالها، وهو من الإيمان أيضًا، وطلبها الزواج من الرجل يتنافى مع هذا، وعلى الرغم من ارتفاع نسبة العنوسة، إلا أن الزواج قسمة ونصيب من المولى، وكل فتاة مكتوب لها الرجل الذي ستتزوجه، ومتى وكم ستنجب، أو لا تنجب، فمن الأفضل أن يترك هذا الأمر لحكمة وقدرة الله سبحانه وتعالى".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقدُّم المرأة للزواج من الرَّجل بين تقاليد المجتمع وواقع العنوسة تقدُّم المرأة للزواج من الرَّجل بين تقاليد المجتمع وواقع العنوسة



GMT 09:13 2021 الأحد ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تطلق بياناً في مناسبة اليوم العالمي للطفل

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 10:55 2019 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

الإصابة تحرم منتخب سورية من نجم الأهلي

GMT 03:18 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوروبا تعود إلى السودان من باب النفط والذهب!

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia