اكتشاف مثير حول تبنّي الخلايا السرطانية لتكتيك تستخدمه بعض الحيوانات للبقاء حية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

اكتشاف مثير حول "تبنّي" الخلايا السرطانية لتكتيك تستخدمه بعض الحيوانات للبقاء حية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - اكتشاف مثير حول "تبنّي" الخلايا السرطانية لتكتيك تستخدمه بعض الحيوانات للبقاء حية

الخلايا السرطانية
لندن - تونس اليوم

كشفت دراسة جديدة أن الخلايا السرطانية قادرة على السبات، مثل "الدببة في الشتاء"، عندما يهاجمها تهديد مثل العلاج الكيميائي.ومن الواضح أنها تتبنى التكتيك الذي تستخدمه بعض الحيوانات (على الرغم من ضياعها منذ فترة طويلة لدى البشر) للبقاء على قيد الحياة خلال فترات شح المواردوتعد معرفة كيفية تهرب السرطان والوقوف في وجه العلاجات الدوائية، جزءا مهما من العمل على هزيمتها إلى الأبد، وهذا هو السبب في أن فهم سلوك السبات يمكن أن يلعب دورا حاسما في الأبحاث المستقبلية. ويمكن أن يعود السرطان غالبا بعد البقاء كامنا أو يختفي على ما يبدو لعدة سنوات بعد العلاج.

وكشفت الأبحاث قبل السريرية على خلايا سرطان القولون والمستقيم البشرية، أنها كانت قادرة على الإبطاء إلى حالة "مقاومة للأدوية" (DTP)، والتي من شأنها أن تساعد في تفسير بعض حالات الفشل في العلاج وانتكاسات الورم.وتقول الباحثة كاثرين أوبراين، من مركز الأميرة مارغريت للسرطان في كندا: "يتصرف الورم مثل كائن حي كامل، قادر على الدخول في حالة انقسام بطيء، ويحفظ الطاقة لمساعدته على البقاء. وهناك أمثلة لحيوانات تدخل في حالة انعكاسية وبطيئة الانقسام لتحمل البيئات القاسية. ويبدو أن الخلايا السرطانية اختارت هذه الحالة بمهارة من أجل البقاء على قيد الحياة".

وجمع الباحثون خلايا سرطان القولون والمستقيم البشرية في طبق بتري مع تعريض الخلايا للعلاج الكيميائي، ولاحظ الباحثون أن خلايا سرطان القولون والمستقيم تدخل في حالة السبات نفسها، بطريقة منسقة، عندما كانت أدوية العلاج الكيميائي موجودة. وتوقفت الخلايا عن التوسع، ما يعني أنها تتطلب القليل جدا من العناصر الغذائية لمواصلة الحياة.وهذه الملاحظات أيضا "تتناسب مع نموذج رياضي حيث تمتلك جميع الخلايا السرطانية، وليس مجموعة فرعية صغيرة، قدرة متساوية لتصبح DTPs"، ما يشير إلى إمكانية رؤية استراتيجيات البقاء هذه في جميع الخلايا السرطانية.

واستخدم الباحثون أيضا طعوم xenografts من خلايا سرطان القولون والمستقيم على مجموعات مختلفة من الفئران. وبمجرد أن طورت الفئران أوراما بأحجام معينة، عالج الباحثون الفئران بأنظمة العلاج الكيميائي القياسية. ولاحظ العلماء نمو ورم ضئيل لدى الفئران التي تتلقى العلاج خلال فترة ثمانية أسابيع. وعندما توقف العلاج، بدأ نمو الورم مرة أخرى.

وتم بعد ذلك تطعيم الخلايا السرطانية المأخوذة من الأورام بعد فترة إعادة النمو في فئران مختلفة، وعلاجها مرة أخرى. وظلت الخلايا المعاد نموها حساسة للعلاجات، وتوقف نموها وبدأ بالطريقة نفسها، وكانت النتائج متوافقة مع دخول الخلايا السرطانية إلى حالة DTPوتشبه حالة DTP هذه إلى حد كبير حالة تشبه السبات تسمى diapause الجنينية، التي تعودت عليها أجنة الفئران كنوع من وضع البقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ. ويُمكِّن التوقف الجنيني العديد من الحيوانات، بما في ذلك الفئران، من إيقاف التطور الجنيني بشكل فعال حتى تصبح الظروف البيئية أكثر ملاءمة.

وهنا، عُثر على خلايا سرطانية تقوم بحيلة مماثلة. وهناك رابط آخر بين حالة DTP والتوقف الجنيني، وهو اعتمادها على آلية بيولوجية تسمى الالتهام الذاتي، حيث تأكل الخلايا نفسها بشكل أساسي للعثور على القوت الذي تحتاجه. ويحدث الالتهام الذاتي بشكل طبيعي في الجسم كطريقة للتخلص من الفضلات، ولكن في هذه الحالة تستخدمه السرطانات للبقاء على قيد الحياة.

ويقول عالم الأورام آرون شيمر، من مركز الأميرة مارغريت للسرطان: "لم نكن نعرف في الواقع أن الخلايا السرطانية كانت مثل الدببة السباتية. تخبرنا هذه الدراسة أيضا كيف نستهدف هذه "الدببة النائمة" حتى لا تدخل في حالة سبات وتستيقظ لتعود لاحقا بشكل غير متوقع. أعتقد أن هذا سيصبح سببًا مهمًا لمقاومة الأدوية، وسيفسر شيئا لم يكن لدينا فهم جيد له من قبل".

ومن خلال استهداف وتثبيط عملية الالتهام الذاتي، تمكّن الباحثون من كسر حالة السبات (أو DTP) وقتل الخلايا السرطانية مع العلاج الكيميائي. وقد يكون هذا أحد الأساليب للتعامل مع أورام السرطان المقاومة للعلاجات التقليدية في المستقبل.ويعرف العلماء بالفعل عدة طرق أخرى يمكن أن يختبئ بها السرطان في الجسم، لذا تضيف هذه الدراسة الجديدة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة حول كيفية التعامل مع الخلايا السرطانية الأكثر مقاومة للأدوية والأساليب الحالية.

ويقول أوبراين: "هذا يمنحنا فرصة علاجية فريدة. نحن بحاجة إلى استهداف الخلايا السرطانية أثناء وجودها في هذه الحالة الضعيفة، والتي تسير ببطء قبل أن تكتسب الطفرات الجينية التي تؤدي إلى مقاومة الأدوية. إنها طريقة جديدة للتفكير في مقاومة العلاج الكيميائي وكيفية التغلب عليها".

قد يهمك ايضا

 الإفراط فى الفواكة المجففة يتسبب فى اضطرابات المعدة ومشكلات الأسنان

طبيب روسي يكشف حاجة المتعافي من "كوفيد-19" إلى التطعيم

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف مثير حول تبنّي الخلايا السرطانية لتكتيك تستخدمه بعض الحيوانات للبقاء حية اكتشاف مثير حول تبنّي الخلايا السرطانية لتكتيك تستخدمه بعض الحيوانات للبقاء حية



GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"

GMT 06:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 13:09 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان أحمد مالك يبدأ تصوير فيلم "رأس السنة"

GMT 16:35 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

مقتل 8 من عناصر "داعش" خلال ضربات جوية في العراق
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia