أسماك تنمو في الصحراء تجارة مربحة بعيدًا عن السواحل في تونس
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"أسماك تنمو في الصحراء" تجارة مربحة بعيدًا عن السواحل في تونس

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "أسماك تنمو في الصحراء" تجارة مربحة بعيدًا عن السواحل في تونس

لتربية الأسماك
تونس - تونس اليوم

عندما خططت كوثر الرجباني لإطلاق مشروعها الخاص الأول في حياتها لتربية الأسماك في الصحراء، كانت أكثر ردود الفعل مشوبة بالدهشة والسخريةتدرس كوثر في مدينة بنزرت أقصى شمال البلاد في المعهد العالي لتربية الأسماك، ولكن خططها المستقبلية كانت تقوم على إطلاق مشروعها في بداية حياتها المهنية في جهة بني خداش التابعة لولاية مدنين في جنوب البلاد.

تبعد بنزرت عن بني خداش الواقعة في منطقة جبلية على أطراف الصحراء في الجنوب، مسافة لا تقل عن 500 كيلومتر ومع ذلك فإن حلم رجباني هو أن يكون مشروعها في مسقط رأسها.

تونس على موعد مع إضرابات في 2021.. فرص العمل تشعل الغضب
صفقة "النفايات" الإيطالية تكشف ملفات فساد في تونس
اختارت الرجباني طريقا مغايرا للسائد؛ فعلى العكس مما خططت له فإن معظم المشاريع الخاصة بتربية الأسماك منتصبة على طول السواحل التونسية، ومن بينها بحيرة بوغرارة في ولاية مدنين نفسها، من بين حوالي 25 مزرعة بحرية منتشرة على طول السواحل.

وهذا المشروع الخاص بإنشاء أحياء (أحواض) مائية في البر، هو الأول من نوعه في مدنين وفي أنحاء البلاد؛ وتدرك كوثر أن هذه الخطوة تمثل تحديا مضاعفا بالنسبة إليها من أجل النجاح.

تقول كوثر رجباني لوكالة الأنباء الألمانية: "يملك أحد أقاربي ضيعة في بني خداش وهذا ما شجعني على إطلاق المشروع لتربية الأسماك في مياه عذبة على البر. أثار المشروع في البداية دهشة الجميع ولكن مع وجود البنية التحتية وإمكانية إنتاج أسماك قادرة على التعايش مع الحرارة فإن الفكرة ليست مستحيلة".

 

تعتمد تونس بشكل كبير على تربية الأسماك من أجل دعم سوق الاستهلاك المحلية وتعديل الأسعار ودعم الأمن الغذائي الوطني في ظل تراجع ملحوظ لإنتاج الصيد البحري، وهو ما استدعى ضرورة سد فجوة التوريد.

ويعد القطاع واعدا نسبة إلى الأرقام والمؤشرات الرسمية، حيث تشير وزارة الفلاحة التونسية إلى نسبة تطور في الانتاج تعادل 18 بالمئة سنويا بمعدل يقارب 22 ألف طن سنويا.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تساهم المصايد في تونس بحوالي 9 بالمئة من قيمة الزراعة، التي تمثل بدورها 12.5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي كما تساهم المصايد بحوالي 1.4 بالمئة من الناتج القومي.

ويعمل أكثر من 1000 شخص مباشرة وبشكل دائم في قطاع الاستزراع المائي.

لكن القطاع يواجه صعوبات ترتبط بالأعلاف المخصصة لمثل هذه الأحواض المائية، وتحدي المحافظة على البيئة بما في ذلك حماية الأعلاف الطبيعية للأسماك البحرية في قاع البحر ومخاطر اهدار الثروة المائية في البر في ظل تناقص الموارد المائية.

وتحذر تقارير إدارة مصائد الأسماك وتربية الأحياء المائية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية، من مساوئ تربية الأحياء المائية وتحديدا من إمكانية انتقال الأمراض من الأسماك المستزرعة إلى الأسماك الطبيعية، إضافة لما يسببه تراكم الطعام المفقود تحت الأقفاص من تأثيرات سلبية على التنوع البيئي المحلي.

لذلك، لم يكن طريق رجباني التي تستعد في نفس الوقت لتحضير رسالة الماجستير في تخصصها، مفروشا بالورود لوضع أفكارها غير المسبوقة في أحواض على الأرض.

وتروي بشأن أكثر العوائق التي اعترضتها في مشوارها المهني قائلة "أكثر الصعوبات هي بيروقراطية وإجراءات الحصول على الرخصة؛ والمشروع بحد ذاته كان مخاطرة لذلك فضلت بأن تكون الانطلاقة بكميات محدودة لا تتجاوز الألف سمكة".

وتضيف رجباني "أقوم بنفسي بصناعة الغذاء الخاص بالأسماك من مكونات طبيعية حتى لا تتضرر الأسماك ولا المستهلك أيضا".

تباع أسماك المياه العذبة في الأغلب في السوق المحلية وبشكل أساسي في أسواق الجملة في المدن الكبيرة، مثل تونس وسوسة وصفاقس، أو في أسواق المدن والقرى الصغيرة القريبة من بحيرات السدود؛ كما يتم بيعها إلى الفنادق والمطاعم السياحية الكبرى.

أما أسعار أسماك المياه العذبة فهي منخفضة إلى حد ما مقارنة بالأسماك البحرية، كما تشير إلى ذلك كوثر حيث يتراوح سعرها في المتوسط ما بين 3و 5 دولارات.

ولا يختلف الأمر كثيرا بشأن التسويق مع صاحبة المشروع الناشئ؛ وتشير كوثر إلى ذلك قائلة "أفضل التعامل أكثر مع المؤسسات والبيع بالجملة، أفضل البيع للمؤسسات الاستشفائية والثكنات وقد وجدت قبولا وترحيبا لمنتجاتي".

وتتابع في حديثها "الآن بدأت الأنباء عن الأسماك بالانتشار شيئا فشيئا مع الحرفاء الخواص.. يأتي الناس مباشرة إلى الضيعة للشراء".

وتخطط باعثة المشروع بالتوسع في السوق الداخلية انطلاقا من ولاية مدنين بمجرد الانتهاء من مناقشة الماجستير بجامعتها والاستقرار بصفة نهائية في مدينة بني خداش. وهي لا تنوي التوقف عند تربية الأسماك فحسب.

وتقول كوثر "أريد التوجه أيضا إلى الاهتمام بانتاج الخضر والغلال باستخدام تقنيات تسمح باستفادة الأسماك وجذور النباتات من المياه نفسها".

وفي بلد تتزايد فيه البطالة في صفوف الشباب وحاملي الشهادات العليا ترى كوثر أنه من الأهمية بمكان ان يحسن الطالب اختيار مشواره الدراسي، وتضيف قائلة "عليك أن تحدد ما تنوي دراسته لأن عروض العمل لا تنزل من السماء. ستتعب من أجل حلمك وستعترضك الكثير من الصعوبات".

قد يهمك ايضا 

أسعار النفط ترتفع بالتزامن مع استئناف تحالف دول "أوبك+" المحادثات

بلدية مدنين التونسية تأذن باستئناف نشاط السوق الأسبوعية يومي السبت والأحد

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسماك تنمو في الصحراء تجارة مربحة بعيدًا عن السواحل في تونس أسماك تنمو في الصحراء تجارة مربحة بعيدًا عن السواحل في تونس



GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 15:40 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تمرّ بيوم من الأحداث المهمة التي تضطرك إلى الصبر

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 06:40 2016 الجمعة ,08 تموز / يوليو

اصنعي بنفسك سيروم طبيعي لتنعيم الشعر المجعد

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:30 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نساء برج العقرب والحمل يعشقن السيطرة

GMT 15:21 2017 الثلاثاء ,13 حزيران / يونيو

​أحمد صفوت ضيف إذاعة "نغم إف إم" الإثنين

GMT 10:51 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد بن سلمان يبدأ زيارة رسمية إلى الهند

GMT 12:10 2015 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

كاظم الساهر يعلن رسميًا انضمامه إلى "مدرسة الحب"

GMT 22:56 2015 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مدرب التطواني يهرب من ضغوطات الجماهير ويعسكر في مراكش
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia