الجمعيّة التونسيّة للتاريخ الاقتصادي تصدر كتابا جماعيا بعنوان الفضاء المتوسطي تنوّع وتطوّر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الجمعيّة التونسيّة للتاريخ الاقتصادي تصدر كتابا جماعيا بعنوان "الفضاء المتوسطي تنوّع وتطوّر"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الجمعيّة التونسيّة للتاريخ الاقتصادي تصدر كتابا جماعيا بعنوان "الفضاء المتوسطي تنوّع وتطوّر"

الكتب الثقافية
تونس- تونس اليوم

عن الجمعيّة التونسيّة للتاريخ الاقتصادي و في طبعة، أنيقة صدر بكل من باريس وتونس صدر سنة 2020 كتاب جماعي بعنوان: الفضاء المتوسطي: تنوّع وتطوّر، في 641 صفحة من الحجم المتوسط (باللغة الفرنسية).وللتذكير، منذ زمن بعيد شغل تاريخ البحر الأبيض المتوسط مكانة مرموقة كمادة درس في اختصاص التاريخ. لكن باستثناء بعض الأطروحات المتميزة على غرار الأطروحة المرجع للأستاذ "فرناند بروديل "Frnand Braudel"، فإنّ جل البحوث والدراسات قد ركزت على المسائل السياسية وعلى العلاقات الدولية أو على المجتمع والثقافة... لذا جاء كتاب المتوسط: تنوّع وتطوّرEspace méditerranéen : diversité et évolution، تحت إشراف الأستاذ محمد ساسي ليكشف عن أهمية المسألة الاقتصادية في الفضاء المتوسطي، ماضيا وحاضرا .

وتكمن قيمة هذا الإصدار في مقاربته الجديدة التي اتخذت منحى دراسات التاريخ الاقتصادي المقارن. من ذلك أنّ تاريخ البناء الأوروبي يمثل، بالنسبة لدول الجوار والدول الأوروبية ذاتها، حافزا مغاير تماما للهستوغرافيا(L’historiographie)  كما دأبت عليه تقاليد البحث قبل تحولات الحرب العالمية الثانية.ويمكن اعتبار ذلك نقلة نوعية جديدة فيما يخصّ المناهج والأطروحات والمقاربات التي تجعل من الطرح الاقتصادي في معالجة مجموعة التحولات العميقة أمرا ذو أولوية قصوى.

تطرّق الكتاب في مقدمته الجذابة بقلم الأستاذين محمد ساسي (أستاذ باحث ومدير قسم التاريخ المدرسة بالتحضيريّة للدراسات الأدبيّة والعلوم الإنسانيّة لدار المعلمين بتونس/جامعة تونس 1) و "دومينك بارجو "Dominique Barjot" (من جامعة السربون) إلى عديد المسائل قيد اللنقاش اليوم، من ذلك ما يخصّ موضوع الخَصْخَصَة والتأميم وما يقدمه من مادة تاريخية خصبة، تهمّ دولا عاشت أو تعيش تجارب مماثلة. أو ما يخصّ تلاقح المقاربة الأمريكية مع نظيرتها الأوروبية في علاقة بتاريخ المؤسّسات من ناحية وتاريخ الإقتصاد عموما من ناحية ثانية، أي علاقة الجزء الفاعل اقتصاديا بالمنظومة ككل، وهو مبحث من المباحث الجديدة الهامة التي يعتزم صاحب مشروع الكتاب التطرق لها في عمل أكاديمي قادم.

و من خلال مجموعة من النصوص تُنشر لأول مرة، يطرح الكتاب مسائل تكشف عن التجذّر التاريخي للبلاد التونسية في محيطها المتوسطي منذ الفترة القديمة (عربية الهلالي من جامعة صفاقس) إلى الفترة المعاصرة بشقيها الاستعماري والتحرّري بالمعنى السياسي للكلمة (نصوص حفصة السعيدي و حنان الزوالي و دومنيك بارجو، الخ)، مروراً بالفترة الوسيطة التي تعكس، في قراءة جديدة للطفي بن ميلاد، أهم مراحل التغلغل الإقتصادي الفاطمي في إفريقية .

و من خلال التطرّق لتأثير التحولات العالمية الناتجة عن السياسات النيوليبرالية، ينتهي الكتاب بالوقوف مطولا على مباحث جديدة في تاريخ المتوسط مع بداية فترة الاستقلال، وتحديدا على العلاقات المتوسطية "ريجينبيرون "Régine Perron" (من جامعة سرجي بنتواز الفرنسية " Université Cergy-Pontoise"). ليتطرّق في حاتمته لصعوبة إرساء علاقات اقصادية متكافئة بين تونس و المجموعة الأوروبية خلال ستينات القرن العشرين (محمد ساسي)، وما يحمله في طياته من مخاطر إستراتيجية ستنعكس سلبا على المدى المتوسط والبعيد. وعموما يعدّ الكتاب تجديدا على المستَوَيَيْنِ المعرفيّ و البيداغوجيّ و يبشّر بانتقال نوعيّ هامّ في التاريخ الاقتصادي لتونس خلال الفترة المعاصرة وخاصة الراهنة في إطار إقليميّ وعالمي تميّز ولا يزال باشتداد المنافسة الاقتصادية. الفضاء المتوسطي: تنوّع وتطوّر، الجمعية التونسية للتاريخ الاقتصادي، باريس، 2020، 241 صفحة، جمع وتنسيق الأستاذ محمّد ساسي (المدرسة التحضيريّة للدراسات الأدبيّة والعلوم الإنسانيّة لدار المعلمين بتونس/جامعة تونس 1).

قد يهمك ايضا 

تونس تسجل أطول ساعات الصيام في العالم العربي

مدينة الثقافة توضح كل العروض المبرمجة بمسرح الأوبرا تم تأجيلها بسبب وباء كورونا

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمعيّة التونسيّة للتاريخ الاقتصادي تصدر كتابا جماعيا بعنوان الفضاء المتوسطي تنوّع وتطوّر الجمعيّة التونسيّة للتاريخ الاقتصادي تصدر كتابا جماعيا بعنوان الفضاء المتوسطي تنوّع وتطوّر



GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 19:54 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

"كلير" تُوضّح حقيقة عرض فريق "ويليامز" للبيع

GMT 02:40 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

مايا دياب وشقيقتها يتحولان إلى عجائز في "حكايتي مع الزمان"

GMT 13:13 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

استنفار أمنى في طرابلس لمنع "مظاهرات إقطيط"

GMT 00:59 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

خالد سليم ينتهي من تسجيل آخر أغاني "إنسان مرفوض"

GMT 06:45 2015 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الحارس عبدالله العنزي احتياطيًا في قمة "النصر" و"الأهلي"

GMT 13:09 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان أحمد مالك يبدأ تصوير فيلم "رأس السنة"

GMT 16:35 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

مقتل 8 من عناصر "داعش" خلال ضربات جوية في العراق
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia