رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف

صناعة الخزف
لندن - تونس اليوم

لم تكن الفنانة السويسرية إيفلين بوريه مجرد خزّافة شهيرة فقط، ما جعل خبر رحيلها، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، عن عمر يناهز 82 عاماً، مشحوناً بعبارات الرثاء الحارّة، وسرد لفيض ذكرياتها في قرية «تونس» المصرية التي أحبتها إيفلين، وجعلتها واحدة من أشهر الوجهات السياحية والفنية البارزة في العالم. تعلّمت إيفلين بوريه فن الخزف منذ طفولتها، ودرست الفنون التطبيقية في جامعة جنيف، وقضت أغلب سنوات عمرها في مصر التي تزوجت بها الشاعر المصري الراحل سيد حجاب، وتعرفت معه للمرة الأولى على قرية «تونس» في زيارة قاما بها معاً، ووقعت منذ هذا الحين في غرام تلك القرية البسيطة، التي تقع بمحافظة الفيوم على بُعد نحو 100 كيلومتر (جنوب القاهرة). في «تونس» أسّست إيفلين مع زوجها الأول سيد حجاب، بيتاً بسيطاً بالقرب من بحيرة قارون، تُحيطه الخضرة الصافية والأشجار والشمس وأبراج الحمام، ورغم عدم استمرار تلك الزيجة، ظلّت إيفلين متمسكة بالإقامة في هذا الوسط الريفي، وتزوجت بعدها من زوجها السويسري ووالد أبنائها ميشيل باستور، واستطاعت السيدة التي عُرفت بين الأهالي بـ«مدام إيفلين» و«أم أنجلو»، أن تصير مع الوقت واحدة من أهل القرية، مُبدِّدة غرابة كونها مواطنة سويسرية.

لم يغب ذكر قرية «تونس» عن عبارات التعزية التي باتت تنهال منذ الإعلان عن خبر وفاة إيفلين، فقد ارتبط اسم الراحلة بتلك القرية التي كانت سببا رئيسياً في نهضتها، بفضل تعليمها للأهالي فن الفخار والخزف، وأسست بها مدرسة «الفخار» التي تعد أشهر معالم القرية، وواحدة من أشهر مدارس تعليم هذا الفن في مصر، فكتب الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة على صفحته الشخصية عبر «فيسبوك»: «مع السلامة يا إيفلين... حُزن في قرية تونس ومصر كلها»، ولعل هذا الحزن هو ما عبّر عنه بيان لمحافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري الذي جاء فيه أن «إيفلين بوريه كانت تعشق الفيوم، واستقرت بقرية تونس منذ ستينات القرن الماضي، وأسّست جمعية ومدرسة لصناعة الخزف والفخار بالقرية، وتعليم الشباب والفتيات حرفة تصنيع الخزف والفخار، وساعدتهم في إقامة ورش خاصة بهم، وفتح مجالات لتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً».

وأضاف أن السيدة إيفلين عملت على تحويل قرية تونس من مجرد قرية ريفية إلى قرية سياحية، ذات طابع خاص، وقِبلة للزوار من مصر ومختلف دول العالم. يروي الفنان والخزّاف المصري الدكتور خالد سراج، المدرس بكلية الفنون التطبيقية قسم الخزف بجامعة حلوان، كيف بدأت إيفلين بوريه حياتها في الفيوم بالعطاء، وصداقة الأطفال الصغار، وأهاليهم، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كانت تُعطي كل طفل قطعة من طين الفخار، وتتركهم يلهون بها ويشكلونه بعفويتهم، ثم بدأ الأمر يتطوّر، ونما لدى هؤلاء الأطفال الشغف بصناعة الفخار، وهم يشاهدون إيفلين تقوم أمامهم بالتشكيل، ففتحت لهم أبواب المعرفة، وأسست مدرسة للفخار أطلقت عليها (جمعية بتاح)، وصار تلاميذها يعملون على تعليم غيرهم، وأسسوا ورشهم الخاصة في القرية». يضيف سراج: «عندما وصلت إيفلين لقرية تونس لم يكن بها أي مقومات لصناعة الخزف، فكانت تبني أفران الخزف، وتشتري خامات فنية من القاهرة، وبدأت تختبر هي وزوجها ميشيل تقنيات الخزف، حتى صار من يفكر في قرية تونس اليوم يتذكرها بدرجات التركواز والأحمر المدهشة التي كانت تُميّز خزف إيفلين، وكانت هي أيضاً وراء تأسيس مهرجان الخزف في القرية على غرار مهرجانات أوروبا، رغم أنها كانت قلقة من تنفيذه، لكنه نجح نجاحاً كبيراً، وأصبح له صيت عالمي، ودعمته محافظة الفيوم بالكثير من التسهيلات، وعدد من المؤسسات الثقافية الأجنبية، فالحكاية كلها بدأت بقطعة طين منحتها لأطفال القرية، وعطاء كبير شمل الجميع».

قد يهمك ايضا 

انطلاق المهرجان الدولي للمسرح المحترف في دورته الثانية في جندوبة التونسية

افتتاح الدورة 19 لتظاهرة “24 ساعة مسرح دون انقطاع” في الكاف

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف رحيل سويسرية أوصلت قرية مصرية للعالمية بعد ان عاشت بين سكانها وعلّمتهم صناعة الخزف



GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 10:36 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

البرازيلي بيليه يكشف أهم مزايا الفرنسي مبابي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 17:59 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

ترامب يغادر مؤتمره الصحفي بشكل مفاجئ

GMT 13:04 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اصابة رئيس بلدية الزعفران بكورونا في الكاف

GMT 17:18 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد العوضي يشارك متابعيه بصورة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia