كورونا يجدد الشغف بصناعة العود التي صمدت أمام الوباء في مصر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

توقّف الشحن كان له أثر على استيراد الأخشاب اللازمة

"كورونا" يجدد الشغف بصناعة "العود" التي صمدت أمام الوباء في مصر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "كورونا" يجدد الشغف بصناعة "العود" التي صمدت أمام الوباء في مصر

آلة العود
القاهرة ـ تونس اليوم

في انتظار بدء درس العزف بمركز لتعليم الموسيقى في الجيزة (غرب القاهرة)، يجلس ميسرة محمد منحنياً على عوده ويعزف من الذاكرة لحناً سودانياً يحمله بعيداً عن صخب وباء "كوفيد-19" الذي يملأ العالم، جاء هذا المهندس المولع بالموسيقى من الخرطوم إلى القاهرة في سبتمبر/أيلول خصيصاً من أجل إتقان العزف على العود في هذا المعهد الذي افتتح في أوج أزمة فيروس كورونا المستجد.

ويقول محمد إن دورته التدريبية كان موعدها في الأصل: "في فبراير/شباط، ولكن مع كورونا توقف كل شيء وتمكنت من البقاء في القاهرة فترة أطول لكي أكرس كل وقتي للعود"، وتوفر المدرسة تدريبات على سبع آلات، غير أن العود هو الآلة التي تحظى بأكبر اهتمام بلا منازع، وفق روماني ارميس مؤسس المعهد.

ويوضح هذا العاشق للموسيقى الذي يعزف العود، أن المركز يضم "15 طالباً لكل آلة، ولكن لدينا قرابة 25 طالباً لدروس العود بما يشمل أولئك الذين يدرسون عبر الإنترنت"، وتؤكد مدرّسة العود هاجر أبو القاسم أن "غالبية التلاميذ" مبتدئون، وهي فخورة بوجود "أربع بنات" يتعلمن العزف على هذه الآلة التي يشكّل الرجال أكثرية عازفيها.

ويحتل العود الذي اخترع قبل آلاف السنين، موقعاً مركزياً في الموسيقى العربية التقليدية القائمة على المقامات، وظل لفترة طويلة آلة مرافقة، إلا أنه خرج من الظل شيئاً فشيئاً منذ نهاية القرن الـ19. ويلاحظ صانع العود خالد عزوز الذي يعمل في المجال منذ 25 عاماً "حماسة كبيرة" على تعلم العود منذ بدء انتشار الفيروس، مع زيادة غير مسبوقة في الطلب. ويدير عزوز أكبر ورشة لتصنيع العود في مصر، في حي المرج (شمال القاهرة) ويعمل فيها 32 شخصاً، وتوفر الورشة الآلات للفرع المصري لـ"بيت العود"، وهي مدرسة لتعليم العزف لها فروع عدة في العالم العربي.

 وتنتج ورشته 750 عوداً في الشهر تصدّرها إلى 12 دولة، من السويد إلى تونس، مروراً بالولايات المتحدة والسعودية التي باتت أكبر زبائنها منذ 2017. ويقول بسعادة: "مشكلة العود أنه ينبغي التدريب على عزفه 3 أو 4 ساعات يومياً، وعادة الناس لا يجدون وقتاً، لكن منذ ظهرت كورونا كل الناس يشعرون بالملل في بيوتهم، ويتصلون بي عبر الإنترنت لطلب آلات".

وسجلت مصر رسمياً أكثر من 125 ألف إصابة بفيروس كورونا المستجد، بينها حوالي 7100 وفاة، وقد رفعت البلاد أكثرية القيود التي فُرضت في الأشهر الأولى من انتشار الوباء. ورغم اعتبار أرميس أن فتح مركز لتعليم الموسيقى في زمن كورونا "نجاح"، لكن كانت للفيروس بعض الآثار على صناعة العود. ويوضح عزوز أن "توقّف الشحن كان له أثر" على استيراد الأخشاب اللازمة لصناعة العود خلال الشهور الممتدة من مارس/آذار إلى يوليو/تموز، ما أدى إلى خفض الإنتاج.

ويقول: "نحن نصنع العود من الألف إلى الياء، ولكن ليس في مصر غابات لذلك فكل الأخشاب هنا مستوردة" من الهند والصين وأفريقيا وأمريكا الشمالية. ويؤكد محمد من جهته أنه كان دوماً منجذباً للقاهرة "مثل المغناطيس"، مشيراً إلى أن "كل العازفين الذين برزوا كانوا في مصر أو في العراق مثل محمد القصبجي ورياض السنباطي"، وهما ملحنان وعازفين مصريان شهيران ارتبط اسمهما بأغاني أم كلثوم.

ويتابع: "أعزف على 4 آلات ولكن العود هو المفضل لدي، لأنه آلة نحتضنها وتترجم ما بداخل المرء من مشاعر"، وفي المعهد، تقرر ألا يزيد عدد الذين يتدربون في كل غرفة عن طالبين لأسباب صحية، ويحرص أرميس على تهوية المكان بشكل دائم ولذلك، يؤكد أرميس "يأتي الطلبة وهم يشعرون بالأمان ويتخلصون من همومهم عبر الموسيقى"، ويضيف بفخر "لقد صمدنا" في وجه الوباء.

قد يهمك ايضا 

تعرّف على المفكّر ربيعة أبي فاضل الذي طاحَش الكبار ورماهم أرضاً

عرض "بورتريه سيدة" يُعرض من جديد في إيطاليا بعد 23 عامًا من فقدانها

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا يجدد الشغف بصناعة العود التي صمدت أمام الوباء في مصر كورونا يجدد الشغف بصناعة العود التي صمدت أمام الوباء في مصر



GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:01 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

عياض اللومي يعلن استقالتة نهائيأً من حزب قلب تونس

GMT 20:45 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

نادي "النصر" يدرس عروضًا صينية للبرازيلي نيمار

GMT 04:25 2012 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خيري رمضان يعود إلى"سي بي سي" الأربعاء

GMT 22:24 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

"مقدمة ابن خلدون"على قائمة أكثر الكتب مبيعاً

GMT 22:27 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

عمر خربين أشاد بفترة تواجده في "الهلال السعودي"

GMT 18:12 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

مواصفات هاتف ""HUWAEI Mate 8 وأسعاره في مصر والدول العربية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia