معضلة اختيار بابا جديد للفاتيكان لا زالت مستمرة بسبب اختلاف الكرادلة

روما ـ مالك مهنا إنتهت الجلسة الأولى لكبار كرادلة الكاثوليك في "كنيسة سيستاين" في حاضرة الفاتيكان الليلة الماضية دون أي اتفاق بشأن انتخاب بابا جديد، يخلف البابا بندكت السادس عشر الذي استقال من منصبه البابوي الكبير في شباط/ فبراير الماضي. واتضح الاخفاق في إنتخاب بابا جديد من خلال رسالة تقليدية متعارف عليها هي تصاعد الدخان الأسود من مدخنة الكنيسة وهذا يعني انتهاء الاجتماع دون التوصل الى أي إتفاق بين الكرادلة على بابا جديد.



وكان 115 كاردينالا قد اجتمعوا في سرية تامة خلف الباب الخشبي السميك في حاضرة الفاتيكان للتداول والاتفاق على انتخاب بابا يخلف البابا بندكت السادس عشر عقب استقالته المفاجئة التي كانت صدمة لجميع الكاثوليك الشهر الماضي .



 وتركزت مناقشات الكرادلة ، التي انتهت بإطلاق الدخان الأسود الذي ساد سماء الفاتيكان الثلاثاء، على كيفية اختيار رئيس جديد للفاتيكان بإمكانه القضاء على البيروقراطية التى تسود الحاضرة الكاثوليكية وقيادة الكاثوليك في جميع أنحاء العالم إلى طريق الصواب  في أوقات الأزمات.
كما تركزت اجتماعات الكرادلة الكبار على اقامة الصلوات والدعوات من أجل انجاح مهمة الإجتماع السري الذي عقدوه لانتخاب بابا جديد يستطيع حمل مسؤولية المرحلة المقبلة من تاريخ الكنيسة.
كما قرأوا العهد المقدس باللغة اللاتينية حتى يتأكدوا من مدى التزامهم بما جاء فيه حول إجراء الانتخابات ودخلوا في اجتماع سري وراء تلك الأبواب السميكة التي تعتبر أحد كنوز الفن الإنساني، إلا أن هذا الاجتماع لم ينجح في التوصل إلى قرار ينتظره العالم الكاثوليكي .



ومن المرجح أن يعقد الكرادلة اجتماعًا جديدًا اليوم للقيام بنفس المهمة التي تضمن الاتفاق على بابا جديد يتولى مسؤولية ادارة الكنيسة .
 يُذكر أن بندكت السادس عشر هو أول بابا لحاضرة الفاتيكان يتقدم باستقالته منذ 600 عام مما أدى إلى إحداث فوضى واضطراب غير مسبوقين في الكنيسة وإثارة ذلك جدلا واسع النطاق بين الكرادلة .



وتشير التكهنات إلى أنه من الممكن أن يقع الاختيار على أنجيلو سكولا، الكاردينال الإيطالي، أو الكاردينال أوليدو شيرير البرازيلي، وبانتخاب الأول، تكون إيطاليا قد تمكنت من استعادة بابوية الفاتيكان بعد غيابها 35 عاما في أيدي البابا بولس الثاني البولندي وبندكت الألماني.
أما في حالة انتخاب كاردينال البرازيل، فسوف تشهد الفاتيكان أول بابا من خارج أوروبا منذ القرن الثامن الميلادي عندما تولى بابوية الفاتيكان غريغوري الثالث السوري المولد.