سقوط أنجيلا يعني مواجهة أوروبا لعاصفة سياسية خطيرة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

إعادة فتح الانقسامات الداخلية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي

سقوط أنجيلا يعني مواجهة أوروبا لعاصفة سياسية خطيرة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - سقوط أنجيلا يعني مواجهة أوروبا لعاصفة سياسية خطيرة

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
برلين ـ جورج كرم

تبنى المجلس الأوروبي النهج الدبلوماسي؛ للحفاظ على السلام بين الدول الأعضاء بشأن الهجرة، في الأسبوع الماضي، بينما شهد الأسبوع نفسه، توترات تخص المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ليبدو حتى الآن أن الناجي الرئيسي في السياسية الألمانية، يعيش ليقاتل ليوم آخر، ولكن كما هو الحال مع استنتاجات المجلس الأوروبي بشأن الهجرة، يمكن أن يكون الأمر مسألة وقت فقط قبل أن تثبت الجاذبية السياسية نفسها.

ميركل تتوصل لحل وسط مع وزير داخليتها:

ويبدو أن الاتفاق الذي أبرمته السيدة ميركل مع حزب الاتحاد الاشتراكي في ولاية بافاريا، ساهم بشكل مؤقت في تهدئة الجناح اليميني لائتلافها "المحافظ الكبير"، وتجنب استقالة وزير الداخلية، هورست سيهوفر، حيث الوعود بمخيمات عبور على الحدود الجنوبية لألمانيا، وهنا ستحتجز ألمانيا المهاجرين، قبل أن يعودا إلى البلد التي دخلوا منها بطريقة غير شرعية، إلى أول بلد يدخلون فيه الاتحاد الأوروبي، ما دامت هناك صفقة ثنائية للقبول بمثل هذه العائدات.

ولسوء الحظ، بينما تؤمن السيدة ميركل مثل هذه الصفقة مع عشرات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فهناك دول سترفضها مثل إيطاليا وإسبانيا والنمسا، ولقد عارضت بالفعل حكومة النمسا، وهي ائتلاف يضم حزب الحرية اليميني المتطرف، الاتفاقية ووعدت بـ "حماية" حدودها الجنوبية مع إيطاليا وسلوفينيا إذا ما دخلت اتفاقية ميركل - سيهوفر حيز التنفيذ، هذا يخاطر بقتل منطقة شينغن للحركة الحرة.

الخلاف يستمر في ألمانيا

وفي داخل ألمانيا، فإن الصفقة لن تهدئ الخلاف المستمر بين الحزب الديمقراطي المسيحي للسيد ميركل، والديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد المسيحي، كما أن تخريب الأحزاب السياسية يخلق ديناميكيات غير مستقرة بطبيعتها. ويبدو الآن أنه من المؤكد أن الاتحاد سيخسر أغلبيته القائمة منذ فترة طويلة في البرلمان الإقليمي في بافاريا، وذلك بفضل ظهور البديل الثابت لألمانيا (AfD) الذي يحاول كل من اتحاد المصالحة الاجتماعية والحزب المسيحي الديمقراطي ميركل الالتفاف عليه.

ويزعج اتفاق السيدة ميركل بشأن اللاجئين العديد من أعضاء حزبها، فقد انحازت إلى اليمين في صف السيد سينهور، وهي تعيد فتح الانقسامات الداخلية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي عارض جناح الشباب الخاص به بشدة الدخول إلى الائتلاف مع السيدة ميركل بعد الانتخابات الأخيرة.

وحذر رئيس جناح الشباب في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، كيفن كوهنيرت، من أن الحزب الديمقراطي الاجتماعي لا يمكن توقع تصرفاته، وسيكون هناك بلا شك مشاكل في المستقبل، كما أن هناك أسئلة كثيرة لم تتم الإجابة عليها حول وعود الاتحاد الأوروبي بإنشاء "مراكز مراقبة" و "منصات إنزال"، فمن غير الواضح إلى أي مدى يعتبر هذا الهراء في برلين بمثابة اختبار للتنفيذ.

وحين تسقط ميركل، سيكون هناك تحطم قوي في غابة السياسة الأوروبية، حيث تتوارى العقائد الأرثوذكسية المتحررة في التسعينات أمام أعيننا، فانظر إلى ذلك قبل عامين فقط، عندما غادر باراك أوباما المسرح العالمي، كانت السيدة ميركل تتوج بلقب زعيمة العالم الحر، ولكن بعد 18 شهرًا، ظهرت فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى السلطة، وبدأت انتفاضة الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، ولكن أحذروا، فعندما تنزلق السلطة من قبضة ميركل، فإنها ستفتح الباب أمام صراع يخيم على مستقبل أوروبا يثبت رؤية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي تخاطر بوجود اختلال وظيفي أكثر مما هي عليه في الوقت الحاضر، فالعاصفة الحقيقية في انتظار أوروبا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط أنجيلا يعني مواجهة أوروبا لعاصفة سياسية خطيرة سقوط أنجيلا يعني مواجهة أوروبا لعاصفة سياسية خطيرة



GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 13:52 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 29-10-2020

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 08:12 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

راشد الغنوشي يعاين الأضرار نتيجة الحريق في مقر النهضة

GMT 08:52 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

اصدار ديـوان الشعر السوري لمحمد سعيد حسين

GMT 18:58 2015 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الفرنسي أنيجو يدخل قائمة المرشحين لتدريب المغرب الفاسي

GMT 09:09 2013 السبت ,16 آذار/ مارس

"كيوتل" تدرس شراء حصة اتصالات في المغرب

GMT 12:46 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

شركة "حسوب" الناشئة تطلق خدمة تحليلات المواقع

GMT 16:35 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

الشلهوب يجمع نجوم الهلال بعد السقوط العربي

GMT 16:03 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

حلو الفراولة اللايت

GMT 01:44 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

جنات تحاول إخفاء "علامات الحمل" بأزياء فضفاضة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia