أبوظبي ـ وام
أكد الدكتور رضوان الجراح عميد كلية الآداب والعلوم في " جامعة أبوظبي" أن مستوى الطلبة العرب في كل المراحل الدراسية أفضل بشكل عام من مستوى نظرائهم الأميركان موضحا أن الطلبة العرب أفضل في استيعاب و فهم مادة الرياضيات والاهتمام بها في كل مراحل التعليم العام والجامعي.
وأوضح الأكاديمي العربي في حديث لوكالة أنباء الإمارات " وام " خلال مشاركته في المؤتمر الدولي لعلوم الرياضيات الذي بدأت أعماله أمس الأربعاء في فندق " راديسون بلو" ويستمر خمسة أيام..أنه كان مدرسا للرياضيات في الولايات المتحدة الأميركية لفترة طويلة ومثلها في دول عربية عدة ولديه بحكم الخبرة الطويلة فكرة كاملة عن وضع مادة الرياضيات في مختلف المراحل التعليمية في المنطقتين مما جعله يلاحظ اهتمام الطلبة العرب بمادة الرياضيات.
وعزا عدم اهتمام الأميركان بهذه المادة الى " الانشغال بالبحث عن العمل والوظائف وحوافز العمل الأخرى "..مشيرا الى أن الطلبة العرب يتفاوتون في اهتمامهم بمادة الرياضيات من دولة الى أخرى ولكنهم بشكل عام أفضل من نظرائهم الأميركان.
وحول تدريس المادة باللغة الانجليزية في المنطقة العربية قال الدكتور الجراح خلال المؤتمر الذي يشارك فيه أساتذة وخبراء يمثلون نحو/ 35 / جامعة من أكثر من عشرين دولة من مختلف أنحاء العالم..أن الانجليزية أصبحت لغة العلوم بما فيها الرياضيات على المستوى العالمي وليست عائقا للتعلم بل هي عامل مساعد في فهم ما يدور من حولنا..إلا أنه لفت إلى أن اتخاذها لغة رسمية أمر غير مستحب لأنها ستشكل خطرا على الهوية العربية للأمة.
وفي رده على سؤال لوكالة أنباء الإمارات " وام " بشأن وضع الرياضيات عالميا وفي الوطن العربي المتأخر في مجال النظريات والأبحات المتعلقة بهذا الموضوع ..أكد " أن وضعها قبل ظهور التكنولوجيا كان شيا وأصبح بعد ذلك شيئا آخر حيث سهلت التكنولوجيا التواصل بين العلماء في مشرق الأرض ومغربها وشمالها وجنوبها ما ساعد في انتشار الرياضيات كأي علم آخر ".
وأضاف أن اختراع الحاسوب ساهم بشكل بارز في تسهيل الأمور على علماء الرياضيات في عملياتهم الحسابية التي أصبحوا يحلونها بسرعة شديدة ويتوصلون بالتالي إلى نظريات ونتائج مذهلة في وقت قياسي جدا مقارنة بفترات زمنية طويلة في السابق قد تستمر عدة أشهر أو سنوات.
وقال إن المؤتمر تميز بمشاركة جزائرية كبيرة إذ أن عدد الأساتذة والعلماء الجزائريين فيه يمثل نحو/ 50 / في المائة من مجموع المشاركين..مضيفا أن الحكومة الجزائرية تدعم هؤلاء العلماء ماديا في مجال البحوث والمشاركات الدولية.
وتابع أن الإمارات كذلك تبدي اهتماما باستقطاب العلماء والمدرسين الأكفاء من مختلف أنحاء العالم للعمل في مؤسسات التعليم العالي والعام بهدف تكوين ثروة بشرية مواطنة كفؤة تقود إلى مستقبل أفضل في مجالات العلوم المختلفة وأن على بقية الدول العربية الأخرى بذل المزيد.
وكتأكيد لاهتمام الإمارات بالرياضيات والعلوم الأخرى تشرك بعض المدارس في الدولة طلابها بشكل سنوي في امتحانات عالمية في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية أو ما يسمى " آي أو دبليو ايه تست ".
وتبين هذه الإمتحانات التي يتم تصحيحها خارج الدولة وترسل النتائج اليها لاحقا تفوق طلاب هذه المدارس على زملائهم في العديد من الدول المتقدمة صناعيا.
وردا على سؤال حول انصراف الطلاب الى الحاسوب والأثر السلبي الذي يسببه الاعتماد الكلي عليه دون تشغيل الفكر وتنشيط الذاكرة أقر الدكتور الجراح بهذه الجوانب السلبية..مؤكدا أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على مدرس الرياضيات.
وقال إن من واجب مدرس الرياضيات إن يغرس لدى طلبته حب التفكير العقلي في هذه المادة وغيرها من المواد وعدم الاعتماد على أجهزة الحاسوب إلا للمساعدة في الوصول الى المعلومة أو النتيجة المطلوبة او للتأكد من صحتها.
وأجاب على سؤال آخر حول أهم القضايا الحالية التي تشغل علماء الرياضيات مؤكدا أن " الثقب الأسود " من أهم المشاكل التي يركزون عليها الى جانب قضايا الاقتصاد إذ أنهم ينشغلون بكيفية الوصول الى أكبر قدر من الربح بأقل تكلفة أوما يسمى بالنهاية الكبرى للربح والنهاية الصغرى للخسارة.
وأشار في ذلك إلى نظرية البرمجة الخطية التي اكتشفها أحد علماء الاقتصاد لحل بعض المشاكل من بينها على سبيل المثال مشكلة الربح والخسارة في مجال السفر بالطائرات عن طريق البرمجة المسبقة لمعرفة عدد الركاب الذين سيسافرون أو الذين سيحجزون التذاكر لتحقيق الربح المطلوب بدلا من الطيران بأقل عدد من المسافرين.
أرسل تعليقك