واشنطن ـ العرب اليوم
منذ عقدين ساعد منتج شاب اسمه، جيف زوكر، برنامج «توداي» المتعثر على استعادة نسبة مشاهدته العالية وبدأ ما أصبح سلسلة من النجاحات دامت 16 عاما. وأصبح مؤخرا من متبني أفكار بين شيروود، رئيس «إيه بي سي نيوز»، الذي أصبح برنامجه «غود مورنينغ أميركا» (صباح الخير أميركا) يعرض بدلا من برنامج «توداي».
يعمل زوكر حاليا على إعداد برنامج صباحي جديد لقناة «سي إن إن»، وهو الأول من بين عدة أعمدة لقناة «الكيبل» الإخبارية. واستعان يوم الثلاثاء بكريس كومو، مذيع سابق لبرنامج «صباح الخير أميركا» ليشارك في تقديم البرنامج الجديد الذي لم يعلن عن اسمه بعد ومن المتوقع أن يذاع في الربيع. ويريد زوكر أن يجعل كومو يقدم البرنامج مع إيرين بورنيت، وهي مذيعة أخرى قديمة في عالم البرامج الصباحية.
ورفض زوكر، الذي سيطر رسميا على «سي إن إن وورلد وايد» الأسبوع الماضي بعد تعيينه رئيسا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، الطلب بإجراء مقابلة معه. مع ذلك يشير قراره بإلغاء برنامج «ستارتينغ بوينت» (نقطة انطلاق) الصباحي الذي يذاع على «سي إن إن» ويبدأ في استعادة الجمهور يوم الثلاثاء، إلى رسالة مفادها أنه لا يهدر أي وقت على حد قول العاملين والمذيعين.
وتعد قناة «سي إن إن» واحدة من أهم القنوات في العالم، لكن تراجعت نسبة مشاهدتها في الولايات المتحدة أمام قنوات «الكيبل» المنافسة الأخرى والإنترنت. على سبيل المثال كان يبلغ عدد مشاهدي برنامج «نقطة انطلاق» في الصباح 234 ألف مشاهد عام 2012، وهي أقل نسبة مشاهدة في ذلك التوقيت لمدة تزيد على عشر سنوات. وكان يتراوح عمر 96 ألفا من بين هؤلاء المشاهدين بين 25 و54 عاما، وهي الفئة التي يستهدفها المعلنون على قنوات «الكيبل».
وبالنسبة إلى زوكر، الذي ظهر في «توداي» وانطلق نحو إدارة «إن بي سي يونيفرسال» في بدايات الألفية الثانية قبل أن يغادر بعد سيطرة «كومكاست» على الشركة منذ عامين، تمثل فرصة تحقيق نسبة مشاهدة عالية لقناة «سي إن إن» خلال فترة الصباح اختبارا له، فبعد فترة طويلة من مغادرة برنامج «توداي» هل سيستطيع إحياء برنامج صباحي آخر لشبكة أخرى؟
وكان موقع «تي إم زد» أول موقع نقل عن كومو قيامه بهذه الخطوة مساء يوم الاثنين. وكتب كومو على حسابه على موقع «تويتر» يوم الثلاثاء: «لقد واتتني فرصة عظيمة لأن أكون أول كلمة في ما تهتمون به كل صباح».
وقال أخوه الحاكم أندرو كومو خلال مقابلة إذاعية، إن «سي إن إن» كانت أفضل من «إيه بي سي» بالنسبة إليه. وأوضح قائلا: «سيظهر كل يوم صباحا، لذا من المؤكد أنه ستكون هناك علاقة بما يفعل».
وشارك كريس كومو في تقديم برنامج «20-20» الأسبوعي على قناة «إيه بي سي» على مدى السنوات الثلاث الماضية، لذا سوف يضيف ديفيد موير، مقدم برنامج «وورلد نيوز»، الذي يعرض نهاية الأسبوع على قناة «إيه بي سي»، برنامج «20-20» على قائمة عمله. وكان كومو، الذي قضى ثلاث سنوات كمذيع لبرنامج «صباح الخير أميركا»، مرشحا للمشاركة في تقديم هذا البرنامج عندما تركته ديان سوير من أجل تقديم برنامج «وورلد نيوز» الإخباري المسائي عام 2009. مع ذلك حصل جورج ستيفانوبولوس على هذه الوظيفة.
وسيكون أمام كومو في قناة «سي إن إن»، التابعة لمؤسسة «تايم وارنر»، فرصة لتقديم برنامج إخباري صباحي. وفي الوقت الذي تسعى فيه قناة «سي إن إن» إلى تحقيق نسبة مشاهدة عالية خلال الفترة الصباحية، تغامر باستفزاز جمهور استفزته بالفعل من خلال عمل تغييرات كبيرة. وحدث هذا منذ 12 شهرا عندما تخلت عن برنامج «أميركيان مورنينغ» (صباح أميركي) بعد عشر سنوات وقدمت بدلا منه برنامج «نقطة انطلاق».
وحظيت سوليداد أوبراين، التي قدمت البرنامج خلال الاثنى عشر شهرا الماضية، بثناء كبير على المقابلات السياسية التي أجرتها رغم انخفاض نسبة مشاهدة البرنامج نسبيا. ويقول المدافعون عن البرنامج إنه لم يحظ قط بالدعم الداخلي ولا بالتسويق الخارجي كما وعدوا. وأشاروا ضمنا إلى أنه لم يمنح فرصة للنجاح. على الجانب الآخر يقول منتقدوه إنه كان نسخة طبق الأصل من برنامج «مورنينغ جو» (صباح الخير جو) الذي يعرض على قناة «إم إس إن بي سي»، وهو للمصادفة البرنامج الذي دعمه زوكر عندما كان يدير «إن بي سي يونيفرسال».
وذكرت متحدثة باسم «سي إن إن» في رسالة بالبريد الإلكتروني: «إن سوليداد مهمة جدا للشبكة، ونحن نناقش خيارات أخرى معها». وسوف تؤدي مشاركة برنيت كومو في تقديم البرنامج إلى ثغرة أخرى في الخريطة الأسبوعية لقناة «سي إن إن». وتعرف برنيت بالسنوات التي قضتها في العمل مع «سي إن بي سي»، حيث شاركت مارك هاينز في تقديم نشرة الأسواق «صرخات في ستريت» الذي يعرض في منتصف النهار منذ عام 2005 إلى 2011، وتقدم حاليا برنامج «سيفين بي إم أور» (السابعة مساء) على قناة «سي إن إن»، لكنه تعثر مثل برنامج «نقطة انطلاق» وباقي البرامج التي تعرض على القناة. ورفضت «سي إن إن» التعليق على وضع برنيت يوم الثلاثاء.
ويعد كومو ثالث شخصية بارزة تعمل في «سي إن إن» قادمة من قناة «إيه بي سي» العام الماضي. وكان الأول هو دون بيرمان، الذي عمل لفترة طويلة مراسلا لدى «إيه بي سي» وشارك في تقديم «إيرلي ستارت» (بداية مبكرة)، وهو برنامج إخباري يبدأ قبيل الفجر ويسبق برنامج «نقطة انطلاق». أما الثاني فكان جيك تابر، كبير مراسلي «إيه بي سي» في البيت الأبيض.
كان لدى زوكر دور في عمل تابر، الذي سيبدأ في تقديم برنامج يومي على قناة «سي إن إن» خلال العام الحالي. ويفكر زوكر حاليا في مواقع تابر والمذيعين الآخرين على خريطة البرامج. ويقول زملاء له إن زوكر يريد أن تكون البرامج الصباحية والبرامج التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية أكثر جاذبية وأقل اعتمادا على المواضيع اليومية المتعلقة بالسياسة والصراعات التي تحدث خارج البلاد.
واستقال مارك وايتيكر، المدير التنفيذي لـ«سي إن إن وورلد وايد»، يوم الثلاثاء وذكر في رسالة بالبريد الإلكتروني موجهة إلى العاملين، أن زوكر يستحق أن يكون له فريق عمل وإدارة وحرية في تقديم رؤية واضحة واحدة إلى الفريق. وكان وايتيكر من كبار مساعدي جيم والتون، سلف زوكر.
كان إعلان تعيين راشيل نيكولاس من «إي إس بي إن» مراسلة رياضية خلال الأسبوع الماضي إشارة إلى ما يعتزم زوكر القيام به. وقال في بيان إن نيكولاس سوف تقدم برنامجا رياضيا خلال نهاية الأسبوع ووصف تعيينها بـ«الخطوة المهمة في توسيع نطاق تقديم البرامج والأخبار على قناة (سي إن إن
أرسل تعليقك