ناشطة بيئية هندية تنجح في صُنع ورق أكثر استدامة وصديق للبيئة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

ناشطة بيئية هندية تنجح في صُنع ورق أكثر استدامة وصديق للبيئة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ناشطة بيئية هندية تنجح في صُنع ورق أكثر استدامة وصديق للبيئة

صناعة الورق
نيودلهي - تونس اليوم

صنعت ناشطة بيئية هندية شابة تُدعى "كيفيا مادابا" مِن خرق القطن والكتان ومن قشر القهوة وألياف الموز والتوت ومن قشر الذرة.
وتدير مادابا، رائدة أعمال في مجال الضيافة التي تحولت إلى مصرفية، منتجعا صحيا في مدينة «كورج» وأثناء قيامها بذلك أدركت أنّه يتعين عليها استخدام الكثير من الورق لطباعة الكتيبات، وأن ذلك يتطلب استخدام الكثير من الورق.وتعليقا على طبيعة عملها، قالت كيفيا: «بما أن منتجعنا مستدام، فأنا لم أكن سعيدة لأن الورق جاء من قطع الأشجار. وبطبيعة الحال، جعلني ذلك مترددة في استخدام الكثير من الورق التقليدي».

شجع ذلك الفهم كيفيا على البحث عن مصادر أنظف للورق وعن عملية صنع أفضل له، وهكذا شرعت عام 2016 في رحلة لصناعة الورق من مصادر غير الأشجار. وكانت النتيجة هي إنشاء شركة «بلوكات بيبر»، وهو مشروع لإنتاج الورق من خلال إعادة التدوير مع الحفاظ على المياه، حيث يمكن تحويل أي مادة تحتوي على أكثر من 60 في المائة من السليلوز إلى ورق، ويعني ذلك أنّ النفايات المتبقية مثل خرق القطن وقشر القهوة وما إلى ذلك يمكن تدويرها وتحويلها إلى ورق بدلاً من أن ينتهي بها المطاف في مدافن النفايات.

يجري الحصول على هذه النفايات من أكثر من مائة مزارع ومن العديد من المصانع. وتحتوي على نسبة أعلى من السليلوز مقارنة بألياف الأشجار التي تحتوي فقط على 30 - 40 في المائة. لا تقوم كيفيا بدفع المال لأصحاب مدافن النفايات فحسب، بل تمنعهم أيضاً من أن ينتهي بها المطاف في مدافن النفايات بأن تتولى معالجة هذه العملية، وتقول إنّ «عملية صناعة الورق الجديدة يمكن أن تنقذ الكثير من الأشجار وتقلل من نفايات تلك المدافن في نفس الوقت».

وأضافت أنه قبل عام 1790 كانت جميع الأوراق تصنع من خرق القطن والألياف النباتية. لكن لم يكن هناك ما يكفي من القطن والألياف لتلبية الطلب على الورق. لكن كل شيء تغير عندما أدركوا أنّ الورق يمكن صنعه من الأشجار، لكن «هناك أيضا ما يكفي من النفايات المستدامة لإيجاد صناعة نظيفة، وحان الوقت لصنع آلات جديدة لهذا الغرض».دخلت شركتا «تري فري» المنتجة للورق و«بلوكات بيبر» في تعاون مع الشركة البولندية لتصنيع ورق فريد من نوعه يساعد على إنقاذ أعداد النحل المتناقصة. يصنع الورق من عشب الليمون المتبقي الذي يعشقه النحل وينجذب إلى رائحته، من ثمّ تجري إضافة بذور مثل الخردل والريحان لجذب النحل.

في الغالب يُنتج الورق من لب الخشب الذي يتطلب نشر الأخشاب وإزالة اللحاء. وفي هذا السياق، كتبت الناشطة البيئية ماندي هاجيث في كتابها «مسارات الورق: من الأشجار إلى سلة المهملات - التكلفة الحقيقية للورق. تستهلك صناعة الورق 42 في المائة من جميع الأخشاب المقطوعة صناعيا كل عام ونصيبها من الغابات المطهرة في العالم تقدر بحوالي ثلاثة ملايين هكتار سنويا».

وتؤكد كيفيا أن جودة «الورق غير الشجري في نفس جودة الورق المصنوع من لب الخشب. لكن الأوراق المصنوعة يدوياً باهظة الثمن لأنّ إنتاجها يتطلب الكثير من العمالة والوقت»، مضيفة أنه «نظراً لأننا لا نضيف مواد كيماوية تستخدمها معظم مصانع الورق عادة، فإننا قادرون على إعادة تدوير المياه بسهولة وتوفير أكثر من 100 ألف لتر من المياه يومياً. وهذا في حد ذاته يجعل ورقنا أكثر استدامة وصديقا للبيئة. أعتقد أنّه كلما زاد عدد المصانع التي أنشأناها ودعمناها، زاد تأثيرنا في إنقاذ الأشجار».

وأضافت كيفيا قائلة: «معظم الماكينات طُوّرت للعمل بلفائف الورق، فيما يُصنّع الورق المصنوع يدوياً علي هيئة شرائح». وتأمل أن يصبح «الورق غير الشجري هو السائد»، كما أضافت أنّ الناس تتعامل مع الورق على أنه ليس بالشيء الكبير وأنّه للاستخدام لمرة واحدة ثم يذهب إلى القمامة، لذلك فأنت تهدر الورق لأنّه رخيص. لكنّ سعره الحقيقي بقيمة كوكب الأرض، حيث يجري تقطيع حوالي 3.3 مليون هكتار من الغابات كل عام لصناعة الورق من الأشجار، فنشاط كهذا لا يجعل الحياة البرية في الغابات الكثيفة فوضوية فحسب، بل يتبع ذلك تأثيرات ضارة على النظام البيئي.

تحتاج الشجرة إلى 20 عاما على الأقل لكي تنمو قبل أن تُقطع لصناعة الورق. ولكن في نهاية تلك السنوات يكون قد نشأ نظام بيئي صغير خاص قد يتعرض للخلل. فمن المفزع أن تأتي في أحد الأيام ببساطة لتقطع 5000 شجرة دفعة واحدة وتقول: «لا بأس هيا بنا. إنّه لأمر سخيف!»
يدخل هذا الورق أيضا في صناعة دفاتر الملاحظات، والحقائب والمجلدات وصناديق الهدايا وإطارات الصور والأظرف وبطاقات التهنئة وغيرها. وتصنع شركة «بلوكات بيبر» منه أيضاً، أوعية من خليط القطن وأغطية المصابيح والمصابيح المعلقة والخيوط المضيئة. كما تقوم الشركة بتصنيع منتجاتها على هيئة صناديق ودعوات الزفاف، واستخدمت أيضا فكرة مبتكرة لدعوات الزفاف التي تُستخدم لمرة واحدة فقط.

وتتابع كيفيا، «ولأن بطاقات الزفاف لا تستخدم لأكثر من مرّة، دمجنا البذور في بطاقة الدعوة. لذلك، بمجرد أن تحقق الدعوة غرضها، يمكن للمرء تمزيقها وزرعها في التربة».وتوضح «يستغرق نمو الشجرة ما بين 7 - 20 سنة، لذا من الضروري التوقف عن قطع الأشجار. وعندما يتزايد عدد السكان باستمرار، وكذلك الهدر، فلماذا لا نلجأ إلى تلك الطريقة؟ آمل أن ينتج المزيد من المصانع في جميع أنحاء العالم ورقاً يصنع من مواد غير الأشجار». 

قد يهمك أيضًا:

انخفاض منسوب النيل في السودان بعد الفيضانات المُدمّرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناشطة بيئية هندية تنجح في صُنع ورق أكثر استدامة وصديق للبيئة ناشطة بيئية هندية تنجح في صُنع ورق أكثر استدامة وصديق للبيئة



GMT 02:10 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

الطاقة الخضراء مبادرات دولية لمواجهة تلوث البيئة

GMT 02:04 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تطوير تقنية ترفع كفاءة ألواح توليد الطاقة الشمسية

GMT 02:01 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تحويل ألواح زجاج المباني إلى مولدات طاقة شمسية

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 10:54 2013 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مصر: تصنيع 11 ألف حاسب لوحي لطلبة المدارس

GMT 20:46 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

فيلم بن أفليك "يعيش ليلًا" يتكبد خسائر ضخمة

GMT 08:31 2020 الجمعة ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر محسن يكشف كواليس التحضير لمسلسل "القاهرة"

GMT 08:18 2021 السبت ,27 شباط / فبراير

500 ألف طائر مهاجر زار تونس هذا الشتاء

GMT 15:15 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نصائح فعالة من خبراء الأبراج لمواليد "الجوزاء"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia