جزيرة اصطناعية في قناة بنما تتحول قبلة أخصائيي علوم الأحياء الأستوائية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

جزيرة اصطناعية في قناة بنما تتحول قبلة أخصائيي علوم الأحياء الأستوائية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - جزيرة اصطناعية في قناة بنما تتحول قبلة أخصائيي علوم الأحياء الأستوائية

جزيرة بارو كولورادو
بنما - أ.ف.ب

استحالت جزيرة اصطناعية صغيرة مساحتها 15 كيلومترا مربعا في وسط قناة بنما قبلة محبي علوم الاحياء الاستوائية، اذ ينظر مجتمع العلماء في العالم الى هذه المنطقة الخلابة على انها مختبر في الهواء الطلق لتحليل اثار التبدل المناخي.

وتقع بارو كولورادو ("الوحل الملون") في قلب بحيرة غاتون الاصطناعية التي اقيمت في مطلع القرن العشرين خلال انشاء قناة بنما.

هذه الارض التي يديرها معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية تضم احدى ابرز محميات الغابات الاستوائية في العالم اضافة الى حوالى 350 مشروعا علميا يتم الاعداد لها حاليا.

ويقول وليام لورانس الباحث والاستاذ في جامعة جيمس كوك الاسترالية لوكالة فرانس برس إن "بارو كولورادو تمثل على الارجح اكثر غابة استوائية اجريت عنها دراسات في العالم وهذا الامر ساعدنا كثيرا لفهم الاليات في الغابات الاخرى في العالم".

ومن بين العلماء العاملين في الجزيرة الواقعة على بعد 40 كيلومترا شمال شرق العاصمة بنما سيتي، اختار البعض العيش في الموقع للاستفادة بالكامل من المنشآت المتوافرة خصوصا مختبر البحوث والبيوت الزراعية وموقع للحشرات وصالة معلوماتية ومؤتمرات. اما اخرون فيتجهون الى المكان بالسفينة انطلاقا من قرية غامبوا.

ويؤكد كاميلو زالاميا الاخصائي الكولومبي في علوم الحياة والنباتات المتخصص في دراسة البذور الزراعية أنه "عند السؤال عن قبلة علوم الاحياء الاستوائية يكون جوابي بارو كولورادو".

وعلى هذه الجزيرة، 465 نوعا من الفقاريات بينها 72 من الخفاشيات و500 نوع من الفراشات و400 من النمليات و384 طيرا وخمسة انواع من القرود هي القرد العنكبوت والكبوشي وتيتي وسعادين العواء وقرود الليل.

كذلك توجد في المكان قوارض اغوتي وتابيرات وحيوانات قوطية اميركية جنوبية وسلاحف وتماسيح وخنازير بيكارية وسمندلات وأفاع. حتى أن بعض العلماء يؤكدون انهم شاهدوا في الموقع انواعا اخرى من الحيوانات كالغزلان وأسود الجبال والنمور.

- وضع جنوني -

ومع التقدم في أنحاء بارو كولورادو، يغوص الزائر في غابة كثيفة غنية بأكثر من 1200 فصيلة من النباتات والأشجار بعضها يبلغ عمره مئات السنوات.

ويجري الباحثون قياسات مختلفة على الاشجار تشمل معدلات الرطوبة فيها وطولها وقطرها ومستويات الغاز التي تنبعث منها.

ولهذه الغاية، يستخدم هؤلاء جهازا للتحاليل العلمية يعمل بغاز الاشعة دون الحمراء عبر ادخاله في انابيب بلاستيكية موضوعة على الارض وعلى الطبقة القشرية للشجر كما يستعينون بجهاز قياس لقطر الاشجار مزود برباط معدني يلف الجذع.

ويسعى العلماء بذلك الى قياس نمو الاشجار وكمية ثاني اكسيد الكربون التي تنبعث منها في الغلاف الجوي بفعل هذا النظام البيئي.

وتوضح عالمة الاحياء والمهندسة البيئية فانيسا روبيو "في مواجهة التبدل المناخي، نحن في صدد محاولة فهم كيفية تفاعل الغابة مع تقلبات درجات الحرارة وكيفية تطور مستويات الكربون تبعا لتغير درجات الحرارة ورطوبة الارض".

ويلفت العلماء الى ان تلوث البيئة وقطع الأشجار يتسببان بانبعاث كمية اكبر من ثاني اكسيد الكربون المسؤول عن الاحترار المناخي نظرا الى ان كميات الغاز المخزنة في الطبقة القشرية تنبعث في الهواء عند قطع الاشجار.

وتبدي فانيسا روبيو أسفها لأن "دورة الكربون تغيرت واصبح الأمر أشبه بالجنون".

- بارو كولورادو في باريس -

وفي الجزيرة كرست مساحة حوالى خمسين هكتارا تضم اكثر من 200 الف شجرة وضعت عليها اشارات ويتم احصاؤها كل خمس سنوات، مخصصة لدرس تطور الغابات.

ويعتبر رولاندو بيريز عالم النباتات البنمي الذي يجري دراسات تتناول الاشجار في بارو كولورادو منذ ربع قرن أن "التغير المناخي أدى الى موجات جفاف اقوى ودرجات حرارة اعلى. يبدو أن الاشجار لا تحتمل هذا الوضع".

ويوضح أن عدد الأشجار لم يشهد تراجعا "ضخما" لكن حصلت تغيرات في تركيبة الاشجار او الاجناس الاكثر حساسية على التبدل المناخي.

ويأمل كاميليو زالاميا على غرار باحثين اخرين في بارو كولورادو، في أن يحتل العمل المنجز في الجزيرة حيزا من نقاشات مؤتمر المناخ الدولي في باريس.

وتطالب مجموعة من 52 بلدا تضم غابات استوائية في أن يلحظ الاتفاق العالمي بشأن التغير المناخي اقرارا بمساهمة هذه الانظمة الطبيعية على الصعيد البيئي العالمي وبقيام تعاون عالمي لحمايتها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة اصطناعية في قناة بنما تتحول قبلة أخصائيي علوم الأحياء الأستوائية جزيرة اصطناعية في قناة بنما تتحول قبلة أخصائيي علوم الأحياء الأستوائية



GMT 01:36 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة سريلانكا تعدّ المكان الأفضل لقضاء العطلات

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:29 2015 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة "النصر" تخصم شهرين من راتب عبدالله العنزي

GMT 15:34 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

شروط الحصول على قرض "السيارة" الجديد في 5 بنوك

GMT 22:50 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "النصر" يوضح أسباب هزيمة فريقه أمام "الأهلي"

GMT 01:16 2013 السبت ,15 حزيران / يونيو

لطيفة تنعي الإعلامي طارق حبيب عبر " فيسبوك "

GMT 03:48 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 07:18 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"سنوقد ما تبقى من قناديل" للكاتب عبد الغفور خوى

GMT 12:17 2016 الجمعة ,08 إبريل / نيسان

عدد مقاتلي تنظيم "داعش" تضاعف في ليبيا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia