«العمارة النوبية» تلهم تصميمات الملابس الصيفية
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

«العمارة النوبية» تلهم تصميمات الملابس الصيفية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - «العمارة النوبية» تلهم تصميمات الملابس الصيفية

عالم الموضة
القاهرة - تونس اليوم

بات دمج الهوية بالحداثة في عالم الموضة اتجاهاً ملحوظاً في مصر تسلط منصات الأزياء الإلكترونية الأضواء عليه، ويباركه خبراء الجمال وصناعه. وفي سياق ذلك، قدم كثير من مصممي الأزياء قطعاً من الملابس المستلهمة من الموروث الفني، بكل زخمه وتنوع مفرداته، بعد تطويعها وإعادة إحيائها بشكل عصري.فلم تعد الموضة تحتفي بالأناقة وحدها، أو نوعاً من «التزويق» والاكتفاء بتناسق الألوان والتصاميم، بل باتت تحيك مع خيوطها خطوطاً من الرموز والمعاني، وتطرز بين ثنايا موتيفاتها مفاهيم وأفكاراً مقصودة، وتنسج داخل الزخارف قصصاً ورسائل خفية محفزة للمرأة على الإحساس بالقوة والثقة.

ومن بين من أخذ هذا المنحى أخيراً المصممة دينا عبد العال، إذ تقدم العناصر التراثية والبيئية المعبرة عن رسائل مليئة بالانتماء والحنين إلى الإرث المصري في أزياء حداثية تزدان بالرسوم والتطريز اليدوي. وفي مجموعتها الجديدة لصيف 2021، ركزت على الحضارة المصرية القديمة ومفردات العمارة البيئية في الجنوب، واحتلت بيوت النوبة والصعيد مساحة كبيرة من فضاءات أعمالها.تقدم دينا تصاميم نابضة بالأحاسيس، تروي دوماً قصصاً مشوقة من التاريخ ذات تنسيقات متنوعة بين السهرة والرسمية والكاجوال، تتلاعب فيها بالأقمشة التي تتداخل فيها النقوش والرسومات وتذوب الألوان بتكوينات مبتكرة جريئة ساطعة، فتعثر المرأة داخلها على البرتقالي الصارخ والأصفر الحيوي والأخضر الطبيعي «الزرَعي» والأزرق البحري والأحمر الناري، ما يضفي على المجموعة إحساساً بالانتعاش والقوة. ولكي تبرز جمال المرأة، قدمت فساتين وتنانير تتمتع بقصات أنثوية تتنوع بين الطويل والقصير. أما البنطلون، فقد حرصت -كعادتها- على أن يكون واسعاً يمنح المرأة الانسيابية وحرية الحركة.

تقول عبد العال: «حرصت على أن تكون الألوان والقصات مواكبة للموضة العالمية، لكنها مأخوذة أيضاً عن بيئتنا، كما مزجت بين الرسومات والتطريز السيناوي والسيوي بميزان حساس كيلا تصبح قطع الملابس مبالغاً في شكلها النهائي».

ويأتي الاحتفاء بهذا الاتجاه تماهياً مع حالة متنامية في عالم التصميم المصري بشكل عام، قوامها العزوف عن تقليد بيوت الأزياء العالمية، مقابل رفد الخطوط الأساسية من التاريخ ومحاولة إيقاظه، حسب الفنانة التي قالت لـ«الشرق الأوسط»: «لا أتأثر أو أقتبس من الصيحات الغربية الوافدة، فأمام تلك الحالة الإبداعية التي تعالج قضية التزاوج بين الأصالة والمعاصرة، وتسود مجال التصميم في مصر، ومن ذلك مجال الأزياء، لم يكن يسعني سوى أن أجعل التاريخ جوهرة علامتي التجارية».

ويختلف جسد المرأة العربية عما هو موجود في الغرب، كما تشير دينا. ومن ثم، فإن الملابس الواردة من الخارج لا تلائم في كثير من الأحيان المرأة في العالم العربي، كما أن «المصممين العالميين لا يستطيعون فهم تقاليدنا وعاداتنا في الملبس والأناقة»، على حد قولها. وتضيف: «أستطيع أن أؤكد أن كل امرأة في العالم تفتش دوماً عن كل ما هو جميل مختلف، وما يمنحها خصوصية وتميزاً. وبالنسبة للمرأة العربية، فإنها تبحث إلى جانب ذلك عن الأصالة، وتقدر (الشغل اليدوي) بأنواعه».ومثلما ترفض التقليد من الغرب وبيوت الأزياء العالمية، ترفض كذلك تقليد التراث: «لا أنقله أو أنسخه كما هو، إنما أجعل روحه حاضرة تتحدث عن نفسها داخل التصاميم، مما يسهم في نهاية الأمر بتعزيز التنافسية وثقافة الموضة والأزياء في المنطقة العربية».وجاء أيضاً هذا الاحتفاء تأثراً بوالدها الفنان الشهير عبد العال حسن الذي لطالما جسد رضا الغلابة، وأبرز جمال المرأة وأصالتها في كل أرجاء مصر؛ تقول: «كان والدي يحدثني عن تأثير الفن التشكيلي على الملابس والموسيقى والسينما في كل العصور، وأنه تأثير ينبغي أن يستمر، ومن هنا اقتنعت أن تراث مصر يستحق أن يتربع على عرش الأزياء العالمية».وتحرص عبد العال على أن تكون صور عارضات الأزياء في قلب الشارع المصري ووسط الطبيعة، وأحياناً أمام بيوت عتيقة تتمتع بالعمارة البيئية، بما يتماشى مع تصاميمها الناطقة بالهوية والطابع المحلي.

قد يهمك ايضا:

أزياء الكشكش الموضة الأوسع انتشارًا ومستوحى منها إطلالة العيد

موديلات فساتين سهرة باللون الأسود مستوحاة من مي عمر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العمارة النوبية» تلهم تصميمات الملابس الصيفية «العمارة النوبية» تلهم تصميمات الملابس الصيفية



GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 16:14 2015 الأحد ,29 آذار/ مارس

تعرفي على مزايا زيت كبد الحوت للأطفال

GMT 19:12 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 12:32 2014 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

عام 2013 الأعنف في العراق منذ نهاية النزاع الطائفي

GMT 10:03 2021 الثلاثاء ,21 أيلول / سبتمبر

الشاي يمكن أن يكون علاجا للأرق

GMT 21:57 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

لعبة Bridge Constructor: The Walking Dead متاحة الآن

GMT 05:24 2016 الإثنين ,25 إبريل / نيسان

تصادم الأزمنة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia