برنارد لويس ومشروع الدويلات

برنارد لويس ومشروع الدويلات

برنارد لويس ومشروع الدويلات

 تونس اليوم -

برنارد لويس ومشروع الدويلات

بقلم : عماد الدين أديب

رحل منذ أيام عن عمر يناهز «101 سنة» المؤرخ الشهير برنارد لويس، الذى يعتبر من أهم المفكرين الغربيين، الذين تعاملوا خلال القرن الحالى مع الشرق الأوسط والإسلام وقضايا الأقليات والطوائف والمذاهب فى منطقتنا. ويعتبر برنارد لويس المنظّر والمفكر الأساسى لرؤى وقواعد فكر تيار المحافظين الجدد فى الولايات المتحدة، الذى ظهر بقوة فى عهد الرئيس جورج دبليو بوش وفريق عمله.

وُلد برنارد لويس عام 1916 فى لندن لأبوين يهوديين، ونال دراسته عام 1936 فى كلية دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا فى لندن المعروفة باسم «ساوث».

كانت رؤى برنارد لويس تعتمد على أن الإسلام بشكل مباشر أو غير مباشر هو أساس القوة والخطر فى آن واحد، وأن امتزاج الدين بالدولة وفق الفكر الإسلامى سوف يؤدى -بالضرورة- حسب أفكاره إلى صدام مع الغرب.

من هنا كان برنارد لويس يجاهر، بل يدعو ويحرص على الدخول المباشر من قبَل الغرب، وعلى رأسه أمريكا، بكل الوسائل فى العالمين الإسلامى والعربى، حتى لو كان بواسطة التدخل العسكرى.

كان برنارد لويس له عبارة شهيرة كثيراً ما كان يرددها هى «ادخل بقوة وقسوة فى المنطقة أو ارحل». هذا التصور هو الذى دفع المحافظين الجدد، وعلى رأسهم نائب رئيس الجمهورية الأسبق «ديك تشينى»، إلى غزو أفغانستان والعراق وتكبيد الخزانة الأمريكية خسائر تقدّر بـ6 تريليونات دولار.

كان برنارد لويس يدعم فكرة «الفوضى الخلاقة» من منطلق أنها سوف تؤدى إلى ضرب مشروع الدول الوطنية ذات الجيوش المركزية فى المنطقة، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر بهدف تحويلها إلى دويلات.

وهناك خارطة شهيرة يتصورها برنارد لويس، وهى خارطة المنطقة التى يريدها أن تتحول من 22 دولة إلى 45 دويلة ممزقة تعبّر عن أقليات عِرقية وطائفية ومناطقية.

برنارد لويس يدعم سقوط الدول الوطنية وظهور دويلات: بربرية، كردية، أمازيغية، مارونية، شيعية، سُنية، قبطية، نوبية، نجدية، حجازية، علوية، أرمينية، حتى تنتهى إلى حق وجود دولة يهودية.

المصدر : جريدة الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برنارد لويس ومشروع الدويلات برنارد لويس ومشروع الدويلات



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia