ما لم يقله الرئيس

ما لم يقله الرئيس

ما لم يقله الرئيس

 تونس اليوم -

ما لم يقله الرئيس

معتز بالله عبد الفتاح

خطاب الرئيس فى البرلمان كانت وحدة التحليل الأساسية فيه هى الدولة واستقرارها ومؤسساتها، وليست الحكومة بتركيبتها وسياساتها. لذلك لم يذكر أى كلمة عن الحكومة أو الوزارة أو المحافظين.

هذا الخطاب تجنب نوعين من القضايا:

أولاً: القضايا الخلافية التى تسبب المزيد من الانقسام بين أبناء مجتمع انقسم فعلياً.

لذلك لم يعد الرئيس لمناقشة علاقة ثورتى يناير ويونيو ورأيه فيهما لأنه بهذا سيجعل الماضى يستمر فى صراع الحاضر على حساب المستقبل. ولهذا أيضاً لم يتناول أى نقاش بشأن مشكلة الأطباء وعلاقتهم بوزارة الداخلية رغماً عن المتابعة الوثيقة من قبل مؤسسة الرئاسة.

ثانياً: النقاشات التفصيلية بشأن أى قضية من القضايا، لذلك لم يتحدث فى مشروعات القوانين المقبلة أو رؤيته لمشاكل القطاعات المختلفة من العمل العام.

والسؤال: لماذا تجنب الرئيس مناقشة هذه القضايا؟

أولاً: النظام السياسى المصرى شبه رئاسى، حيث تتوزع المهام بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وفقاً للمادتين ١٣٩ و١٥٠ من الدستور.

وتنص المادة ١٣٩:

رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة، ورئيس السلطة التنفيذية، يرعى مصالح الشعب ويحافظ على استقلال الوطن ووحدة أراضيه وسلامتها، ويلتزم بأحكام الدستور ويُباشر اختصاصاته على النحو المبين به.

وتنص المادة ١٥٠:

يضع رئيس الجمهورية، بالاشتراك مع مجلس الوزراء، السياسة العامة للدولة، ويشرفان على تنفيذها، على النحو المبين فى الدستور. ولرئيس الجمهورية أن يلقى بياناً حول السياسة العامة للدولة أمام مجلس النواب عند افتتاح دور انعقاده العادى السنوى. ويجوز له إلقاء بيانات، أو توجيه رسائل أخرى إلى المجلس.

وبناءً عليه فإن رئيس الجمهورية يشرف على وضع السياسة العامة للدولة ولكنه يضعها بالتعاون مع مجلس الوزراء. وبناءً عليه فستكون الأمور التفصيلية فى بيان رئيس الوزراء المكلف وبرنامج عمل حكومته والذى يكلفه الرئيس وفقاً لآلية العمل فى المادة ١٤٦ من الدستور التى تنص على:

يكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً على الأكثر، يكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً، عُدّ المجلس منحلاً ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يوماً من تاريخ صدور قرار الحل. وفى جميع الأحوال يجب ألا يزيد مجموع مدد الاختيار المنصوص عليها فى هذه المادة على ستين يوماً وفى حالة حل مجلس النواب، يعرض رئيس مجلس الوزراء تشكيل حكومته، وبرنامجها على مجلس النواب الجديد فى أول اجتماع له. فى حال اختيار الحكومة من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، ويكون لرئيس الجمهورية، بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء، اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل.

ثانياً: قضية وحدة الدولة وسلامتها وتماسكها وتثبيت أركانها ضد ما سماه الرئيس «مخطط ومؤامرة» هى بوصلة النواب بل هى بوصلة الجميع لأن شعباً بلا دولة هو مدخل الفتنة والاحتراب التى تعيشها منطقة أصبح الأغلب فيها اللادولة وأشباه الدول.

ثالثاً: القيم الكبرى للدولة لا بد أن تكون واضحة، فهى دولة ديمقراطية مدنية حديثة، تقوم على العدالة والحرية، وهو تكليف للحكومة بأن تضع ذلك موضع التطبيق.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم يقله الرئيس ما لم يقله الرئيس



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 10:32 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أُنس جابر تنهي موسمها من أجل التعافي من الإصابة

GMT 20:35 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

"قُبلة" في الطريق تُكلِف فتاة تونسية شهرين خلف القضبان

GMT 05:54 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأهلي" يكسب مباراته الودية أمام "دبي" الإماراتي

GMT 00:43 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"آدم" سيارة شبابية جديدة من "أوبل"

GMT 18:25 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

ليلة مسرحية في اتحاد كتاب الإمارات

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia