أميركا وترويض الرفض الفلسطيني للصفقة

أميركا وترويض الرفض الفلسطيني للصفقة!

أميركا وترويض الرفض الفلسطيني للصفقة!

 تونس اليوم -

أميركا وترويض الرفض الفلسطيني للصفقة

بقلم - حسن البطل

عشية مؤتمر وارسو الدولي، ومؤتمر موسكو الفصائلي، خطب رئيس السلطة أمام مؤتمر قمة قارّي أفريقي في أديس أبابا.
لن تشارك فلسطين في مؤتمر وارسو، الذي قد تحضره 40 دولة بينها 4 دول خليجية، لأنه تمهيد وتسويق لصفقة القرن الأميركية.
ستشارك حركة «فتح» وبقية الفصائل في مؤتمر موسكو على سراب أمل ما في أن تنجح روسيا في جعل قطار المصالحة الفلسطينية الفصائلية يقلع على سكة استعادة الوحدة الوطنية.
تشارك فلسطين في كل مؤتمر للاتحاد الأفريقي، ومؤتمر القمة الإسلامية وتفرعاته، كما كانت تشارك في قمم حركة عدم الانحياز الآفلة، وكذلك مؤتمرات الاشتراكية الدولية المتباعدة، وبالطبع سائر دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. إلخ.
منذ ما قبل أوسلو ترحّب منظمة التحرير الفلسطينية بفكرة الاتحاد السوفياتي السابق، ثم فكرة روسيا بعقد مؤتمر دولي للمشكلة الفلسطينية ـ الإسرائيلية، ومؤخراً صارت ترحّب باقتراح موسكو رعاية قمة فلسطينية ـ إسرائيلية.
شاركت فلسطين الأوسلوية في مؤتمر دولي تمهيدي عُقد في باريس، كما بدعوة فرنسية إلى رعاية قمة فلسطينية ـ إسرائيلية.
منذ فشل وساطة جون كيري العام 2014، وبالذات منذ أن رفضت السلطة ما دعي «صفقة القرن»، فقد عادت فلسطين، في كل مؤتمر دولي، أو قارّي، إلى تشديد مطالبتها بمؤتمر دولي، كما فعل رئيس السلطة أمام قمة الاتحاد الأفريقي.
هذا يعني أن مطلب المنظمة، ثم مطلب السلطة، هو أن يكون مقترح «حل الدولتين» الذي اقترحته، أو تبنته بالأحرى، الولايات المتحدة، يقوم على ويستند إلى الشرعية الدولية.
الجمعية العامة، وقرارات المؤتمرات القارّية والإقليمية، والاتحاد الأوروبي، وحتى قرارات القمم العربية منذ قمة بيروت 2002، تدعو إلى سلام عربي ـ إسرائيلي قاعدته «حل الدولتين».. وبالطبع الشرعية الدولية.
إن تمسك المنظمة والسلطة ودولة فلسطين المعلنة بسلام وفق الشرعية الدولية يشبه بما يقال في العربية عن «التمسك بأستار الكعبة»، أو بما يقال في لغات أخرى عن «التمسك بقرون المعبد».
لكن، منذ أن انتخب الأميركيون دونالد ترامب، ورفضت فلسطين خطواته الأولى لصفقته، صارت أميركا وإسرائيل تعملان عمل حدّي المقص، أو جزازة العشب، لعصر موارد السلطة، كما تفعل أفعى أوناكوندا.
أميركا حرّة بصرف أموالها، ولكن إسرائيل ليست حرّة للتصرف بأموال المقاصة الضرائبية الفلسطينية، وفق بروتوكول باريس. أميركا صارت تعصر أموال «الأونروا»، وحتى تحويلات مالية عربية وأجنبية لمساعدة ميزانية السلطة، نظراً لتحكمها بعمل المصارف، وباعتبار عملة الدولار هي السائدة عالمياً في التبادل.
بعد أن رفضت السلطة واستغنت عن كل أشكال المساعدات الأميركية، لا تستطيع إلاّ أن ترفض كل أشكال «الأتاوة» والبلطجة الإسرائيلية على أموال المقاصة الضريبية، التي تشكل 50% من واردات الخزينة الفلسطينية، و70% من رواتب موظفي السلطة.
وجدت قطر طريقة لتعويم غزة مالياً وجزئياً، لكن أميركا مدت عقوبات المالية إلى عرقلة منحة مالية عراقية إلى فلسطين، عبر الجامعة العربية لأن المصارف المحلية تخشى عقوبات أميركية.
مؤخراً، انضمت شركة أدوية أميركية إلى الحصار المالي بدعوى قضائية ضد شركتي أدوية فلسطينيتين مرفوعة أمام المحاكم الإسرائيلية، بذريعة أن القانون الإسرائيلي ينطبق على الأراضي الفلسطينية؟
كيف يمكن أن يعقد مؤتمر دولي إذا رفضت إسرائيل المشاركة فيه، بل وأنهت عمل ضباط رقابة دولية عزلاء من ست دول في الخليل تتعلق بانتهاكات الاحتلال والمستوطنين في المدينة منذ العام 1994.
ستعقد مؤتمرات وارسو الدولية، ومؤتمر موسكو الفصائلي، بينما أصدر الاتحاد الأوروبي، الذي ستشارك بعض دوله في مؤتمر وارسو، حول إيران وفلسطين، تقريره حول تمادي الاستيطان، بما جعل «حل الدولتين» غير قابل للتحقق!
صارت المؤتمرات الدولية المؤثرة فعلاً، تُعقد خارج الأمم المتحدة، سواء في الجمعية العامة، أو مجلس الأمن، وأشار بيان الاتحاد الأوروبي الأخير إلى أن قرار مجلس الأمن 2334 الصادر 2016 اعتبر أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، بينما تسارع الاستيطان، بعد صدوره، صار «غير مسبوق».
إذا كانت العقوبات المالية الأميركية تشمل دولاً كثيرة لأسباب سياسية أو تجارية، فإن عقوباتها على فلسطين والشعب الفلسطيني لها أسبابها الإسرائيلية، كما أن العقوبات الإسرائيلية تتشجع بسيل من العقوبات الأميركية، وهذه وتلك تعملان عمل «جزازة العشب» لترويض السلطة الفلسطينية، التي قد تستطيع الاستغناء عن كل أشكال المساعدة المالية الأميركية، لكن هل تستطيع السكوت عن «الأتاوات» الإسرائيلية على أموال فلسطينية من المقاصة الضرائبية؟
عندما فرضت إسرائيل حظراً على استيراد بضائع فلسطينية معينة، زراعية، وغذائية، ردّت السلطة بالمثل على وارداتها الزراعية والغذائية والصناعية من إسرائيل.
تقول السلطة إن مساعدات عائلات الشهداء والأسرى «خط أحمر» فإن تجاوزته إسرائيل، فإن السلطة مجبرة على خيارات قصوى «تقلب الطاولة بما فيها ومن عليها»!
.. لكنها ستواصل الدعوة إلى مؤتمر دولي، والسعي إلى عضوية كاملة في الأمم المتحدة؟!
حسن البطل

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وترويض الرفض الفلسطيني للصفقة أميركا وترويض الرفض الفلسطيني للصفقة



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia