من التراث في العشر الأواخر

من التراث في العشر الأواخر

من التراث في العشر الأواخر

 تونس اليوم -

من التراث في العشر الأواخر

جهاد الخازن

في بدء شهر الصوم الكريم اخترت آيات من القرآن الكريم. أما ونحن في العشر الأواخر فإن عندي للقارئ الصائم قصصاً من التراث واللغة العربية أرجو أن تكون مفيدة بمقدار ما هي مسلية.
أذكى رد قرأته كان للإمام ابن الجوزي وقد سئل وهو على المنبر وأمامه مصلّون سنّة وشيعة، مَنْ أفضل الخلق بعد رسول الله، أبو بكر أم علي رضي الله عنهما؟ قال: أفضلهما بعده مَنْ كانت ابنته تحته (أي زوجته)، فأرضى الفريقَيْن لأن السنّة قالوا إن الضمير في ابنته يعود إلى أبي بكر، وهي عائشة زوج النبي، ولأن الشيعة ظنوا أن الضمير في ابنته يعود إلى فاطمة، بنت رسول الله وزوج علي.
وأنتقل إلى شيء من اللغة هو المثنى فهو يطلق على شيئين مختلفين. وعندي أمثلة:
الكريمان: الحج والجهاد. الحَرَمان: مكة والمدينة. العُمَران: أبو بكر وعمر. الحسنان: الحسن والحسين. الثقلان: الإنس والجن. الداران: الدنيا والآخرة. الأصغران: القلب واللسان. السَّعْدان: المشتري والزهرة. النَّحْسان: زحل والمريخ. السِّماكان: السماك الرامح والسماك الأعزل (الرامح أمامه كوكب، والأعزل ليس حوله شيء). الفراتان: دجلة والفرات. المشرقان: الشرق والغرب. الأسودان: الماء والتمر، أو الحيّة والعقرب. الأحمران: اللحم والخمر. الأصفران: الذهب والزعفران. الأبيضان: الماء واللبن، أو سيف وسنان، أو شحم وشباب. والشاعر قال: الأبيضان أبردا عظامي/ الماء والفتّ بلا إدام
وأعود إلى التراث فقد اعترض بعض الأعراب الخليفة المأمون وقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل من الأعراب. قال: لا عجب. قال: إني أريد الحج. قال: الطريق واسعة. قال: ليس معي نفقة. قال: سقط عنك الحج. قال: يا أمير المؤمنين جئتك مستعطياً لا مستفتياً. فضحك المأمون وأمر له بمال.
وقصة أخرى: وقفت عجوز على قيس بن سعد وقالت: أشكو إليك قلة الجرذان. قال: ما ألطف ما سألتِ. تذكر أن بيتها قفر من الإدم والمأدوم (أي لا طعام تطلبه الجرذان)، فأكثر لها يا غلام من ذلك.
المتنبي قال في مدح كافور: وما طربي لمّا رأيتكَ بدعة/ لقد كنت أرجو أن أراك فأطرب. قال ابن جني: لما قرأت على أبي الطيب هذا البيت قلت له: ما زدت على أن جعلت الرجل أبا زنّة، وهي كنية القرد فضحك.
أما الباز فكنيته أبو الأشعث ربما لأنه أكثر الطير تكبّراً وأضيقها خلقاً. والديك: أبو حسان وأبو نبهان، وأبو حماد وأبو قاسم. وفي الأمثال: قالوا للديك صيح قال كل شيء بوقته مليح. وأيضاً: من قلة الرجال سمّوا الديك أبو قاسم. والحمار أبو جحش، أو أبو صابر. وقال الزمخشري: إن الحمار ومَنْ فوقه/ حماران شرهما الراكب، والذئب أبو جعدة، والغراب أبو حاتم، والبغل أبو قموص أو أبو حرون، والنمر أبو فارس، والضبع أم قشعم.
وأعود إلى التراث، فهناك مثل قديم هو أخسر من صفقة بني غبشان، ويعود إلى أن قصي بن كلاب اشترى من غبشان، آخر ملوك خزاعة، مفتاح البيت وسدانته وحجابته بزق خمر، ثم حاربهم وأخرجهم عن الحرم.
وموضوع آخر فهناك عبارة بيضة البلد، وهذه يُمدَح بها ويُذمّ، ويقال: فلان يحمي بيضته أي يحمي حوزته وجماعته. وفي الذم يقال إن الواحدة من بيض النعام إذا فسدت هجرها أبواها وذهبا عنها.
وشعراً، قتل الإمام علي فارس الجزيرة العربية عمرو بن ود فقالت ابنته:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله/ بكيته أبداً ما دمت في الأبد
لكن قاتله مَنْ لا نظير له/ وكان أبوه يُدعى بيضة البلد
وأختتم ببيت من الشعر لأبي العلاء:
غَفَت الحنيفة والنصارى ما اهتدت/ ويهود حارَتْ والمجوس مضللة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من التراث في العشر الأواخر من التراث في العشر الأواخر



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 10:32 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أُنس جابر تنهي موسمها من أجل التعافي من الإصابة

GMT 20:35 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

"قُبلة" في الطريق تُكلِف فتاة تونسية شهرين خلف القضبان

GMT 05:54 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأهلي" يكسب مباراته الودية أمام "دبي" الإماراتي

GMT 00:43 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"آدم" سيارة شبابية جديدة من "أوبل"

GMT 18:25 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

ليلة مسرحية في اتحاد كتاب الإمارات

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia