المقبول أخلاقياً والمرفوض

المقبول أخلاقياً والمرفوض

المقبول أخلاقياً والمرفوض

 تونس اليوم -

المقبول أخلاقياً والمرفوض

جهاد الخازن

ما هو المقبول أخلاقياً وما هو غير المقبول أخلاقياً؟ لم أطرح أنا السؤال وإنما طرحه مركز أبحاث بيو، وهو مركز استطلاع له صدقية عالية، ولاحظت وأنا أتابع النتائج أن الدول العربية والمسلمة بين الأكثر محافظة في العالم فرأيت أن أقدم النتائج إلى القارئ.
كل سؤال له ثلاثة أجوبة: مقبول أخلاقياً أو غير مقبول أخلاقياً أو أنه ليس قضية أخلاقية، وسأكتفي اليوم بالجوابَيْن الأولين، على أسئلة استطلاع شمل 40 بلداً.
سئل المشاركون عن علاقات جنسية محرمة يمارسها ناس متزوجون، ووجدت أن بين الدول العشر الأولى تسعاً عربية أو مسلمة هي على التوالي: الأراضي الفلسطينية ثم تركيا والأردن ومصر وإندونيسيا ولبنان وباكستان وماليزيا وتونس والفيليبين.
الدول العشر الأولى قررت بغالبية فوق 90 في المئة أن الجنس خارج مؤسسة الزواج غير أخلاقي. أما فرنسا فكانت آخر دولة تجد هذا النوع من العلاقة غير أخلاقي وبنسبة 47 في المئة، وهي النسبة الوحيدة دون الخمسين في المئة.
سئل المشاركون عن ممارسة الجنس قبل الزواج، وكانت أول عشر دول هذه المرة عربية أو مسلمة أو ذات غالبية مسلمة بدءاً بإندونيسيا ثم الأردن وباكستان والأراضي الفلسطينية وتركيا ومصر وتونس وماليزيا وغانا ولبنان. وتراوحت نسبة الرفض بين 97 في المئة و81 في المئة.
في المقابل الدول العشر الأخيرة بدأت بكندا وبعدها أستراليا وتشيلي وبريطانيا واليونان وإيطاليا وتشيكيا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا، وكانت نسب الرفض هذه المرة بين 15 في المئة وستة في المئة، ونسب القبول بين 34 في المئة و47 في المئة.
السؤال عن الإجهاض قوبل برفض دول مسلمة ومسيحية هي على التوالي الفيليبين وغانا وإندونيسيا وأوغندا والسلفادور وباكستان وبوليفيا وكينيا ونيجيريا وماليزيا. أما الدول العشر الأخيرة في قبول الإجهاض فبدأت بالصين ثم إسرائيل واليابان وإسبانيا وأستراليا وكندا وبريطانيا وألمانيا وتشيكيا وفرنسا.
الطلاق أيضاً عارضته دول يُعرف عن شعوبها التدين وكانت الدول العشر الأولى غانا ثم أوغندا وباكستان والفيليبين ونيجيريا وكينيا وإندونيسيا والهند وبوليفيا والسلفادور. ووجدت مفاجأة في الدول التي تعتبر الإجهاض مقبولاً أخلاقياً فالعشر الأواخر بدأت بتشيكيا ثم لبنان وبريطانيا وأستراليا وكندا وألمانيا ومصر والأردن وفرنسا وإسبانيا.
حبوب منع الحمل لم تشذ عن القاعدة فالدول العشر الأولى في معارضتها كلها مسلمة وبينها دولة عربية واحدة هي تونس، والدول العشر الأخيرة التي أيدتها غربية باستثناء اليابان.
كان هناك أسئلة أخرى عن مثليي الجنس (الشاذين) والقمار وشرب الخمر، ومرة أخرى عشر دول مسلمة وعربية في مقدمة المعارضين، وعشر دول غربية في المؤخرة (دائماً فرنسا آخر دولة أو قرب الأخير).
أعتقد أن النتائج لا تترك مجالاً للشك في أن الدين هو الوازع الأول في ما يُعتَبر أخلاقياً أو غير أخلاقي، وأثره واضح في المجتمعات المحافظة. أما في الغرب، فقد تراجع نفوذ الدين كثيراً لذلك كانت غالبية الردود تقبل ما يُعتَبَر في بلادنا «فضيحة».
أرجو أن نتقدم في كل مجال لنلحق بالغرب ونسبقه، ثم أرجو أن نترك له التقدم في ما نعتبره ممنوعات أو محرمات، ويعتبره حريات.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقبول أخلاقياً والمرفوض المقبول أخلاقياً والمرفوض



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 10:32 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أُنس جابر تنهي موسمها من أجل التعافي من الإصابة

GMT 20:35 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

"قُبلة" في الطريق تُكلِف فتاة تونسية شهرين خلف القضبان

GMT 05:54 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأهلي" يكسب مباراته الودية أمام "دبي" الإماراتي

GMT 00:43 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"آدم" سيارة شبابية جديدة من "أوبل"

GMT 18:25 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

ليلة مسرحية في اتحاد كتاب الإمارات

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia