كيف بدد الانقلابيون 4 مليارات دولار

كيف بدد الانقلابيون 4 مليارات دولار؟

كيف بدد الانقلابيون 4 مليارات دولار؟

 تونس اليوم -

كيف بدد الانقلابيون 4 مليارات دولار

بقلم : عبد الرحمن الراشد

عندما دخلت ميليشيات الحوثي العاصمة اليمنية قبل عامين، كان في البنك المركزي من العملة الصعبة على الأقل أربعة مليارات وستمائة مليون دولار، عدا عن احتياطي من الذهب والعملات الأجنبية الأخرى. اليوم، بقيت حفنة قليلة لا تكفي لتسيير حاجات الدولة ومرتبات الموظفين. ولا نفهم لماذا لم تبادر الحكومة التي خرجت من عاصمتها صنعاء، بعد الانقلاب، إلى تأسيس بنك مركزي بديل في العاصمة المؤقتة، عدن، واعتبار العمليات التي تتم من صنعاء غير قانونية لأن من يحكم البنك، والعاصمة صنعاء، جماعتان انقلابيتان، الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح.

التفسير المعقول أن الحكومة الشرعية بعد انتقالها فضلت ترك البنك المركزي على حاله، وعدم منازعة الانقلابيين على إدارته، تحاشًيا لتعريض موظفي الحكومة للضرر، والقطاعات الخدمية للتوقف، وإن كان معظمها فعلًيا قد توقف. الآن، بعد أن أصبح البنك خاوًيا، أعلنت الحكومة في عدن عن تأسيس آخر مركزي بديل.

كان البنك المركزي شعرة معاوية، أو الأمل الوحيد، بين الفرقاء المتحاربين، وها هي الشعرة الرابطة بينهم قد انقطعت، في علامة نذر سيئة على مستقبل اليمن الذي يعاني اليوم الأهوال نتاج الحرب التي اندلعت بعد استيلاء الحوثيين وصالح على البلاد بالقوة العسكرية، وإسقاط الحكومة الشرعية. الوضع يزداد سوًءا بعد أن نهب وبدد الحوثيون وصالح أكثر من أربعة مليارات دولار باسم «دعم المجهود الحربي»، لتمويل المقاتلين في صفوفهم، ونقل كثير من الأموال إلى بيوت قادة الانقلابيين. وفي الوقت نفسه، خسروا الدولة الرئيسية التي كانت تقوم بتمويل ميزانيتهم في السابق، وهي السعودية. فمن الأموال المنهوبة مليار دولار كانت قد حولتها السعودية للبنك المركزي قبل عامين من الانقلاب، مساعدة منها لتثبيت سعر الريال اليمني خلال اضطرابات الثورة اليمنية.

حكومة الانقلابيين، من خلال وزير التخطيط والتنمية، قبل أشهر، قدمت تطلب من المجتمع الدولي دعمها بخمسة مليارات دولار لوقف الانهيار المالي والاقتصادي، لكن لا أحد مد يده لها بعد لأن الدول الغربية المانحة تعلم ما حل بأموال البنك المركزي. أما إيران، الدولة الرئيسية المهتمة برعاية الانقلاب ودعمه، فهي أيًضا لن تقدم مساعدات لحكومة الانقلابيين، فهي ترسل عادة الأسلحة والخبراء والمدربين، وتدفع فقط لميليشياتها المباشرة، كما تفعل مع «حماس» في غزة، و«حزب الله» في لبنان، ولن تعين ملايين اليمنيين المسجلين كموظفين في قطاعاتها المختلفة، ولن تدفع للتعليم أو الصحة، ولن تعوض بنك الانقلابيين المفلس بدولار واحد.

البنك المركزي البديل، عند افتتاحه في عدن، ستكون عليه مسؤولية المناطق المحررة فقط، ولن يستطيع أن يفي بالتزامات الحكومة في المناطق التي تحت سلطة الحوثي وصالح. وهناك مراكز قد يتم نقلها، مثل السفارات اليمنية في الخارج التي لا يزال بعضها من مسؤولية وزارة الخارجية في صنعاء. وإفلاس البنك المركزي في صنعاء لا يعني أن حكومة الحوثي وصالح جائعة، حيث لا تزال في حوزتهم الأموال المنهوبة من البنك، إضافة إلى أن الرئيس السابق صالح يعتبر من أغنى أثرياء المنطقة، وفي حساباته البنكية السرية في الخارج ما يكفي لتمويل اليمن لخمس سنوات متتالية، وهو ما نهبها ليتبرع بها، كما أن الأرصدة المسجلة باسمه، والمعروفة للرقابة، معظمها مجمد بقرارات مجلس الأمن، وغالًبا ستتقدم الحكومة لاحًقا تطلب حق مصادرتها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف بدد الانقلابيون 4 مليارات دولار كيف بدد الانقلابيون 4 مليارات دولار



GMT 08:13 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تصفير الخلافات منذ اتفاق العلا

GMT 08:13 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

«البوليفارد» مسرح التغيير الكبير

GMT 08:27 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

صعود القذافي الابن

GMT 07:39 2021 الأحد ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بين الرياض وبيروت

GMT 04:28 2021 الخميس ,30 أيلول / سبتمبر

الخلاف حول اليمن

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 10:32 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أُنس جابر تنهي موسمها من أجل التعافي من الإصابة

GMT 20:35 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

"قُبلة" في الطريق تُكلِف فتاة تونسية شهرين خلف القضبان

GMT 05:54 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأهلي" يكسب مباراته الودية أمام "دبي" الإماراتي

GMT 00:43 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"آدم" سيارة شبابية جديدة من "أوبل"

GMT 18:25 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

ليلة مسرحية في اتحاد كتاب الإمارات

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia