زايد باني الدولة والأمة

زايد باني الدولة والأمة

زايد باني الدولة والأمة

 تونس اليوم -

زايد باني الدولة والأمة

بقلم - منى بوسمرة

أجمل تعبير قيل بحق الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والد وقدوة كل مواطن ومواطنة، ما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن «زايد لم يطلب الرئاسة بل استدعاه التاريخ ليبني أمة ودولة» ويا له من تعبير يلخص قصة الإمارات كلها.

نعم، لقد استدعاه التاريخ ليبني أمة ودولة، فالشيخ زايد طيب الله ثراه، قائد تميز بين أقرانه وسبق معاصريه بحكمته وبعد نظره، رجل استطاع قبل عقود أن يقرأ المستقبل، وإذ بنا نرى اليوم كيف تتشظى الدول والشعوب والكيانات، فيما بصيرته ومعه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، توحد الإمارات في دولة واحدة قوية البنيان ثابتة الأركان، لتتحول رؤيتهما إلى واقع سجله التاريخ بمداد الذهب ولحظة من الزمان لا تنسى أبداً، بتوحيد الشعب والمصير المشترك ولتكون هذه الوحدة هي بوابة المستقبل المزدهر والعز والتفوق والنجاح.

تحدث الشيخ محمد بن راشد عبر "تويتر"، أمس، عن يوم فاصل في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم الثامن عشر من فبراير، إذ يقول «اليوم 18 فبراير، يصادف ذكرى تاريخية لدولتنا، قبل 50 عاماً في 18 فبراير 1968 وفي خيمتين بالصحراء على مرتفع يُسمى عرقوب السديرة بين دبي وأبوظبي، اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد واتفقا على إقامة دولة ودعوا بقية الإمارات للانضمام، من هناك بدأنا، من هناك اتفقنا، من هناك مشينا في مسيرتنا».

هذا الوفاء الكبير لهذه اللحظة كما يسجلها الشيخ محمد بن راشد مذكراً بها الأجيال التي تنعم في ظل الرفاهية والاستقرار، هو وفاء يشع بالكثير من المعاني ويأتي في عام زايد الخير ويراد من خلاله التأكيد لكل أبناء الوطن أن طهر نوايا المؤسسين، وبياض قلوبهم وأملهم بالله، ونقاء بصائرهم، كان السر وراء هذه الدولة التي نراها اليوم، والتي تتباهى بكل تواضع بكل إنجازاتها، بل وتحث بقية الدول وتحضها على تتبع النموذج الذي قام مستهدفاً توفير الحياة الكريمة للإنسان، وبعقيدة تؤمن أن الخير يجب أن يصل إلى الجميع.

«من الصحراء بدأنا وإلى الفضاء وصلنا»، تعبير رائع آخر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وهو تعبير يحوي في ما وراء كلماته رسالة عميقة لكل العرب، عندما كانت الإمارات في أبهى محطات تاريخها، تنطلق بكل عزم حاملة رسالة الاعتدال والهدى منفتحة على الأمم، ومن هذه الصحراء التي خلقت شعباً طيباً بكل ما تعنيه الكلمة، مع عزم وشجاعة وقدرة على مواجهة الصعاب والتحديات، وها نحن نرى الإمارات في مقدمة الدول نماء وازدهاراً، مستحقة مكانتها على خارطة العالم المتقدم، ماضية في برامج التطوير وخدمة البشرية جمعاء بما يجعلها الدولة الأكثر اقتراباً من الشعوب، والتي يصح وصفها كما أشرت في مقال سابق بكونها دولة بلا خصوم.

في ذكرى الثامن عشر من فبراير، ندعو بالرحمة والمغفرة للآباء المؤسسين، ونؤكد أن عهدهم هو عهد كل واحد فينا ولن يتم نقضه، عنوانه الوفاء للأوطان حيث لا عقوق ولا نكران، من أجل أن تبقى الراية عالية خفاقة على مدى الحاضر والمستقبل، سرها في إخلاص قيادتها وعطاء أهلها، سرها في تمسكها بالعدالة وصون كرامة الإنسان وإسعاده عنواناً وتطبيقاً.

المصدر : جريدة البيان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زايد باني الدولة والأمة زايد باني الدولة والأمة



GMT 07:22 2019 الأربعاء ,29 أيار / مايو

محمد بن راشد.. عطاء القلب الكبير

GMT 08:22 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثوابت إعلامنا الوطني

GMT 03:43 2019 الجمعة ,24 أيار / مايو

زايد قدوة الإنسانية

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إقامة ذهبية في البلد الذهبي

GMT 06:16 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

العالم أمام اختبار أمن الملاحة

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia