ماذا حدث لعقلنا

ماذا حدث لعقلنا؟

ماذا حدث لعقلنا؟

 تونس اليوم -

ماذا حدث لعقلنا

د. وحيد عبدالمجيد

ليس معقولاً أن يتواصل فشل جماعة قديمة مثل «الإخوان المسلمين»، ويُعاد إنتاجه من مرحلة إلى أخرى،

 دون أن يفتح اصطدامها المتكرر بالحائط أى باب للنقد الذاتى الجاد وتحديد مواضع الخلل ومراجعة التوجهات والمواقف. وإذا كانت هذه حالة صارخة تدل على جمود عقلى مثير للدهشة وميئوس منه، فالحال أن الجميع فى مصر يحتاجون إلى مراجعات بأشكال ودرجات مختلفة. ولكن أحداً لا يدرك ذلك، ولا يقدم على التفكير فيما آل إليه حاله، وكأن العقل العام فى مصر تجمد نتيجة تجريف سياسى واقتصادى وتعليمى وثقافى لم يترك شيئاً فى المجتمع إلا وأصابه بأذى.

ويزداد خطر هذه الحالة فى لحظة تشتد فيها الحاجة إلى عمل جاد وشاق ودؤوب لمواجهة تداعيات هذا التجريف والتركة الثقيلة التى ترتبت عليه فى مختلف المجالات.

والعمل مهم بالتأكيد فى كل الأحوال. فهو قيمة فى ذاته. ولكن نتائجه تتوقف على وجود رؤية تهديه فى طريق شديد الوعورة وتحمى السائر فيه من الاصطدام بعوائقه والوقوع فى مطباته. وترتبط مثل هذه الرؤية بوجود عقل مستنير ومنير قادر على الإبداع والابتكار والمراجعة المستمرة للعمل المراد إنجازه.

ولذلك نحتاج إلى البدء فى تأسيس مدارس فكرية نقدية متعددة الاتجاهات تضع الأساس اللازم لتجديد العقل الذى أصابه جمود يعطله عن أداء وظيفته الأساسية فى أى مجتمع. ويمكن أن يبدأ ذلك بمراجعة الأفكار التى تنبع منها السياسات العامة الراهنة سواء عن وعى أو بدون قصد.

فوراء كل سياسة عامة فكرة أو تصور فكرى لا يعيه بالضرورة صانعو هذه السياسة فى مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والزراعية والصناعية والتعليمية والصحية والإسكانية وغيرها.

ومن شأن إطلاق مدارس نقدية فى هذه المجالات خلق حالة من الحيوية تساعد فى إخراج العقل المصرى العام من جموده الذى طال أمده، والمساهمة فى ترشيد السياسات العامة وتوضيح طبيعة الأفكار التى تمثل خلفيات لها. وعندئذ يمكن التطلع إلى مدارس فكرية أكثر عمقاً من نوع «مدرسة فرانكوفورت» التى نشأت فى ألمانيا فى نهاية عشرينات القرن العشرين، وأحدثت ثورة كبرى فى الفكر الإنسانى عموماً، وليس الفكر الألمانى وحده، وفى مجالات متعددة شملت الفلسفة والفن وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم الجمال وغيرها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا حدث لعقلنا ماذا حدث لعقلنا



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia