حول الثقافة والتعليم والإعلام 13

حول الثقافة والتعليم والإعلام (1-3)

حول الثقافة والتعليم والإعلام (1-3)

 تونس اليوم -

حول الثقافة والتعليم والإعلام 13

عمار علي حسن

هنا إجابات عن أسئلة حول حال الثقافة والمثقفين والتعليم والعلم والمتعلمين والأمية ومكابداتها، والإعلام وسطوته، وجّهها لى الأستاذ أيمن عدلى فى حوار لموقع «أخبار مصر»، وهو الموقع الرسمى للإذاعة والتليفزيون المصرى. ونظراً لأهمية ما طُرح من أسئلة، أعرضها وإجاباتها لقراء جريدة واسعة الانتشار ومؤثرة مثل «الوطن» على مدار ثلاثة أيام.

■ كيف ترى وضع الثقافة المصرية بشكل عام؟

- الثقافة فى مصر مريضة، شأنها شأن أشياء كثيرة، لكن قدرتها على التعافى أكبر وأسرع من كل الأشياء، فأنت تستطيع أن تنفذ خطة للنهوض بالثقافة لأن بنيتها الأساسية لم تتهالك كلية، بينما تجد صعوبة فى النهوض بقطاع الصحة أو التعليم مثلاً، لأن حجم التراجع فيهما كبير.

فى الوقت ذاته لم تعدم مصر فى أى من مراحل ضعفها مثقفين حقيقيين لديهم قدرة على إبداع خلاق، وانحياز واضح للشعب فى خياراته، واطلاع مستمر على العطاء الحضارى للأمم الأخرى والاستفادة منه، وقدرة على مواجهة عسف السلطة أو عشوائية قراراتها.

■ وماذا عن دور المثقفين المصريين فى بناء الدولة المصرية مستقبلاً؟

- لعب المثقف دوراً مهماً فى بناء مصر الحديثة، وتجلى هذا بشكل لا لبس فيه فى عطاء رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك، وإذا أخذنا الثقافة بمعناها الواسع، سنجد أن لحظات التقدم والنهضة فى تاريخ الأمة المصرية قامت فى جانب منها على جهد كل من لديه قدرة عالية على العطاء فى الفكر والحركة، ويكفى أن نقول أيضاً إن الكتّاب والفنانين والمفكرين وأصحاب الخبرات الذين كانوا نتاج ثورة 1919 هم من ساعدوا مصر عقب 1952 فى أن يكون لها مشروع كبير.

عطفاً على هذا ننتظر من المثقفين ألا يخذلوا مجتمعهم فى السنوات المقبلة، حيث يريد الناس لثورتَى يناير ويونيو أن تأتيا أكلهما، وهذا الإتيان لن يكتمل إلا بدور بارز للأدباء والفنانين والفلاسفة ومنتجى الأفكار بشتى صنوفها والخبراء والحركيين الذين ينطلقون إلى البناء، وهذا الدور مزدوج فى نصح السلطة أو التصدى لها إن لزم الأمر وفى قيادة الناس والأخذ بأيديهم وتبصيرهم، وفى الحالتين لا بد من طرح الأفكار الجديدة التى تفتح باباً وسيعاً نحو مجتمع عصرى يستحقه المصريون بجدارة.

■ ألم يلحق بالمثقفين أذى من الصورة التى رُسمت للنخبة فى مخيلة عموم الناس؟

- أزمة النخبة المصرية الحقيقية تتمثل فى عدم قدرة قطاع كبير منها على تجاوز الماضى ثقافة وممارسة، نظراً لأن كثيرين منهم تماهوا فى العلاقات والممارسات التى سادت قبل ثورة يناير 2011. والنخبة المصرية كمصطلح وجماعات تعرضت لتشويه مقصود من فلول نظام مبارك وجماعة الإخوان على حد سواء حتى يفصلوا الطليعة عن القاعدة الجماهيرية، كما أن مصطلح النخبة يُطرح بشكل غير علمى طيلة الوقت، فالنخب تنتمى إلى كل الفئات والمهن والوظائف، وهناك نخبة المثقفين ونخبة العمال ونخبة الفلاحين ونخبة الطلاب، ولهؤلاء دور كبير فى قيادة المجتمع، لكن النقاش المتداول اختصر النخبة فى قادة الأحزاب السياسية والإعلاميين البارزين. ولا يمكن لمصر أن تتقدم إلا إذا قامت النخبة فى كافة المجالات والتخصصات بأداء دور إيجابى ينحاز إلى المستقبل ويميل إلى مصلحة الناس وليس السلطة ويُعلى من المصلحة العامة على حساب المصالح الضيقة، وينفض عن كاهله الانتهازية والأثرة ويؤمن بفضيلة إنكار الذات.

■ وماذا عن اهتمام الدولة بالثقافة؟

- هناك بنية ثقافية أساسية كبيرة، لكنها مهملة ومعطلة عن العمل بفعل الكسل والفساد والعشوائية التى وصمت حياتنا بشكل عام فى العقود الأخيرة، والدولة حتى الآن لا تعطى الثقافة وزنها ولا قيمتها، وإن حاولت أن تبدو عكس ذلك. فمصر تردت أحوالها المادية إلى حد جارح، لكنها بقيت قادرة على أن تمارس دوراً ثقافياً بارزاً على الصعيد الإقليمى والدولى. وأعتقد أن عدم فهم من بيدهم القرار لدور المثقفين سيؤثر سلباً على صناعة المستقبل حتى لو جذبنا تريليونات الدولارات من أجل التشييد والبناء المادى، فنحن فى عصر الصناعات الإبداعية، كما أن معركتنا مع التطرف الدينى والإرهاب الذى يريد أن يدمر بلادنا معركة فكرية بالأساس، وهنا يكون دور المثقف فيها أصيلاً، وأعمق وأوسع بكثير من دور رجل الأمن أو رجل الأعمال.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول الثقافة والتعليم والإعلام 13 حول الثقافة والتعليم والإعلام 13



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 10:32 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أُنس جابر تنهي موسمها من أجل التعافي من الإصابة

GMT 20:35 2013 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

"قُبلة" في الطريق تُكلِف فتاة تونسية شهرين خلف القضبان

GMT 05:54 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأهلي" يكسب مباراته الودية أمام "دبي" الإماراتي

GMT 00:43 2013 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

"آدم" سيارة شبابية جديدة من "أوبل"

GMT 18:25 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

ليلة مسرحية في اتحاد كتاب الإمارات

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia