بلا شك أن التعليم في مصر يعاني من تدهور وانحدار، ويحتاج من المسؤولين عن إدارة العملية التعلىمية، وضع خطط حقيقية للنهوض بالتعلىم، وإخراج طلبة قادرين على خدمة الوطن في جميع المجالات.
وزير التربية والتعلىم، الدكتور محمود أبو النصر، تحدث في تصريحات له، عن قوانين جديدة للتعلىم تم الانتهاء من الملامح النهائية لها، وتنص بنودها على إلغاء الدروس الخصوصية سواء داخل المدرسة او خارجها، وتشديد العقوبة على المدرسين حتي لا يقوموا بإعطاء دروس خصوصية، كل هذا جميل لكن هل هذه القوانين يتم وضعها، بمشاركة أطراف العملية التعلىمية التلميذ والمدرس أم أنها قوانين يضعها الوزير دون أن ياْخذ رأي أطراف العملية التعلىمية.
أعتقد أننا في مصر تعودنا على فكرة كل وزير يتولي المسؤولية في وزارة التربية والتعلىم يفعل ما يريد دون أن يناقشه أحد، ما جعل العملية التعلىمية في مصر حقل تجارب للوزراء الذين تولوا وزارة التربية والتعليم.
ورأينا كيف ياْخذ وزير قرار عودة السنة السادسة في التعليم الابتدائي، ثم يأتي وزير جديد ويلغي السنة السادسة، بالإضافة إلى أن كل وزير جديد يضع نظاما جديدا للثانوية العامة حسب رؤية سيادته دون أن يساْل أصحاب الشاْن الطالب والمدرس عن رؤيتهم للعملية التعلىمية.
وصلتني رسالة من طالب ثانوي اسمه محمود الرامي قال إن لديه مشروع لتطوير التعليم في مصر وأن بعض وسائل الإعلام نشرت مشروعه، وقامت قناة الدلتا الحكومية باستضافتة لعرضه لكن محمود عندما تحدث عن امتحانات كادر المعلمين وأنها امتحانات وهمية، ولا تفيد العملية التعلىمية قطعوا علىة الهواء وليست هذه المشكلة.
المشكلة لماذا لا يتم استدعاء محمود الرامي والاطلاع على مشروعه ومناقشته في هذا المشروع من القائمين على العملية التعلىمية.
محمود الرامي الطالب أراد أن يترك بصمة ويفكر خارج الصندوق، بعيدا عن إجبار الوزراء الذين تولوا مسؤولية وزارة التربية والتعليم في مصر أطراف العملية التعلىمية على تنفيذ اوامرهم دون مناقشة.
طلبت من الطالب محمود الرامي استضافته في حلقة على "راديو الشرق" ليقوم بعرض مشروعه وتحدثنا عن بنود مشروعه لتطوير التعليم وهو يرى أن المدرسة يمكن أن تعمل طوال العام دون إجازات، ويختار الطلبة الساعات والمدرسين الذين يقوموا بتدريس المواد لهم وفقا لنظام الساعات المعتمدة، وهذا نظام معمول به في بعض الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة.
ويرى في ذلك أن المدرسة يجب أن تكون مكان للتعليم ليس لإجبار الطلبة على الحضور دون استفادة من اليوم الدراسي، كما يرى أن المدرس يمكن أن ياْخذ مرتبه حسب إنتاجه في اليوم الدراسي وعدد الحصص التي يقوم بتدريسها، حتي لا يتم ظلم بعض المدرسين ومساواتهم مع مدرس لا يعمل أو يدخل الفصل دون أن يشرح للطلبة وهذا حسب رؤية الطالب محمود الرامي في مشروعه يجعل الجميع يعمل داخل المدرسة.
ويعتقد أن مديري المدارس لا يصلحون للإدارة، ويطالب باستبدالهم بمتخصصين في مجال الإدارة، وضرب مثالا على ذلك موضحًا أن مدرس أول الجغرافيا لا علاقة له بالإدارة.
بعض الذين استمعوا إلى محمود على "راديو الشرق" من الطلبة قالوا إنهم يؤيدون محمود في فكرته، وأنها ستنعكس إيجابيًا على العملية التعليمية.
السؤال الآن أين السيد وزير التربية والتعليم، الدكتور محمود أبو النصر، من هذه الأفكار، وهو يريد تطوير العملية التعليمية، ومتى يأخذ رأي محمود وغيره من الطلبة والمدرسين الذين لديهم رؤية للتطوير، وهم أصحاب الشأن الحقيقيين وليس الوزير الذي يتولى المنصب مدة معينة ثم يرحل.
المدارس في مصر أصبحت أماكن مهجورة وخصوصًا مدارس التعليم الثانوي التي لا يدخلها الطلبة إلا في أيام الامتحانات، لكن إلى متى؟
إذا أردنا تطوير التعليم في مصر علينا أن نضع مشروعًا حقيقيًا يشارك في وضعه العاملين في الحقل التعليمي والطلبة والخبراء وأساتذة الجامعات من المتخصصين، حتى يكون لدينا التعليم الذي يساهم في تقدم مصر ونهضتها، ويكون سببًا في مستقبل أفضل لمصر وللمصريين.