أتعبتنا الفاتنة

أتعبتنا الفاتنة!

أتعبتنا الفاتنة!

 تونس اليوم -

أتعبتنا الفاتنة

بقلم - عيسى الجوكم

أتعبتنا الحروف وسَبَحْنا بها في بحر الكلمات، نركض في مضمارها دون كلل أو ملل، أخذت منا السنين دون أن نشعر، سهرنا في حضرة جمالها ليالي، وعجز يجارينا في عشقها عنترة لعبلة وقيس لليلى وروميو لجولييت.

الساحرة أتعبتنا ولم تتعب، رحيق جمالها أحرقنا ولم تحترق، وكلما قررنا الطلاق زادت في نشر مفاتنها لتغوينا من جديد بخصال شعرها ونثرها وأسطرها وقصصها وفصولها.
بعيونها نرسم المسير، ومن نهرها نشرب عذب الكلام ونكتبه، وبعناوينها ننام ونصحى، في كل يوم ترمي حبالها لاصطيادنا، تتلذذ في فرز أناملنا حد الإدمان، تتفنن في أعاصيرها لننحني لرياحها ونخضع لسحرها.

نسأل كغيرنا ألم يمت حرفك ويبتل ورقك؟!
يقولون (الكيبورد) أخمدك، والفضاء صوب نحوك ألف (سكود) والطائر الأزرق الصغير جعلك جنازة تنتظر الدفن.. فلم العناد أيتها الفاتنة.. لماذا لا ترفعي الراية البيضاء.. وترمي بمنديلك في محيط التكنولوجيا.. ألم تسمعيهم يقولون (دقة قديمة)!!
يقولون لم تعد قهوة الصباح.. ولم يعد كربونك ذا رائحة محببة، فالجهاز الصغير كتب نهايتك.

بربك وصلنا إلى الفضاء حتى تسرب الملل بداخلنا، لكننا عجزنا عن الوصول لهذه اللحظة معك.
تقولين يا هذا.. الباقي فروع وأنت الأصل، ولكننا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، فليس هناك أصل وفرع مع موضة القرن الجديد.يا ساحرة الحرف وفاتنة الكلمة أريحينا من همك

اليومي، وانسي ما قد مضى.. ألم تكتف بركضنا طوال هذه السنين؟!
يا بلاط صاحبة الجلالة أقدم لك استقالتي أو إقالتي سميها ما شئت، فقد أتعبني المسير في طرحك وعنوانك ومراهقتك.. لكنني أعترف لك أنني عاجز عن هجرانك، ففي كل مرة أعلن ابتعادي أعود صاغرا أطلب الصفح والسماح، كأنك قدري.​

tunisiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أتعبتنا الفاتنة أتعبتنا الفاتنة



GMT 14:34 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

الوجه الخفي

GMT 12:41 2017 الجمعة ,27 كانون الثاني / يناير

القادسية يجني ثمار لغة الهدوء

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 14:23 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الخميس 29-10-2020

GMT 07:56 2014 الإثنين ,14 إبريل / نيسان

انتخاب أبو زيد رئيسة لـ"الاشتراكي" في "النواب"

GMT 11:46 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

بعض مناطق النجم العملاق المشتعل أكثر سخونة من مناطق أخرى

GMT 01:18 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

رفع "المصحف" في نبروه يُطيح بوكيلة مدرسة من منصبها

GMT 10:01 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

"فيسبوك" توسع نطاق مكافحة المعلومات المضللة

GMT 01:20 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"خريف البلد الكبير"رواية جديدة للإعلامي محمود الورواري
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia